أطلق مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل غروسي، تحذيرًا شديد اللهجة من مغبة تعرض محطة بوشهر النووية الإيرانية لهجوم عسكري في ظل التصعيد الحاد بين إيران وإسرائيل، مؤكدًا أن أي ضربة توجه نحو المنشأة قد تؤدي إلى كارثة نووية واسعة النطاق، مشيرًا إلى أن المحطة تحتوي على مواد نووية شديدة الحساسية، مما يضع المنطقة والعالم أمام تهديد بيئي وإنساني جسيم.
وجاءت تصريحات غروسي خلال جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي لمناقشة تداعيات المواجهة العسكرية المتصاعدة بين طهران وتل أبيب، حيث لفت إلى أن محطة بوشهر تضم آلاف الكيلومترات من المواد النووية القابلة للتأثر بالاستهداف، مؤكدًا أن الوضع "مقلق للغاية" نظرًا إلى المخاطر الإشعاعية التي قد تنجم عن أي ضربة مباشرة للموقع، وأضاف أن الوكالة تتابع عن كثب كافة المواقع النووية الإيرانية منذ بدء العمليات العسكرية.
إقرأ ايضاً:ماذا حدث في مفاعل آراك النووي؟ "الرقابة النووية" تصدر بياناً عاجلاً وتكشف عن تطور خطيرالسبب وراء أغلب حالات إيقاف الدعم.. "وزارة التضامن" تكشف عن الخطأ الذي يقع فيه الكثير من المستفيدين
كما أشار غروسي إلى تعرض منشأة "نطنز" لتخصيب اليورانيوم لهجمات إسرائيلية طالت البنية التحتية الكهربائية للموقع، مما أثر على الأنظمة الواقعة فوق الأرض، محذرًا من تداعيات أي استمرار في استهداف المرافق النووية الإيرانية، وأكد أن مخزون اليورانيوم لا يزال تحت رقابة وضمانات الوكالة الدولية، مشددًا على ضرورة استئناف عمليات التفتيش في أقرب وقت لضمان سلامة هذه المواقع.
ومن جانبه، وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الوضع الراهن بأنه لحظة حرجة في مسار الأمن الدولي، محذرًا من أن توسع الصراع بين إيران وإسرائيل قد يطلق شرارة مواجهة لا يمكن السيطرة عليها، ودعا في كلمته إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكدًا أن العالم يقف اليوم على "حافة الهاوية"، وأن التصعيد قد يؤدي إلى تداعيات كارثية تمتد إلى ما هو أبعد من حدود المنطقة.
وتتزامن هذه التحذيرات مع استمرار تبادل الضربات العسكرية بين الجانبين الإيراني والإسرائيلي، ما أسفر عن خسائر فادحة في الأرواح والبنى التحتية، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة قد تجر قوى إقليمية ودولية إلى أتونها، الأمر الذي يعزز من نداءات المجتمع الدولي بضرورة التهدئة واتخاذ مسارات دبلوماسية عاجلة قبل فوات الأوان.
