في تحوّل جديد بمسار تطبيق المراسلة الأشهر عالميًا، أعلنت "ميتا" المالكة لتطبيق "واتساب" عن بدء طرح ميزة الإعلانات المدفوعة داخل التطبيق، وهي الخطوة التي تستهدف فتح نافذة جديدة للإيرادات، عبر إحدى المنصات القليلة التي لم تخضع بعد للضغوط الإعلانية المباشرة، في وقت تسعى فيه الشركة لتعظيم العوائد من منتجاتها.
التحديث الجديد لن يتعارض مع تجربة المستخدم المعتادة، حيث سيتم عرض الإعلانات داخل قسم "الحالة" الذي يمكن الوصول إليه من خلال علامة تبويب "التحديثات"، ما يعني فصلًا واضحًا بين الرسائل الشخصية والإعلانات، لتبقى تجربة المحادثات الخاصة بمنأى عن التغييرات التجارية.
إقرأ ايضاً:ماجد الجمعان يكسر الصمت بعد الإقالة.. ويتوعد النصر بالملاحقة القضائية!فرصتك للدراسة في السعودية.. جامعة نجران تفتح باب المنح لغير السعوديين!
"واتساب"، الذي يضم أكثر من 3 مليارات مستخدم نشط شهريًا، بينهم 200 مليون نشاط تجاري، أكد أن طرح هذه الميزة سيتم على مراحل خلال الأشهر القليلة المقبلة، في خطوة وصفها مراقبون بأنها نقلة استراتيجية ستُحدث تحولًا كبيرًا في هيكل التطبيق ووظيفته.
وقد أوضح التطبيق أن الإعلانات ستُصمم لتناسب اهتمامات المستخدمين بناءً على بيانات بسيطة مثل اللغة، الموقع الجغرافي، القنوات التي يتابعها، وطبيعة تفاعله مع محتوى الإعلانات، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه لن يشارك أرقام الهواتف مع المعلنين أو يستخدم الرسائل والمكالمات في هذا السياق.
نيكيلا سرينيفاسان، نائبة رئيس قسم مراسلة الأعمال في واتساب، كشفت في تصريحاتها لصحيفة فاينانشال تايمز أن هذه الخطوة جاءت استجابة لمطالب الشركات، التي تسعى إلى الاستفادة من التطبيق دون المساس بالخصوصية التي يقدّرها المستخدمون، معتبرة أن الأمر لا يمس المساحات الشخصية، بل يستغل مناطق منفصلة لم تلامس بعد البنية الأساسية للتطبيق.
اللافت أن هذا الإعلان يأتي بعد سنوات من نفي أي نية لإدخال نموذج إعلاني داخل "واتساب"، وهو ما عبّر عنه سابقًا رئيس التطبيق ويل كاثكارت في 2023، رغم ما نشرته تقارير حينها حول دراسة "ميتا" لهذا التوجه، ما يشير إلى تغير في الأولويات مع تصاعد الحاجة إلى مصادر دخل جديدة.
من المفارقات أن أحد أبرز شعارات "واتساب" قبل استحواذ فيسبوك عليه عام 2014 كان "لا إعلانات! لا ألعاب! لا حيل!"، وهو الشعار الذي تبناه المؤسس الشريك برايان أكتون، قبل أن يتغير هذا الالتزام تدريجيًا، وصولًا إلى القبول بفكرة الإعلانات بشرط عدم التداخل مع الاستخدام الأساسي للتطبيق.
وفي سياق متصل، أعلنت "ميتا" كذلك عن إطلاق ميزة "اشتراكات القنوات" المدفوعة، التي تتيح للمستخدمين دعم قنواتهم المفضلة عبر اشتراك شهري مقابل محتوى حصري، إلى جانب ميزة جديدة بعنوان "القنوات المروَّجة"، تُسهم في زيادة وصول القنوات إلى عدد أكبر من المتابعين المحتملين.
التوسع الجديد في خيارات التخصيص والإعلانات داخل واتساب يعكس رغبة "ميتا" في تحويل التطبيق من مجرد أداة تواصل شخصي إلى منصة تفاعلية تجارية متكاملة، دون المساس بخصوصية المستخدمين أو تشويش تجربتهم، وهي معادلة تبدو شائكة لكنها قابلة للتنفيذ في ضوء استراتيجية واضحة واستجابة حذرة من الجمهور.
