أجرى مساعد وزير الصناعة والثروة المعدنية للتخطيط والتطوير، الدكتور عبدالله بن علي الأحمري، زيارة رسمية إلى العاصمة النمساوية فيينا، التقى خلالها عدداً من كبار المسؤولين في الحكومة والمؤسسات الصناعية النمساوية، بهدف بحث فرص التعاون في مجالات التصنيع المتقدم، وتبادل الخبرات في الابتكار الصناعي، وتطوير المهارات البشرية لمواكبة التحول الصناعي العالمي.
تأتي هذه الزيارة في إطار توجه المملكة نحو بناء شراكات استراتيجية دولية تدعم مستهدفات رؤية السعودية 2030 وبرنامج "مصانع المستقبل"، خلال زيارته التقى الدكتور الأحمري المدير العام للشؤون الاقتصادية والابتكار والسياسة الدولية في وزارة الاقتصاد والطاقة والسياحة النمساوية، فلورين فروشر، حيث تناول اللقاء آفاق التعاون بين البلدين في مجالات الابتكار الصناعي والتقني، إلى جانب سبل تعزيز تطوير المهارات والقدرات البشرية بما يتماشى مع تطورات الثورة الصناعية الرابعة.
تم استعراض التجربة النمساوية الرائدة في التعليم المهني، وخاصة في مجال "التلمذة الصناعية" التي تعتمد على الدمج بين التعليم النظري والتدريب العملي، كأحد النماذج الفاعلة في إعداد كوادر متخصصة ومؤهلة تقنياً.
في إطار برنامج الزيارة، قام مساعد الوزير بزيارة فرع شركة "Siemens" العالمية في فيينا، حيث اطّلع على برامج التدريب المهني المتقدمة التي تقدمها الشركة، والتي تمثل نموذجاً ناجحاً في الدمج بين التعلم والتطبيق، وتعرف الدكتور الأحمري على تفاصيل برنامج "التلمذة الصناعية" الذي تنفذه الشركة، والذي يستهدف تأهيل الشباب لسوق العمل الصناعي عبر منهجيات تدمج التعليم النظري في الفصول الدراسية مع التدريب العملي في بيئة صناعية حقيقية.
كما التقى بعدد من المتدربين المشاركين في البرنامج، واستمع إلى تجاربهم الشخصية وانطباعاتهم حول مدى فعالية التدريب في تطوير مهاراتهم الصناعية والتقنية، وناقش الدكتور الأحمري خلال اجتماع مع مسؤولي "Siemens" فرص التعاون لنقل هذه التجربة الناجحة إلى المملكة، مع التركيز على تطبيق نماذج تدريبية مشابهة تستهدف القطاعات الصناعية الواعدة، مثل صناعة السيارات، وبناء السفن، والأجهزة الطبية.
كما تم بحث إمكانية الاستفادة من هذه النماذج في تعزيز تبني تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة في المدن الصناعية السعودية الذكية، بما يسهم في رفع كفاءة العمليات الإنتاجية وتحقيق التكامل بين الإنسان والتقنية.
كما شملت الزيارة زيارة علمية إلى جامعة التكنولوجيا في فيينا، حيث اطّلع على أبرز تقنيات التصنيع المتقدم التي يطورها مركز "Pilotfabrik Industrie 4.0" التابع للجامعة، ويُعد هذا المركز واحداً من أبرز مراكز الأبحاث والابتكار في أوروبا في مجال الصناعة الذكية، حيث يدمج بين البحث العلمي والتطبيق الصناعي في مجالات تشمل الأتمتة، والروبوتات، وتحليل البيانات، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وغيرها من التقنيات الحديثة.
تؤكد هذه الزيارة حرص المملكة على الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة في مجال التحول الصناعي، وبناء منظومة متقدمة تواكب التغيرات المتسارعة في التقنيات والتوجهات الصناعية العالمية، كما تعكس التزام وزارة الصناعة والثروة المعدنية بدعم الابتكار، وتطوير رأس المال البشري، وتبني نماذج التدريب والتأهيل الحديثة بما يخدم أهداف التنمية الصناعية المستدامة ويعزز من تنافسية القطاع الصناعي السعودي على المستوى الدولي.