تعيش الأوساط الرياضية المصرية حالة من الترقب والجدل بعد أن تداولت وسائل الإعلام أنباء عن عرض مالي غير مسبوق تلقاه نجم خط وسط النادي الأهلي إمام عاشور، من أحد أندية الدوري السعودي للمحترفين والعرض، الذي وصفته مصادر مطلعة بأنه الأكبر في تاريخ الكرة المصرية للاعب في مركزه، جاء ليشعل سوق الانتقالات مبكرًا ويطرح علامات استفهام كثيرة حول مستقبل اللاعب وموقف إدارة النادي الأهلي من هذه الصفقة المحتملة.
ووفقاً لتقارير إعلامية أبرزها ما أوردته قناة «أون تايم سبورتس»، فإن قيمة العرض تجاوزت حاجز الـ6 ملايين دولار، أي ما يعادل نحو 300 مليون جنيه مصري، وهو رقم قياسي لم يُعرض من قبل على لاعب مصري يشغل مركز خط الوسط، فالإعلامي سيف زاهر أكد خلال برنامجه أن العرض المقدم قد يكون له تبعات كبيرة على مستقبل اللاعب وعلى سياسة النادي الأهلي في التعامل مع العروض الخليجية، خصوصاً في ظل التضخم الحاصل في أسعار اللاعبين مؤخراً.
وفيما لم تُعلن هوية النادي السعودي رسميًا، كشفت مصادر مقربة من النادي الأهلي أن نادي «نيوم» هو الطرف الذي تقدم بهذا العرض المغري وأوضحت المصادر أن العرض الحالي بلغت قيمته 5 ملايين دولار، مع احتمال رفع المبلغ حال أبدى الأهلي تجاوبًا مبدئيًا، خاصة وأن جهة التفاوض كانت شركة تسويق رياضي تعمل كوسيط لإتمام الصفقة.
التألق اللافت لإمام عاشور هذا الموسم جعل منه هدفًا مغريًا لأندية المنطقة، حيث سجل حتى الآن 12 هدفًا في الدوري المصري، متساويًا مع أسامة فيصل في صدارة الهدافين، إلى جانب مساهماته الحاسمة في خط وسط الأهلي، واللاعب البالغ من العمر 26 عامًا أصبح عنصرًا لا غنى عنه في تشكيلة المدرب السويسري مارسيل كولر، نظرًا لقدراته الفنية والبدنية التي تجمع بين النزعة الهجومية والانضباط الدفاعي.
رغم الإغراء المالي الضخم، أبدت إدارة الأهلي تحفظًا كبيرًا على فكرة التفريط في اللاعب خلال المرحلة الحالية، حيث اعتبر مصدر داخل النادي أن إمام عاشور يمثل القلب النابض للفريق، وأن التخلي عنه سيكون له أثر مباشر على طموحات الفريق المحلية والقارية، خصوصًا في ظل الاستعداد للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية، حيث تسعى الإدارة لتقديم مستوى مشرف يعكس تطور الكرة المصرية.
لكن في المقابل، لم تستبعد بعض الأصوات داخل الأهلي دراسة العرض حال تضاعفت قيمته لتتجاوز حدود الأرقام المتداولة حاليًا ولفتت هذه المصادر إلى أن الأهلي سبق أن وافق على صفقات مماثلة في عهد إدارات سابقة، مثل بيع الجابوني ماليك إيفونا، ومحمود حسن تريزيجيه، ورمضان صبحي، وهي صفقات جلبت عوائد مالية ضخمة للنادي وأتاحت له التعاقد مع بدائل مناسبة.
إزاء هذه التطورات، يتحرك النادي الأهلي بشكل استباقي لتحصين لاعبه من إغراءات الخارج، حيث كشفت تقارير صحفية محلية عن خطة داخل الإدارة لتجديد عقد إمام عاشور لأربعة مواسم إضافية، وتشير المعلومات إلى أن النادي يعتزم رفع راتبه ليدخل ضمن الفئة الممتازة الأولى ماليا، بحيث يصبح في مصاف النجوم الكبار داخل الفريق، في خطوة تهدف إلى تثبيت الاستقرار الفني وحماية نجوم الفريق من محاولات الاستقطاب الخليجية.
ويبقى السؤال الأهم المطروح في الشارع الرياضي المصري: هل ينجح الأهلي في الاحتفاظ بنجمه الأبرز وسط تصاعد العروض الخليجية، أم سيكون العرض السعودي محطة جديدة في مسيرة إمام عاشور الاحترافية؟ المؤكد أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة، ليس فقط لمستقبل اللاعب، بل أيضاً لمكانة الأهلي كأحد أعمدة الكرة المصرية في مواجهة التحديات المالية الضخمة التي تفرضها سوق الانتقالات الإقليمية.