تتجه أنظار عدد من كبار الأندية الأوروبية صوب العاصمة السعودية الرياض، حيث يلعب المدافع الإسباني إيمريك لابورت بقميص النصر، وسط تكهنات متصاعدة حول مستقبله الكروي، في ظل العروض التي تلاحقه خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، ووفقًا لتقارير إعلامية إسبانية، فإن مدافع مانشستر سيتي السابق، ولاعب منتخب إسبانيا، بات على رادار ستة أندية أوروبية تسعى لضمه على رأسها نادي أتلتيك بيلباو الذي يسعى لإعادته إلى صفوفه بعد سنوات من الغياب.
وشكّل لابورت جزءًا من كيان بيلباو الكروي ما بين عامي 2012 و2018، حيث صنع لنفسه اسمًا بارزًا كأحد أبرز المدافعين الشبان في الليغا، قبل أن ينتقل إلى مانشستر سيتي ويحقق هناك نجاحات محلية، ثم يغادر إنجلترا في صيف 2023 للانضمام إلى النصر السعودي، ضمن كوكبة النجوم العالميين الذين استقطبهم دوري روشن، وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو.
إقرأ ايضاً:بسعر لا يقاوم.. احصل على أصغر قرص تخزين آمن في العالم بـ 78 دولاراً لفترة محدودة!أقوى من حاسوبك المحمول! هواوي تستعد لإطلاق أول هاتف في تاريخها بذاكرة 20 غيغابايت.. وداعاً للبطء!
بحسب صحيفة "آس" الإسبانية، فإن أتلتيك بيلباو لا يكتفي بمراقبة وضع اللاعب، بل يسعى بجدية إلى ضمه، مستغلًا عاطفته تجاه النادي وجذوره المتجذّرة في المدينة، لا سيما أنه متزوج من سيدة من بيلباو ولديه منها طفلان، وأوضحت الصحيفة أن المدرب إرنستو فالفيردي أجرى اتصالات مباشرة مع لابورت لإقناعه بالعودة، مغريًا إياه بالمشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل في حين يتولى المدير الرياضي ميكيل غونزاليس مهمة تحليل الصفقة من الناحية الفنية والمالية.
ورغم رغبة بيلباو في استعادة نجمه السابق، فإن المعضلة المالية تبدو عائقًا رئيسًا في طريق إتمام الصفقة، حيث يتمسك النصر بالحصول على مقابل مادي لا يقل عن 25 مليون يورو، وهو رقم يُعد مرتفعًا بالنسبة لأندية إسبانيا في الوقت الحالي، خاصة أن النادي السعودي كان قد دفع 27 مليونًا للحصول على توقيع اللاعب قبل موسمين، ولا يخطط للتفريط فيه دون مقابل مناسب.
المصادر الإعلامية ذاتها كشفت أن لابورت لا يحظى فقط باهتمام أتلتيك بيلباو، بل إن أندية أخرى من الصف الأول في أوروبا تسعى لنيل توقيعه، أبرزها أولمبيك مارسيليا الفرنسي، ونابولي وإنتر ميلان من إيطاليا، إضافة إلى ناديي أرسنال وأستون فيلا من الدوري الإنجليزي الممتاز، وتأتي هذه العروض مدفوعة بقناعة تلك الفرق بقدرة اللاعب على تعزيز خطوط الدفاع، خاصة مع اقترابه من عامه الـ32، واستعداده لخوض تحدٍ جديد في مسيرته الاحترافية.
في الموسم الماضي، شارك لابورت في 30 مباراة مع النصر بجميع البطولات، ونجح في تسجيل خمسة أهداف، دون أن يصنع أي هدف لزملائه، وهي حصيلة تُظهر قدراته التهديفية رغم كونه مدافعًا، وتضفي على ملفه قيمة إضافية، ووفقًا لبيانات موقع "ترانسفير ماركت" المتخصص في الإحصائيات، فقد خاض لابورت إجمالًا 69 مباراة مع "العالمي"، سجل خلالها تسعة أهداف، وصنع تمريرة حاسمة واحدة.
ورغم حضوره القوي داخل التشكيلة النصراوية، إلا أن اللاعب لم يتوج بأي لقب رسمي منذ انضمامه للنصر، وهو ما قد يشكّل أحد دوافعه للبحث عن محطة جديدة تعيده إلى الأضواء الأوروبية والمنافسات القارية، وفي ظل التحركات الجارية من أكثر من نادٍ، تبدو الأيام المقبلة حاسمة في تحديد وجهة لابورت، لا سيما مع توافر عوامل رياضية وعاطفية تجذبه للعودة إلى الليغا الإسبانية.
من جانبها، تتمسك إدارة النصر بوجود لابورت، خاصة أن عقده مستمر حتى صيف 2026، ولا توجد مؤشرات رسمية من النادي تفيد برغبة في التخلي عنه، ما يعني أن أي نادٍ يسعى لضمه سيضطر إلى التفاوض المباشر مع إدارة "العالمي"، وتشير التقديرات الحالية إلى أن اللاعب ما زال يحظى بقيمة تسويقية تقدّر بنحو 15 مليون يورو، رغم أنه تجاوز الثلاثين من عمره.
ويبدو أن موقف لابورت من الانتقال مرهون بتقاطع عدة عوامل، من بينها الطموحات الشخصية، والرغبة في العودة إلى المنافسة الأوروبية، إلى جانب تقديره للاستقرار الذي يعيشه في السعودية، وبين الأضواء الآسيوية والإغراء الأوروبي، يعيش المدافع الدولي فترة مفصلية قد تشهد تحولًا جديدًا في مسيرته، مع دخول أكثر من نادٍ على خط المفاوضات، في وقت لا يزال فيه النصر يتمسك بواحد من أبرز صفقاته الدفاعية في السنوات الأخيرة.
