يتواصل الجدل حول مستقبل عدد من لاعبي الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال السعودي، في ظل استمرار مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية 2025، والمقامة حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
ووسط الأجواء التنافسية التي يعيشها الفريق في المونديال، بدأت تتسرّب بعض التفاصيل من داخل المعسكر الهلالي حول التوجهات الفنية القادمة، والتي يقودها المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، والذي يبدو أنه بدأ فعليًا في التخطيط لمرحلة ما بعد البطولة العالمية.
إقرأ ايضاً:بين الاتحاد وموناكو..عودة مرتقبة لبوجبا مع الاتحاد بعد تجاوز الإيقافزلزال جديد في إيران يعيد مشهد كوارث ماضية.. السعودية تراقب بدقة
ووفقًا لتقارير صحفية قريبة من بعثة الفريق، فإن إنزاجي اتخذ قرارًا أوليًا بعدم الإبقاء على بعض الأسماء الموجودة حاليًا في قائمة الهلال، سواء من العناصر المحلية أو المحترفين الأجانب، وذلك لأسباب تتعلق بعدم القناعة الفنية أو الانسجام مع خططه التكتيكية للفترة المقبلة.
وتشير المصادر إلى أن الإعلان عن الأسماء المغادرة سيكون مباشرة بعد نهاية مشاركة الهلال في كأس العالم للأندية، على أن يتم التعامل مع كل حالة بشكل منفصل بين الإعارة أو البيع النهائي للعقود.
من أبرز الأسماء التي طُرحت في التقارير الإعلامية كان البرازيلي مالكوم، الذي لم يظهر بالمستوى المتوقع منذ بداية البطولة، وخصوصًا في اللقاء الأخير أمام ريال مدريد الإسباني.
وذكرت التقارير أن إنزاجي غير مقتنع تمامًا بإسهامات مالكوم، خاصة من الناحية الدفاعية، ويُفضل لاعبًا أكثر التزامًا في التغطية الميدانية والضغط المستمر، وهو ما لم يجده في النجم البرازيلي حتى الآن.
رغم موهبة مالكوم الهجومية وقدرته على صناعة الفارق في بعض اللقطات، إلا أن المدرب الإيطالي يضع في أولوياته لاعبين يمتازون بالعمل الجماعي والانضباط التكتيكي العالي، ما يجعل استمرار اللاعب في الموسم الجديد موضع شك كبير، إلا إذا حدث تطور مفاجئ في مستواه خلال المباريات المتبقية من البطولة.
وبعيدًا عن ملف المحترفين، فإن التغييرات قد تشمل أيضًا عددًا من اللاعبين المحليين الذين لم يحصلوا على فرص كافية للمشاركة، أو لم يقدموا الأداء المطلوب خلال الفترة الماضية، وتتجه النية لدى الجهاز الفني إلى إعادة هيكلة الفريق بشكل جزئي من خلال الإعارات أو الانتقالات الدائمة، بما يسمح بفتح المجال أمام أسماء جديدة تستطيع تنفيذ أفكار المدرب على أرضية الميدان.
وكان الهلال قد استهل مشواره في البطولة العالمية بتعادل ثمين أمام ريال مدريد بنتيجة 1-1، في مباراة أظهرت جانبًا من صلابة الفريق وقدرته على مجاراة الكبار، لكنها كشفت أيضًا عن بعض الثغرات التي سيعمل إنزاجي على معالجتها، سواء على المدى القريب أو خلال فترة التحضيرات للموسم الجديد.
الأداء العام للفريق نال رضا الجماهير، لكن التطلعات المستقبلية تفرض ضرورة إجراء تعديلات جوهرية على بعض المراكز، وهو ما يدفع المدرب الإيطالي إلى اتخاذ قرارات مبكرة لضمان استقرار الفريق في قادم التحديات.
التحركات الإدارية والفنية المنتظرة عقب نهاية البطولة قد تشكّل بداية جديدة لفريق الهلال تحت قيادة إنزاجي، الذي يسعى لتكوين مجموعة متجانسة قادرة على المنافسة محليًا وقاريًا وعالميًا، وفق رؤية فنية صارمة لا مكان فيها للمجاملات.
ويُنتظر أن تتضح الصورة الكاملة فور انتهاء مشوار الفريق في البطولة، ليبدأ بعدها العمل الحقيقي على ملفات الانتقالات والإعداد للموسم القادم.