رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي.

خطة غير مسبوقة في الحرمين .. ماذا تتضمن المسارات العشرة الجديدة للمعتمرين؟

كتب بواسطة: رولا نادر |

أعلنت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي عن إطلاق مبادرة جديدة تهدف إلى تعزيز تجربة المعتمرين وتقديم خدمات متميزة خلال موسم العمرة الحالي، وجاء الإعلان عن هذه المبادرة تحت عنوان “خدمة قاصدينا عِزٌّ لمنسوبينا”، في خطوة تؤكد استمرار الجهود المؤسسية لتطوير مستوى الخدمة والارتقاء بجودة العناية المقدمة لزوار الحرمين الشريفين.

وجاءت المبادرة ضمن الخطة التشغيلية الشاملة التي أعدّتها الرئاسة لموسم العمرة لهذا العام، وتم تدشينها رسميًا برعاية ومتابعة من رئيس الشؤون الدينية الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وذلك في مقر مكتبه بالمسجد الحرام، حيث استعرض الخطوط العامة للمسارات النوعية التي تشملها المبادرة.

إقرأ ايضاً:

لأول مرة في تاريخ الأرصاد .. فتح باب الترخيص لمهنة كبير راصدينلديك "14 يوماً" فقط للاستفادة منها.. ما هي "الميزة المجانية" التي يمنحها لك نظام الضمان الصحي؟

وأكد الدكتور السديس في تصريحاته أن هذه المبادرة تمثل واحدة من المحاور الجوهرية في الخطة التشغيلية للرئاسة، مشددًا على أن شرف خدمة ضيوف الرحمن لا يعادله شرف، وأن منسوبي الرئاسة يفتخرون بأداء هذا الواجب النبيل، الذي يُعد امتدادًا لرسالة المملكة في العناية بالحرمين الشريفين وروّادهما.

وتأتي هذه المبادرة في إطار مستمر من التطوير والتحسين، حيث تسعى الرئاسة إلى إثراء تجربة القاصدين والمعتمرين من خلال تقديم خدمات متكاملة، تشمل الجانب العلمي والإرشادي، فضلًا عن الجانب الإنساني والخدمي، في ظل توجيهات القيادة الرشيدة التي تولي عناية كبيرة بكل ما يتعلق بالحرمين الشريفين.

وتتضمن المبادرة عشرة مسارات نوعية جرى إعدادها بعناية، وهي مسارات ميدانية وتوعوية وإرشادية، تهدف إلى تلبية احتياجات المعتمرين المتنوعة، وتقديم الدعم المعرفي والروحي لهم طوال فترة تواجدهم في الحرمين، بما يسهم في تعزيز الطمأنينة والسكينة خلال أداء المناسك.

ومن بين هذه المسارات برامج علمية وتوجيهية أعدها نخبة من العلماء والدعاة، تُقدم بأسلوب مبسط وسلس يناسب مختلف الثقافات واللغات، كما تتضمن توزيع المصاحف والكتيبات الإثرائية التي تحمل مضامين توعوية وتعليمية تمكّن المعتمرين من فهم الشعائر بشكل أعمق وأدق.

كما تتضمن المبادرة تقديم هدايا وإهداءات خاصة للمعتمرين، تم اختيارها بعناية لتوثيق الصلة بين الرئاسة والقاصدين، والمساهمة في إضفاء طابع خاص ومؤثر على تجربة المعتمر في الحرمين، وهو ما يعكس الطابع الإنساني والحضاري للخدمة المقدمة.

وتسعى الرئاسة من خلال هذه المبادرة إلى تعزيز استثمار التقنية الحديثة والتطبيقات الذكية، بهدف إيصال الرسائل الدعوية والإرشادية بطرق متجددة وجذابة، مما يسهم في توسيع نطاق التأثير وزيادة الفائدة لدى المعتمرين والزوار من مختلف أنحاء العالم.

ويُعد الاعتماد على التقنيات الحديثة إحدى ركائز الخطة التطويرية للرئاسة، حيث جرى توظيف التطبيقات والمنصات الرقمية لتوفير معلومات آنية ومحدثة، إلى جانب الإجابة عن الاستفسارات الفقهية والإرشادية، بما يلبّي حاجة المعتمرين ويختصر عليهم الوقت والجهد.

وأكد الدكتور السديس أن هذه المبادرة لا تقتصر على نطاق الخدمات فقط، بل تسعى إلى تعزيز صورة الحرمين الشريفين عالميًا، ونشر رسالتهما الوسطية والسماحة التي تمثل أحد أهم مرتكزات الدين الإسلامي الحنيف، وهو ما تنتهجه الرئاسة في رؤيتها المتجددة.

كما أوضح أن الرئاسة تعمل على دمج الجوانب العلمية بالتقنيات الحديثة، من خلال فرق عمل ميدانية مؤهلة ومدربة، تسهر على توفير الراحة التامة للقاصدين، وتسهم في تنظيم حركة المعتمرين وتقديم العون لهم في مواقع مختلفة داخل المسجد الحرام والمسجد النبوي.

وأشار إلى أن المبادرة تأتي انسجامًا مع تطلعات رؤية المملكة 2030، التي تركّز على رفع جودة الحياة، وتحسين تجربة الزائر في جميع الجوانب، ومن ذلك تعزيز الخدمات المقدمة في الأماكن المقدسة، التي تمثّل محورًا مهمًا في السياسة التنموية الوطنية.

وبيّن أن رئاسة الشؤون الدينية تعمل بشكل متواصل على دراسة الملاحظات وتقييم الأداء، من أجل تطوير البرامج والمبادرات بما يتناسب مع احتياجات الزوار والمعتمرين، وذلك لضمان تقديم خدمات متكاملة ذات أثر روحي ومعرفي واضح.

وتشهد مواسم العمرة سنويًا تدفق ملايين القاصدين من مختلف دول العالم، مما يتطلب جاهزية ميدانية وتنظيمًا دقيقًا، وهذا ما تحرص الرئاسة على تحقيقه من خلال خططها التشغيلية التي تستبق المواسم وتضع تصورات دقيقة لضمان السلاسة والانسيابية.

وأشاد عدد من الزوار والمعتمرين بالمبادرة الجديدة، مؤكدين أنها تضيف بعدًا نوعيًا لتجربتهم الروحية، وتسهم في تعزيز شعورهم بالراحة والدعم خلال تواجدهم في الحرمين الشريفين، وهو ما يعكس حرص الجهات المسؤولة على خدمتهم بأفضل صورة.

ويُنتظر أن تواصل الرئاسة إطلاق المزيد من المبادرات النوعية خلال الفترة المقبلة، ضمن نهج مستدام يهدف إلى تحقيق التميز في الخدمة والابتكار في الأداء، بما يواكب التغيرات والمتطلبات المتزايدة للحشود الزائرة سنويًا.

وبهذه المبادرة النوعية، تؤكد رئاسة الشؤون الدينية التزامها الدائم بخدمة ضيوف الرحمن، وتحقيق أعلى معايير الجودة والاحترافية، في سبيل تمكين المعتمرين من أداء شعائرهم بكل طمأنينة ويسر، في بيئة إيمانية آمنة وهادئة.