حصل مستشفى الولادة والأطفال بمدينة الملك سلمان بن عبدالعزيز الطبية في المدينة المنورة على شهادة اعتماد "صديق الطفل"، بعد اجتيازه بنجاح التقييم الرسمي لتطبيق معايير مبادرة مستشفيات صديقة الطفل، التي تستند إلى متطلبات دقيقة من منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف، وتُشرف على تنفيذها وزارة الصحة عبر برنامج تشجيع الرضاعة الطبيعية والإدارة العامة للتغذية.
ويُعد هذا الاعتماد محطةً نوعية في مسيرة المستشفى، إذ يُمثل تتويجًا لجهود حثيثة في دعم الرضاعة الطبيعية وتوفير بيئة صحية محفّزة تُراعي احتياجات الأم والطفل في مرحلة ما بعد الولادة، ما يُعزز من مستوى الرعاية الصحية المقدمة ويرفع معايير جودة الخدمة المقدمة للفئات الأكثر احتياجًا للرعاية الدقيقة.
إقرأ ايضاً:
رقم قياسي جديد في يونيو.. موانئ السعودية تواصل تحقيق الأرقام الكبيرةلأول مرة في تاريخ الأرصاد .. فتح باب الترخيص لمهنة كبير راصدينوأشار تجمع المدينة المنورة الصحي إلى أن هذا الإنجاز يعكس التزام مستشفى الولادة والأطفال بتطبيق أفضل الممارسات العالمية في مجال رعاية الأمومة والطفولة، من خلال تطوير بروتوكولات علاجية وتثقيفية تتماشى مع أحدث المعايير الصحية، إلى جانب تدريب الكوادر الطبية والتمريضية على أساليب الدعم الصحي والنفسي للأمهات المرضعات.
ويُعد برنامج مستشفيات صديقة الطفل أحد أبرز المبادرات العالمية الرامية إلى حماية الرضاعة الطبيعية، حيث يشترط اعتماد المستشفيات التي تطبّق عشر خطوات أساسية لدعم الرضاعة، أبرزها بدء الرضاعة خلال الساعة الأولى بعد الولادة، وتوفير الاستشارات المستمرة للأمهات، ومنع الترويج لبدائل الحليب الصناعي داخل المستشفى.
وتُمنح شهادة "صديق الطفل" فقط للمؤسسات الصحية التي تخضع لتقييم شامل يشمل البنية التحتية، والممارسات السريرية، والتثقيف الصحي، ومدى رضا المستفيدين، ما يجعل الحصول عليها إنجازًا يُبرهن على كفاءة الأداء، والتزام المنشأة بقيم الرعاية المتكاملة.
وتنطوي أهمية هذا الاعتماد في كونه يُسهم بشكل مباشر في تقليل معدلات الأمراض المرتبطة بسوء التغذية لدى الرُضّع، كما يُعزز من صحة الأمهات من خلال دعم الارتباط الطبيعي بين الأم وطفلها، وتسهيل إجراءات ما بعد الولادة في بيئة داعمة وملائمة نفسيًا وجسديًا.
وأكد القائمون على المستشفى أن هذا الاعتماد لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج خطة تطويرية شاملة استهدفت رفع الوعي المجتمعي بأهمية الرضاعة الطبيعية، وتحسين بيئة الولادة، وتكثيف البرامج التدريبية لمقدمي الرعاية، إلى جانب تفعيل وحدات الدعم والاستشارة التي تُرافق الأم من لحظة ولادتها وحتى خروجها من المستشفى.
كما نوّه المسؤولون إلى أن رحلة الاعتماد شملت تنفيذ سياسات مكتوبة ومفعلة تُنظم العلاقة بين الطاقم الصحي والمريضات، وتُلزم الجميع بتوفير الدعم الكامل للرضاعة الطبيعية، في جميع أقسام المستشفى دون تمييز، بما في ذلك أقسام العناية المركزة لحديثي الولادة.
ويُعتبر مستشفى الولادة والأطفال بمدينة الملك سلمان بن عبدالعزيز الطبية أحد المرافق الصحية المرجعية في منطقة المدينة المنورة، ويُقدّم خدماته لفئات واسعة من المواطنين والمقيمين، ويتميّز بتقديم برامج متخصصة في طب الأطفال وحديثي الولادة، إلى جانب رعاية الأمومة قبل وأثناء وبعد الولادة.
ويُشكّل هذا الاعتماد دفعة معنوية كبيرة للمستشفى، ويُرسّخ مكانته كمؤسسة رائدة في تبني الممارسات الصحية المستندة إلى الأدلة، كما يعكس رؤيته في تقديم رعاية تتمحور حول المريض وتعزز من جودة الحياة الصحية للأسرة بشكل عام.
ومن المتوقع أن يُسهم هذا الإنجاز في تحفيز مستشفيات أخرى على استيفاء شروط المبادرة والانضمام إلى قائمة "صديق الطفل"، مما يخلق بيئة تنافسية إيجابية بين المنشآت الصحية ويُسهم في تحسين مؤشرات صحة الطفولة المبكرة على مستوى المملكة.
ويأتي هذا الإنجاز في وقت تُولي فيه القيادة الصحية في المملكة اهتمامًا بالغًا بصحة الأم والطفل، في إطار مستهدفات رؤية 2030 التي تركّز على تحسين جودة الحياة، والوقاية من الأمراض، وتمكين المنشآت الصحية من تبني أفضل المعايير والممارسات العالمية.
ويُعد برنامج تشجيع الرضاعة الطبيعية أحد البرامج الوطنية الفاعلة في وزارة الصحة، ويعمل على تفعيل شراكات مع المستشفيات والمراكز الصحية، لضمان دعم الأم وطفلها خلال اللحظات الحرجة الأولى من الحياة، بما يضمن بناء مجتمع صحي وأكثر وعيًا بأهمية الغذاء الطبيعي.
كما عبّر عدد من الأمهات المستفيدات عن تقديرهن للتجربة الصحية الجديدة في المستشفى، مشيدات بالرعاية النفسية والدعم التوعوي الذي قدّمه الفريق الطبي والتمريضي لهن أثناء الولادة وبعدها، مما أسهم في تعزيز ثقتهن بخيارات الرضاعة الطبيعية.
في المقابل، وعد مسؤولو المستشفى بمواصلة العمل على تطوير البيئة الصحية الداعمة للطفل، وتوسيع نطاق البرامج التعليمية، وتعزيز التعاون مع وزارة الصحة، بهدف تحقيق المزيد من النجاحات في هذا المسار الإنساني والصحي بالغ الأهمية.