Veo 3

يوتيوب يُشعل ثورة المحتوى: Veo 3 يحوّل الكلمات إلى أفلام قصيرة داخل Shorts!

كتب بواسطة: رانية كريم |

في خطوة جديدة تؤكد هيمنة الذكاء الاصطناعي على صناعة المحتوى الرقمي، أعلنت منصة "يوتيوب" عن قرب دمج نموذج الذكاء الاصطناعي المتقدّم Veo 3 في قسم مقاطع الفيديو القصيرة Shorts، وذلك وفق تصريحات الرئيس التنفيذي للمنصة نيل موهان، الذي أكد أن الطرح سيكون متاحًا في وقت لاحق من صيف هذا العام.

وتأتي هذه الخطوة في سياق سباق محموم بين منصات الفيديو للارتقاء بتجربة المستخدم وتوسيع أدوات الإبداع المتاحة لمنشئي المحتوى.
إقرأ ايضاً:ماذا حدث في مفاعل آراك النووي؟ "الرقابة النووية" تصدر بياناً عاجلاً وتكشف عن تطور خطيرالوكالة الذرية: آلاف الكيلومترات من الوقود النووي واستهداف بوشهر سيشعل كارثة نووية عالمية

ويحمل Veo 3 معه جملة من التحسينات النوعية مقارنة بالإصدار السابق Veo 2، من أبرزها الارتقاء بجودة الفيديوهات القصيرة، وإدماج ذكي ومتكامل للصوت، ما يمنح المستخدمين قدرة أكبر على إنتاج مقاطع احترافية من خلال أدوات سهلة الاستخدام.

كما يتيح النموذج للمبدعين إمكانيات غير مسبوقة لإنشاء محتوى ديناميكي يشمل حركة واقعية وتحكمًا سينمائيًا بالكاميرا، فضلًا عن توليد مؤثرات صوتية تلقائية وعبارات حوارية منسجمة مع المشهد.

وكان منشئو محتوى Shorts يستخدمون الجيل السابق Veo 2 عبر أداة Dream Screen، التي مكّنتهم من توليد خلفيات أو مقاطع مستقلة من خلال أوامر نصية بسيطة، لكن Veo 3 يمثل نقلة نوعية، ليس فقط من حيث الجودة، بل من حيث العمق السردي وقدرته على فهم الحبكات المعقدة وإخراج مشاهد عالية التأثير بتقنيات تُحاكي أسلوب الإنتاج السينمائي.

وبرغم الحماسة التي رافقت الإعلان، فإن "يوتيوب" لم تُفصح بعد عن ماهية الأدوات التفصيلية التي سيحصل عليها المستخدمون عبر Veo 3 داخل Shorts، كما لم توضح المنصة إذا ما كانت هذه الميزة ستُطرح مجانًا لجميع منشئي المحتوى، أم أنها ستبقى حكرًا على المشتركين في الخطط المدفوعة من Google AI Pro أو AI Ultra، كما هو الحال حاليًا.

هذا الغموض أثار موجة من التساؤلات داخل مجتمع صناع المحتوى، حيث يخشى كثيرون من تحول الأدوات الإبداعية إلى خدمات مدفوعة قد تُقلص من قدرة المبدعين الصغار على المنافسة، كما برزت مخاوف من تضخم محتوى منخفض الجودة، أو اعتماد مفرط على الذكاء الاصطناعي قد يُضعف من لمسة الإنسان في المحتوى المرئي، أو يؤدي إلى تضليل المشاهدين بمقاطع تبدو واقعية لكنها مُولدة بالكامل عبر الخوارزميات.

القلق من تداخل حقوق النشر تصاعد أيضًا، إذ يطرح Veo 3 تحديات جديدة بشأن ملكية المواد المُولدة آليًا، وما إذا كانت تخضع لقوانين حقوق التأليف التقليدية، إضافة إلى تساؤلات حول كيفية مراقبة جودة المحتوى والتحقق من مطابقته لإرشادات "يوتيوب" في بيئة يتزايد فيها المحتوى المُصنّع بسرعة خيالية.

وفي سياق متصل، كشف موهان عن رقم لافت يسلّط الضوء على أهمية Shorts في خريطة يوتيوب، حيث تحصد مقاطع الفيديو القصيرة أكثر من 200 مليار مشاهدة يوميًا، ما يجعل من هذا القسم محورًا استراتيجيًا لنمو المنصة، ومن هنا، يبدو أن "يوتيوب" لا تسعى فقط للحفاظ على ريادتها، بل تتجه بقوة لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي كقلب نابض في تجربة صناعة الفيديو.

دمج Veo 3 قد يفتح الباب لعصر جديد من الإبداع السريع والاحترافي، لكنه يفرض في المقابل تحديات تنظيمية وفنية جديدة، تتطلب من "يوتيوب" إيجاد توازن بين تمكين المبدعين وحماية النظام الإبداعي من الفوضى التكنولوجية، ومع اقتراب الإطلاق، يترقب مجتمع المستخدمين تفاصيل أوفى حول أدوات Veo 3، وما إذا كانت هذه التقنية ستصبح أداة ديمقراطية للإبداع أم امتيازًا للنخبة التقنية.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار