في موقف إنساني شجاع، أنقذت فرق البحث والإنقاذ التابعة لحرس الحدود في محافظة حقل بمنطقة تبوك مواطنًا من الغرق، وذلك أثناء ممارسته السباحة في أحد الشواطئ، حيث كانت اللحظات حاسمة والفارق بين الحياة والموت لا يتعدى ثوانٍ معدودة، ليأتي التدخل السريع وينقذ الموقف قبل أن يتحول إلى مأساة.
وقد وقعت الحادثة خلال يوم عادي من أيام الصيف، حين توجه المواطن إلى شاطئ البحر بهدف الاستجمام وممارسة السباحة، ولكن الرياح البحرية والتيارات المائية القوية خالفت التوقعات، مما أدى إلى فقدانه السيطرة وانجرافه نحو منطقة عميقة تشكل خطرًا حقيقيًا على حياته.
إقرأ ايضاً:
رقم قياسي جديد في يونيو.. موانئ السعودية تواصل تحقيق الأرقام الكبيرةلأول مرة في تاريخ الأرصاد .. فتح باب الترخيص لمهنة كبير راصدينولاحظ بعض المتنزهين وجود حالة طارئة داخل المياه، مما دفعهم لإبلاغ فرق الإنقاذ التابعة لحرس الحدود في حقل، حيث تحركت الفرق فور تلقي البلاغ مستخدمة المعدات اللازمة والزوارق السريعة، في استجابة عاجلة وصفت بالدقيقة والمنظمة.
وتمكنت الفرق من تحديد موقع المواطن بسرعة عالية رغم صعوبة التيارات، وبفضل الاحترافية في التنفيذ والتدريب المستمر لعناصر حرس الحدود، تمت عملية الإنقاذ دون وقوع أي إصابات إضافية، وتم سحب المواطن إلى بر الأمان بعد دقائق قليلة من وصول الفريق.
وفور إخراجه من المياه، قُدمت له الإسعافات الأولية اللازمة على الفور، حيث أظهر المواطن علامات إجهاد وصعوبة في التنفس نتيجة استنشاقه كميات من الماء، ليتم بعد ذلك نقله بسيارة الإسعاف إلى المستشفى القريب لتلقي العناية الطبية المطلوبة.
وأفاد مصدر في حرس الحدود أن المواطن تجاوز مرحلة الخطر، مؤكدًا أن تدخل الفريق السريع أنقذ حياته بالفعل، مشيرًا إلى أن التعاون بين المواطنين وجهات الإنقاذ يسهم كثيرًا في تسريع الاستجابة وتقليل مخاطر الحوادث البحرية.
ووجهت المديرية العامة لحرس الحدود بعد الحادث نداءً للمواطنين والمقيمين من المتنزهين ورواد الشواطئ، طالبت فيه بضرورة توخي الحذر وعدم الاستهانة بقوة الطبيعة، لافتة إلى أن البحر رغم هدوئه الظاهر قد يخفي تيارات قوية تهدد سلامة السباحين.
وشددت المديرية على أهمية الالتزام بالإرشادات والتعليمات البحرية الرسمية، والتي تهدف بالأساس إلى حماية الأرواح، مشيرة إلى ضرورة السباحة في الأماكن المخصصة فقط، حيث تتوفر الرقابة ووسائل الإنقاذ الفوري.
كما دعت المديرية الجميع إلى استخدام وسائل الاتصال الرسمية في حال حدوث طارئ، عبر الرقمين (911) لمناطق مكة المكرمة والرياض والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية، و(994) لبقية مناطق المملكة، مؤكدة أن جميع البلاغات تعامل بسرية تامة.
وأشارت المديرية إلى أن هذه الأرقام مفعلة على مدار الساعة، ويتم من خلالها التنسيق الفوري مع فرق الطوارئ، موضحة أن الهدف ليس فقط الإنقاذ بل الوقاية قبل وقوع الحادث، عبر توفير الاستجابة الاستباقية والجاهزية الكاملة.
وتأتي هذه الحادثة في إطار ارتفاع حوادث الغرق خلال موسم الصيف، حيث تشهد الشواطئ السعودية إقبالًا كبيرًا من الأسر والمصطافين، مما يجعل من الضروري تكثيف حملات التوعية وتعزيز حضور فرق الإنقاذ الميدانية.
وبحسب إحصائيات غير رسمية، فإن أغلب حوادث الغرق تحدث نتيجة مخالفة التعليمات أو السباحة في أماكن غير مخصصة، أو بسبب جهل السباحين بطبيعة التيارات البحرية وسرعة تغير الظروف المناخية في المياه المفتوحة.
وقد أطلقت وزارة الداخلية وحرس الحدود خلال السنوات الماضية عدة حملات توعوية تحت شعار "لا تسبح وحدك" و"الوقاية أولًا"، بهدف رفع مستوى الوعي العام، وتأكيد أن السلامة لا تأتي بمحض الصدفة، بل بالالتزام والتخطيط والحرص.
ويُعرف حرس الحدود السعودي بامتلاكه واحدة من أفضل فرق الإنقاذ البحرية في المنطقة، حيث يتم تدريب الأفراد على أحدث تقنيات البحث والإنقاذ، إضافة إلى تجهيز الزوارق والدوريات بمعدات متقدمة تعزز سرعة الاستجابة ودقة التدخل.
وأكد مسؤول في إدارة البحث والإنقاذ أن فرق الحرس تتلقى تدريبات دورية تشمل سيناريوهات مختلفة من حوادث الغرق والنجاة والإخلاء الطبي، مشيرًا إلى أن القدرة على اتخاذ القرار في اللحظة المناسبة تمثل عنصر الحسم في مثل هذه الحوادث.
وأعرب المواطن الذي تم إنقاذه، وفق مصادر طبية، عن امتنانه العميق للفريق الذي أنقذه، مؤكدًا أنه لم يكن يتوقع أن يفقد السيطرة بهذه السرعة، داعيًا جميع محبي السباحة إلى عدم المجازفة ومراعاة التعليمات التي قد تبدو بسيطة، لكنها تصنع فرقًا كبيرًا.
وبينما ينتهي هذا الحادث بسلام، فإن التذكير بأهمية اليقظة يبقى مستمرًا، فكل لحظة تهاون قد تؤدي إلى كارثة، وكل التزام بتعليمات السلامة قد يكون سببًا في إنقاذ حياة.
وتبقى رسالة حرس الحدود واضحة وثابتة: سلامتك مسؤوليتنا، لكن تعاونك ضرورة، حيث إن البحر لا يرحم، والمغامرة غير المحسوبة ثمنها باهظ، والتنسيق المجتمعي مع الجهات الأمنية هو السبيل الأنجع لحماية الأرواح.