في إطار سعيها المستمر لتقريب خدماتها إلى المواطنين والمواطنات في مختلف مناطق المملكة، تواصل الوحدات المتنقلة للأحوال المدنية أداء دورها الحيوي من خلال تقديم خدماتها الميدانية في خمسة مواقع متعددة.
يأتي ذلك ضمن مبادرتين وطنيتين رائدتين؛ الأولى تحت شعار "نأتي إليك"، التي تستهدف الجهات الحكومية والخاصة، والثانية مبادرة "موجودين"، المخصصة للوصول إلى المحافظات والمراكز والقرى النائية التي تفتقر إلى وجود مكاتب ثابتة للأحوال المدنية.
إقرأ ايضاً:الحجاج يتجهون إلى أسواق جدة التاريخية لشراء التذكارات والهدايا الفريدة!الدفاع المدني يتدخل سريعًا.. حريق مواد تدوير في القطيف يُخمد بلا إصابات!
وقد بدأت الوحدات المتنقلة في منطقة عسير مباشرة أعمالها صباح اليوم، حيث تقدم خدماتها للرجال والنساء في مركز المضة التابع لمحافظة خميس مشيط، كما خُصصت خدمات منفصلة للنساء في محافظة طريب، على أن تستمر تلك الخدمات لمدة أربعة أيام في كل من الموقعين، في خطوة تؤكد على الشمولية والمرونة في تلبية احتياجات المجتمع المحلي.
أما في منطقة الباحة، فقد تم تحديد يوم الثلاثاء موعدًا لتقديم الخدمات الميدانية للنساء في الثانوية الأولى للبنات بمحافظة قلوة، على أن تنتقل الوحدة المتنقلة يوم الأربعاء إلى مجمع تحفيظ القرآن الكريم للبنات في المحافظة نفسها، لتستمر كل زيارة لمدة يوم واحد، ما يسهم في تعزيز استفادة الطالبات والمعلمات والكوادر التعليمية من خدمات الأحوال المدنية دون الحاجة إلى مغادرة بيئة التعليم.
وفي القصيم، تحط الوحدات المتنقلة رحالها في المدرسة المتوسطة بهجرة ضمينة والخنقة التابعة لمحافظة أبانات، حيث تبدأ الخدمات يوم الثلاثاء وتستمر على مدار ثلاثة أيام، موجهة للرجال فقط، هذه الخطوة تأتي ضمن حرص الأحوال المدنية على تغطية احتياجات التجمعات السكانية البعيدة، وتسهيل وصول المواطنين إلى خدمات حيوية بوسائل مرنة وسريعة.
وتشمل الخدمات المقدمة عبر هذه الوحدات إصدار بطاقات الهوية الوطنية للمواطنين والمواطنات، إضافة إلى تجديد البطاقات المنتهية أو التالفة، فضلًا عن إصدار البدل التالف، وهي خدمات تشكل العمود الفقري للهوية الرسمية وتُعدّ أساسية في تسيير شؤون الحياة اليومية للفرد داخل المملكة.
تُبرز هذه التحركات الميدانية قدرة الأحوال المدنية على التفاعل مع الواقع الجغرافي المتنوع للمملكة، وسد الفجوات الخدمية في المناطق التي قد تعاني من نقص في التغطية الإدارية المباشرة، كما أن الخدمة المتنقلة تُعدُّ إحدى التجليات العملية للتحول الرقمي والإداري الذي تسعى إليه المملكة، من خلال رفع كفاءة الخدمات الحكومية وتيسيرها للمواطن في موقعه.
ولم تغفل وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية أهمية استهداف الفئات النسائية، إذ خُصصت أيام ومواقع مستقلة للنساء بما يتناسب مع احتياجاتهن ويضمن خصوصيتهن، مع توفير طواقم نسائية مدرّبة لضمان جودة الخدمة وتعزيز شعور الأمان والراحة لدى المستفيدات.
وفي ضوء النجاح المتواصل الذي تحققه هذه المبادرات، يتوقع أن تشهد الفترة المقبلة توسعًا في انتشار الوحدات المتنقلة، سواء في عدد المواقع أو نوعية الخدمات المقدمة، وتُعد هذه الخدمات المتنقلة نموذجًا يُحتذى به في مجال تقريب الخدمة من المواطن، وتقليل التكاليف والزمن المرتبطين بالحصول عليها.
إن مبادرتي "نأتي إليك" و"موجودين" لا تعكسان فقط تطور الخدمات الحكومية في المملكة، بل تحملان في طياتهما رسائل اجتماعية وإنسانية تؤكد أن الدولة حريصة على الوصول لكل فرد أينما كان، وتؤمن بأن الهوية الرسمية حق يجب أن يُمنح بسهولة ودون معاناة.