ترامب ميديا

توسع "ترامب ميديا" العالمي: "+Truth" تحدٍّ جديد لعمالقة البث أم مجرد منصة بديلة؟

كتب بواسطة: ليلى حمادة |

أطلقت مجموعة ترامب ميديا آند تكنولوجي رسميًا منصتها الجديدة للبث التلفزيوني عبر الإنترنت "+Truth" على مستوى العالم، في خطوة استراتيجية تسعى من خلالها الشركة لتوسيع حضورها في سوق المحتوى الرقمي وبث الأخبار، وتضمنت المنصة في بدايتها قناة "نيوز ماكس" الإخبارية التي تُعرف بتوجهها المحافظ.

وتُعد هذه الخطوة جزءًا من جهود "نيوز ماكس" لتعزيز انتشارها الدولي بعد أن دخلت سوق الأسهم مطلع العام الجاري، إذ باتت الآن قادرة على الوصول إلى جمهور خارج الولايات المتحدة من خلال منصة تُوفر خيارات بث مباشر وفيديو حسب الطلب عبر واجهات متعددة.

إقرأ ايضاً:

سجّل عقارك الآن قبل الغرامة واحمِ ملكيتك القانونيةفي دقائق ومن منزلك.. كيف تحدث "معلومات جواز سفرك" المجدد عبر أبشر؟.. الطريقة كاملة

وقالت "ترامب ميديا" في بيان صحفي إن التطبيق بات متاحًا لمستخدمي أجهزة iOS وأندرويد، إضافة إلى منصات التلفاز الذكي مثل Apple TV وAndroid TV وAmazon Fire TV وRoku، إلى جانب الويب، ما يمنح المستخدمين خيارات مرنة للوصول إلى محتوى المنصة.

وتُدير الشركة بالفعل منصة التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" التي أُطلقت سابقًا كبديل محافظ لمواقع التواصل التقليدية، وتأتي إضافة "+Truth" كمحاولة لإنشاء منظومة إعلامية رقمية متكاملة تضم الأخبار والبث الحي والمحتوى المرئي حسب الطلب.

وكانت الشركة قد بدأت الاختبار التجريبي للمنصة الجديدة في أواخر يونيو الماضي، وسمحت لفئة محددة من المستخدمين بتجربة الخدمة وتقديم ملاحظاتهم، وهو ما ساعد الفريق التقني في تحسين البنية التحتية للبث قبل الإطلاق العام.

وتعتزم "ترامب ميديا" الاستمرار في جمع آراء المستخدمين ومراقبة أداء الخدمة خلال الفترة المقبلة، حيث سيبقى الإطلاق ضمن ما يُعرف بمرحلة الإطلاق المتدرج، مع تحسينات متواصلة في تجربة المشاهدة وتقنيات البث المباشر.

وتراهن المنصة على تقديم محتوى يتوافق مع توجهات الجمهور المحافظ، حيث سيكون التركيز على الأخبار السياسية والتحليلات الاجتماعية من منظور مختلف عن المنصات الكبرى مثل نتفليكس أو ديزني، في محاولة لخلق نبرة إعلامية مستقلة.

ويأتي هذا التوسّع في وقت يشهد فيه العالم الرقمي تحولًا واسعًا في عادات المشاهدة، حيث يتجه المزيد من المستخدمين إلى خدمات البث حسب الطلب، وهو ما دفع العديد من الكيانات الإعلامية إلى الاستثمار في منصات تقدم محتوى رقميًا مخصصًا.

ويُتوقع أن تفتح هذه الخطوة الباب أمام مزيد من التعاونات بين "ترامب ميديا" وشركات إعلامية أخرى ترغب في استخدام المنصة للوصول إلى جمهور عالمي، خصوصًا مع تصاعد النقاشات حول التوازن الإعلامي في العصر الرقمي.

ويُنظر إلى إطلاق "+Truth" كخطوة مهمة في استراتيجية الشركة لبناء منظومة إعلامية تمكّنها من الاستقلال عن المنصات التقنية التقليدية، بعد أن واجهت عدة تحديات تتعلق بالرقابة والسياسات التحريرية في بيئات أخرى.

ويُعد إطلاق منصة بث على مستوى عالمي نقلة لافتة في طموحات "ترامب ميديا" التي تسعى لتوسيع نطاق نفوذها الرقمي وتحقيق عائدات جديدة عبر الاشتراكات والإعلانات على المنصة، في ظل التوجه العالمي نحو استهلاك المحتوى المرئي عبر الإنترنت.

وتُشكل هذه الخطوة تحديًا جديدًا في سوق مكتظ بالمنصات المنافسة، حيث ستسعى "+Truth" إلى جذب جمهور محدد يبحث عن محتوى محافظ ومنصة تتبنى خطابًا إعلاميًا مختلفًا عن التيارات السائدة في الإعلام الغربي.

وقد لا تكون المنافسة سهلة، إلا أن "ترامب ميديا" تعتمد على ولاء قاعدة جماهيرية مؤمنة بمشروعها الإعلامي، وتأمل في ترجمة هذا الولاء إلى اشتراكات فعلية ومتابعة يومية تضمن نموًا مستدامًا للمنصة الجديدة.

ويتابع خبراء الإعلام هذا الإطلاق عن كثب، حيث يرون أنه قد يُعيد تشكيل جزء من مشهد البث الرقمي العالمي، خاصة إذا نجحت "+Truth" في الحفاظ على زخم الإطلاق وتوسيع محتواها ليشمل مجالات أخرى مثل الوثائقيات أو الترفيه المحافظ.