في خطوة جديدة تعكس التقدم المستمر الذي يشهده قطاع الموانئ في المملكة العربية السعودية، أعلنت الهيئة العامة للموانئ "موانئ" عن إضافة خدمة الشحن الجديدة "IM2" إلى ميناء جدة الإسلامي، وذلك بالتعاون مع شركتي الشحن العالميتين "Emirates Line" و"Wan Hai"، هذه الإضافة تمثل دفعة قوية لجهود المملكة في تعزيز مكانتها كمركز لوجستي عالمي، كما تؤكد التزامها المتواصل بتطوير بنيتها التحتية في مجال النقل والخدمات اللوجستية.
وتربط خدمة الشحن "IM2" ميناء جدة الإسلامي بثلاثة موانئ محورية في المنطقة والعالم، وهي ميناء موندرا في الهند، وميناء الإسكندرية في مصر، وميناء مرسين في تركيا، وتبلغ الطاقة الاستيعابية لهذه الخدمة الجديدة نحو 2,800 حاوية قياسية، مما يفتح الباب أمام تحسين حركة البضائع وزيادة كفاءة الربط التجاري عبر سلاسل الإمداد بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط.
إقرأ ايضاً:أقوى من حاسوبك المحمول! هواوي تستعد لإطلاق أول هاتف في تاريخها بذاكرة 20 غيغابايت.. وداعاً للبطء!ليس في محادثاتك.. "ميتا" تكشف عن المكان "السري" لظهور الإعلانات في واتساب!
هذه الخطوة النوعية تأتي في إطار سعي "موانئ" إلى تعزيز التصنيف الدولي للمملكة في مؤشرات الأداء العالمية للموانئ، عبر دعم حركة الصادرات الوطنية، وتوسيع الشراكات البحرية، وتقديم خدمات ملاحية عالية الكفاءة، ويُعد هذا التوسع جزءاً من مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، التي تهدف إلى ترسيخ موقع المملكة كمحور لوجستي يربط القارات الثلاث: آسيا وأفريقيا وأوروبا.
ويمتلك ميناء جدة الإسلامي، الذي يُعد من أهم الموانئ التجارية في المنطقة، بنية تحتية متقدمة تمكنه من استقبال مثل هذه الخدمات الجديدة بكفاءة عالية، فهو يضم 62 رصيفاً متعدد الأغراض، ومنطقة خدمات لوجستية خاصة بالإيداع وإعادة التصدير، فضلاً عن نظام متكامل للنقل المباشر بالشاحنات من الميناء وإليه، مما يعزز من سرعة دوران الحاويات وتسهيل الإجراءات الجمركية.
ومن أبرز المزايا التشغيلية في الميناء، وجود محطتين مخصصتين لمناولة الحاويات، بطاقة تبلغ 7،5 ملايين حاوية قياسية سنوياً، بالإضافة إلى محطتين للبضائع العامة، وحوضين متكاملين لصيانة السفن وإصلاح القطع البحرية، إلى جانب مجموعة من الأرصفة المخصصة للخدمات البحرية، وتصل الطاقة الاستيعابية الإجمالية للميناء إلى نحو 130 مليون طن، مما يجعله أحد أكبر الموانئ من حيث السعة في المنطقة.
ويُتوقع أن تسهم هذه الخدمة الجديدة في تقليص مدة نقل البضائع وزيادة عدد الرحلات البحرية المباشرة من وإلى المملكة، وهو ما يترجم بشكل مباشر إلى خفض التكاليف التشغيلية على الشركات، وتحسين تجربة العملاء في قطاعي التجارة والاستيراد والتصدير، كما أنها تعزز من قدرة المملكة على التعامل مع أحجام متزايدة من التجارة العالمية، خاصة في ظل النمو المتواصل في الطلب على الخدمات اللوجستية.
وتأتي هذه الخطوة كجزء من جهود أشمل تبذلها "موانئ" لتحديث البنية التحتية للموانئ السعودية وتحسين خدماتها بما يتوافق مع تطلعات رؤية المملكة 2030، وهي رؤية تسعى إلى تنويع مصادر الدخل الوطني، ورفع مساهمة القطاع اللوجستي في الناتج المحلي الإجمالي، عبر تمكين المملكة من أن تكون حلقة محورية في سلسلة التوريد العالمية.
ومع استمرار "موانئ" في جذب المزيد من الخطوط البحرية والخدمات اللوجستية إلى الموانئ السعودية، تبدو آفاق المستقبل واعدة، سواء من حيث تعزيز التجارة البينية والإقليمية، أو في تمكين القطاع الخاص من توسيع استثماراته في مجال النقل البحري، ويعكس هذا التحول قدرة المملكة على التفاعل مع متغيرات التجارة العالمية، وتحقيق التكامل بين بنيتها التحتية البرية والبحرية والجوية في آنٍ واحد.