ابتداءً من يوم الأحد، يدخل قرار وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية حيز التنفيذ، ليمنع العمل تحت أشعة الشمس المباشرة خلال فترة الظهيرة، في خطوة تهدف لحماية العمال من التعرض للإجهاد الحراري والمضاعفات الصحية المرتبطة بظروف العمل القاسية في فصل الصيف القرار يسري على جميع منشآت القطاع الخاص في المملكة، ويُطبق في الفترة الممتدة من 15 يونيو 2025 وحتى 15 سبتمبر 2025، من الساعة 12 ظهرًا وحتى الساعة 3 مساءً، حيث تُعد هذه الساعات الأشد حرارة والأكثر خطورة على صحة العاملين في المواقع المكشوفة.
وتصل الغرامات المالية لمخالفي القرار إلى 10 آلاف ريال عن كل عامل، كحد أقصى، بينما تبدأ من 3 آلاف ريال، بحسب ما أوضحه عضو لجنة الموارد البشرية وسوق العمل بغرفة الرياض، فايز الشيحان، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "الإخبارية" كما أشار الشيحان إلى أن العقوبات لا تقتصر على الغرامات المالية فقط، بل قد تصل إلى إغلاق المنشأة المخالفة لمدة تصل إلى ثلاثين يومًا، أو الجمع بين الغرامة والإغلاق، وفقًا لدرجة المخالفة وتكرارها.
إقرأ ايضاً:نأتي إليك" و"موجودين": مبادرتان رائدتان تُحدثان ثورة في الخدمات الحكومية بالمملكةفرق الإطفاء في سباق مع الزمن للسيطرة على حريق جبلي بالطائف
وتؤكد وزارة الموارد البشرية أن هذا الإجراء يأتي في سياق التزامها بمعايير السلامة والصحة المهنية المعتمدة دوليًا، وحرصها على تعزيز بيئة عمل صحية وآمنة تحفظ كرامة العامل وتحمي صحته ولم تكتف الوزارة بالإعلان عن القرار، بل أطلقت بالتعاون مع المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية، دليلًا إجرائيًا يتضمن إجراءات وقائية مفصلة للحد من آثار التعرض لأشعة الشمس والإجهاد الحراري في أماكن العمل المكشوفة.
وشمل الدليل أيضًا إرشادات عملية لتهيئة بيئة العمل، وتوفير أدوات الوقاية والتبريد، بالإضافة إلى أهمية جدولة المهام الشاقة في أوقات أكثر أمانًا خلال اليوم، بما يضمن استمرار الإنتاج دون تعريض العمال للخطر وفي خطوة لتعزيز وعي أصحاب المنشآت، أُتيح الدليل على الموقع الإلكتروني الرسمي للوزارة، كما دُعيت المؤسسات إلى قراءته بعناية وتطبيق ما جاء فيه، باعتباره مرجعًا رئيسيًا خلال فترة سريان القرار.
وتعزز الوزارة من فعالية القرار بإتاحة قنوات مخصصة لاستقبال البلاغات عن المخالفين، سواء عبر الاتصال على الرقم الموحد 19911، أو من خلال تطبيقها الإلكتروني المتوفر على الهواتف الذكية، ما يُسهّل على الأفراد والمواطنين الإبلاغ عن الانتهاكات وتسعى الوزارة من خلال هذا القرار إلى تقليل حوادث العمل المرتبطة بالإجهاد الحراري، التي قد تصل في بعض الحالات إلى الإغماء أو ضربات الشمس، وهي أخطار شائعة خلال الصيف في بيئات العمل المكشوفة.
ولا يقتصر أثر القرار على الجانب الصحي فقط، بل يمتد ليعكس صورة حضارية عن سوق العمل في المملكة، ويعزز من التزامها بتحسين ظروف العمل بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 في بناء سوق عمل أكثر جاذبية وكفاءة كما أن الخطوة تؤكد حرص الجهات المعنية على الالتزام بالاتفاقيات الدولية التي تُعنى بحقوق العمال، وتطبيق أفضل الممارسات في إدارة الموارد البشرية، خاصة في القطاعات الإنشائية والزراعية والصناعية التي تعتمد بشكل كبير على العمل الميداني.
وتسعى الوزارة من خلال هذه الإجراءات الوقائية إلى رفع مستوى الوعي بين أصحاب الأعمال والعمال على حد سواء، حول أهمية الصحة المهنية وضرورة تكييف بيئة العمل بما يتناسب مع التحديات المناخية الموسمية وتدعو الجهات الرسمية أصحاب المنشآت إلى اعتبار القرار فرصة لتطوير آليات العمل، وليس عبئًا تشريعيًا، إذ يُسهم في تقليل الإصابات وتحسين الإنتاجية، وتعزيز ولاء الموظفين الذين يشعرون بأن صحتهم وسلامتهم أولوي ويُعد حظر العمل تحت الشمس أحد أبرز القرارات الموسمية المنتظرة سنويًا وهو يعكس نضجًا في التشريعات العمالية التي تُراعي الإنسان قبل كل شيء، وتُرسّخ مبدأ الاستدامة في سوق العمل السعودي.
