هيئة الطرق

"بتكلفة 805 ملايين ريال".. مشروع عملاق يغير وجه الطرق في شمال غرب المملكة

كتب بواسطة: محمد وزان |

في قلب الشمال الغربي للمملكة، حيث تلتقي طموحات المستقبل الكبرى مع الأهمية الاستراتيجية والجغرافية، تواصل الهيئة العامة للطرق، ممثلة في قطاع الطرق بمنطقة تبوك، جهودها الحثيثة لتطوير شبكة طرق المنطقة، في حراك تنموي غير مسبوق يهدف إلى تعزيز مكانة المنطقة كمركز لوجستي وتنموي رائد.

إن هذه الجهود لا تأتي كأعمال روتينية، بل كجزء من استراتيجية وطنية شاملة، تدرك الأهمية القصوى لمنطقة تبوك، التي تعد بوابة المملكة الشمالية الغربية، بموقعها المحاذي للأردن، وامتدادها الساحلي على البحر الأحمر، وارتباطها المباشر بمشاريع رؤية 2030 العملاقة.

إقرأ ايضاً:

جسر الملك فهد يتألق عالميًا .. وأمير الشرقية يكشف السر لإنجاز التاريخي!بسبب "حالة طبية نادرة".. مولود يولد بـ"ضيق تنفسي حاد".. وفريق طبي يتدخل في اللحظات الأخيرة

وتستمر أعمال تطوير هذه الشبكة الحيوية وفق مستهدفات واضحة، تسعى إلى رفع كفاءة البنية التحتية، وتعزيز جودة الحياة للسكان والزوار، وتحقيق الهدف الطموح المتمثل في الوصول بالملكة إلى المركز السادس عالميًا في مؤشر جودة الطرق بحلول عام 2030.

وتمتلك منطقة تبوك حاليًا شبكة طرق واسعة تتجاوز أطوالها أربعة آلاف وسبعمئة كيلومتر، وهي شبكة متنوعة تشمل طرقًا سريعة ومزدوجة ومفردة، بالإضافة إلى طرق العقبات الجبلية، وتربط بينها مئتان وستة وثلاثون جسرًا، لتشكل منظومة نقل متكاملة.

وتعمل هذه الشبكة كشريان حياة حيوي، يربط مدينة تبوك بمحافظاتها الساحلية الهامة مثل أملج وحقل والبدع وضباء والوجه، كما تلعب دورًا محوريًا في تسهيل حركة الحجاج والمعتمرين القادمين إلى المملكة عبر منفذ حالة عمار الحدودي.

ولم تتوقف عجلة التطوير عند هذا الحد، حيث يجري العمل حاليًا على تنفيذ ثلاثة مشاريع جديدة في المنطقة، يبلغ إجمالي أطوالها ثمانية وأربعين كيلومترًا، وقد بلغت نسبة الإنجاز الكلية في هذه المشاريع نحو أربعة وأربعين بالمئة، مع فتح أكثر من ستة كيلومترات منها مؤخرًا أمام الحركة المرورية.

وفي قلب هذه الجهود، يبرز مشروع ازدواج طريق تبوك-ضباء كأحد أهم المشاريع الاستراتيجية في المنطقة، ليس فقط لربطه بين مدينة تبوك والمحافظات الساحلية، بل لكونه مسارًا لوجستيًا أساسيًا لخدمة ميناء "نيوم"، أحد أكبر المشاريع الطموحة في العالم.

وقد أوشك هذا المشروع العملاق، الذي يمتد على طول مئة وثمانين كيلومترًا، على الانتهاء، حيث تم إنجاز مئة واثنين وسبعين كيلومترًا منه، بنسبة تجاوزت ستة وتسعين بالمئة، وبتكلفة إجمالية تقدر بثمانمئة وخمسة ملايين ريال.

ويتضمن المشروع تنفيذ عقبة الخريطة وثمانية وعشرين جسرًا وتقاطعًا علويًا، وهو ما يمثل نقلة نوعية في رفع مستوى السلامة المرورية والتشغيلية على هذا الطريق، ويدعم بشكل مباشر حركة التنمية الشاملة التي تشهدها المنطقة بأكملها.

وإلى جانب المشاريع الجديدة، تولي الهيئة أهمية قصوى لأعمال الصيانة الدورية، التي تتجاوز تكلفتها في المنطقة حاليًا أربعمئة وثمانية وسبعين مليون ريال، حيث يتم استخدام تقنيات متقدمة لضمان جودة الأداء وتحسين تجربة مستخدمي الطرق.

إن هذا الحراك التنموي الكبير في قطاع الطرق بتبوك، يأتي امتدادًا للدعم اللامحدود الذي يحظى به القطاع من القيادة الرشيدة، وفي إطار من التكامل التام مع كافة الجهات ذات العلاقة، لتحقيق الاستدامة ورفع مستوى السلامة.

ويعد قطاع الطرق أحد أهم الروافد الأساسية في تمكين المشاريع الكبرى، وتحقيق مستهدفات النمو والتنمية المستدامة في المنطقة، فهو الذي يمهد الطريق أمام وصول الاستثمارات، ويسهل حركة الأفراد والبضائع، ويربط الحاضر بالمستقبل.

في المحصلة النهائية، لم تعد منطقة تبوك مجرد منطقة حدودية، بل تحولت إلى ورشة عمل كبرى، تشهد ثورة حقيقية في بنيتها التحتية، لتكون على أهبة الاستعداد لأداء دورها المحوري في تحقيق رؤية المملكة 2030.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار