التقديم على مقاعد الابتعاث

"فرصة للنخبة".. وزارة التعليم السعودية تفتح باب الابتعاث إلى أيرلندا في 3 تخصصات حيوية

كتب بواسطة: رولا نادر |

في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الكفاءات الوطنية في القطاعات الصحية الحيوية، أعلنت وزارة التعليم السعودية عن فتح أبواب المستقبل أمام الطلاب السعوديين المتميزين، وذلك بإطلاق أربعة وتسعين مقعدًا للابتعاث الخارجي لمرحلة البكالوريوس في جمهورية أيرلندا.

وتأتي هذه الفرصة النوعية ضمن "مسار الاتفاقيات الصحية"، وهو مسار متخصص يعكس الشراكات الدولية التي تعقدها المملكة لضمان حصول أبنائها على أفضل تعليم وتدريب عالمي، خاصة في تخصصات الطب البشري، والتمريض، وطب القدم.

إقرأ ايضاً:

لديك "14 يوماً" فقط للاستفادة منها.. ما هي "الميزة المجانية" التي يمنحها لك نظام الضمان الصحي؟لهذا السبب .. "أمن الطرق" يوجه نصائح مهمة للمواطنين قبل السفر

وقد حددت الوزارة فترة التقديم لتبدأ من اليوم، الإثنين السابع من يوليو، وتستمر حتى يوم الأحد السابع والعشرين من الشهر ذاته، حيث ستتم عملية التقديم بالكامل عبر منصة "سفير" الإلكترونية، البوابة الموحدة لخدمات الابتعاث في المملكة.

إن اختيار جمهورية أيرلندا كوجهة لهؤلاء المبتعثين لم يأت من فراغ، بل يعكس السمعة العالمية المرموقة التي تتمتع بها الجامعات الأيرلندية في مجال التعليم الطبي، والبيئة الأكاديمية المتقدمة التي توفرها، مما يضمن تخريج كوادر على أعلى مستوى من الكفاءة.

ووضعت الوزارة معايير دقيقة وصارمة لاختيار المرشحين، مما يؤكد أنها تبحث عن النخبة من خريجي الثانوية العامة، حيث اشترطت حصول المتقدم لتخصص الطب البشري على معدل تراكمي لا يقل عن خمسة وتسعين بالمئة، ودرجة لا تقل عن خمسة وثمانين بالمئة في اختباري القدرات والتحصيلي.

أما بالنسبة لتخصص طب القدم، وهو من التخصصات الدقيقة والمطلوبة، فقد حددت الوزارة نسبة تسعين بالمئة في الثانوية وثمانين بالمئة في الاختبارات المعيارية، بينما تطلبت لدراسة التمريض نسبة ثمانين بالمئة في الثانوية وسبعين بالمئة في القدرات والتحصيلي.

ولضمان جاهزية الطلاب للدراسة في بيئة ناطقة باللغة الإنجليزية، اشترطت الوزارة الحصول على درجة لا تقل عن خمسة ونصف في اختبار "IELTS" العالمي، مع عدم وجود أي قسم في الاختبار تقل درجته عن خمس درجات، وهو شرط يضمن قدرة الطالب على الاندماج الأكاديمي السريع.

وتؤكد هذه المعايير العالية أن الهدف ليس مجرد إرسال الطلاب للدراسة في الخارج، بل هو استثمار في عقول متميزة، يتم إعدادها لتكون قادة المستقبل في المنظومة الصحية السعودية، وقادرة على نقل أحدث المعارف والتقنيات إلى أرض الوطن.

كما شددت الوزارة على مجموعة من الالتزامات التي يجب على المبتعث التقيد بها، وعلى رأسها التفرغ التام للدراسة، وعدم الارتباط بأي وظيفة خلال فترة الابتعاث، وذلك لضمان تركيز الطالب الكامل على تحصيله العلمي والعملي في هذه التخصصات الصعبة.

إن التركيز على تخصصات مثل التمريض وطب القدم، إلى جانب الطب البشري، يعكس فهمًا عميقًا لاحتياجات القطاع الصحي المستقبلية، حيث لم تعد المنظومة الصحية تعتمد على الأطباء فقط، بل على فريق متكامل من المتخصصين المؤهلين في كافة فروع الرعاية الصحية.

وتأتي هذه البعثات كجزء من تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى رفع جودة وكفاءة الخدمات الصحية، وتقليل الاعتماد على الكوادر الأجنبية من خلال بناء قاعدة صلبة من الكفاءات الوطنية المؤهلة عالميًا.

وتدعو الوزارة جميع الطلاب والطالبات الذين تنطبق عليهم الشروط إلى المبادرة بتقديم طلباتهم عبر منصة "سفير"، والتأكد من استيفاء كافة المتطلبات وتصديق جميع الشهادات والوثائق من الجهات المختصة داخل المملكة، لاغتنام هذه الفرصة الثمينة.

في المحصلة النهائية، لا يمثل هذا الإعلان مجرد خبر عن مقاعد دراسية، بل هو نافذة على المستقبل، ورسالة واضحة بأن الاستثمار في الإنسان السعودي، وتحديدًا في القطاع الصحي، هو الأولوية القصوى التي تعمل عليها الدولة لبناء وطن طموح ومجتمع ينعم بالصحة والرفاه.