ارتفعت أسعار النفط العالمية بشكل ملحوظ بنسبة تقارب 7% منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة، وذلك بعد أن شنت إسرائيل هجوماً عسكرياً مباشراً استهدف منشآت نووية إيرانية في إطار عملية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، مما أدى إلى حالة من الذعر في أسواق الطاقة العالمية التي تتأثر سريعاً بأي اضطرابات جيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط التي تُعد شرياناً أساسياً لإنتاج وتصدير النفط.
وبحسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي، فإن العملية استهدفت مواقع إيرانية حساسة وفي مقدمتها مفاعل نطنز النووي، حيث أكد المتحدث باسم الجيش أن الضربات تمت بدقة عالية بناءً على معلومات استخباراتية مسبقة، وتهدف إلى إزالة ما وصفه بـ"التهديد النووي الإيراني"، وهو ما يعزز من احتمالية تصاعد النزاع وتحوله إلى مواجهة أوسع قد تهدد الملاحة في مضيق هرمز الحيوي، الذي يمر عبره نحو خمس صادرات النفط العالمية.
إقرأ ايضاً:نأتي إليك" و"موجودين": مبادرتان رائدتان تُحدثان ثورة في الخدمات الحكومية بالمملكةفرق الإطفاء في سباق مع الزمن للسيطرة على حريق جبلي بالطائف
يشير مراقبون إلى أن هذه القفزة في أسعار النفط لا تنفصل عن التاريخ الطويل للعلاقة بين الأزمات الجيوسياسية وارتفاع أسعار الطاقة، فكلما زادت حدة التوتر بين قوى إقليمية كبيرة مثل إيران وإسرائيل، يتسارع المستثمرون نحو تأمين احتياطياتهم من النفط تجنباً لأية اضطرابات في الإمدادات، مما يدفع الأسعار إلى الصعود السريع. كما أن المضاربين في الأسواق العالمية يعززون من هذه القفزات من خلال تكثيف عمليات الشراء بدافع الخوف من نقص وشيك.
وتثير هذه التطورات مخاوف كبرى على الصعيد الدولي، لا سيما لدى الدول المستهلكة الكبرى التي تعتمد بشكل مباشر على استقرار تدفقات النفط، حيث قد يؤدي اتساع نطاق العملية العسكرية إلى تعطيل حركة التصدير ليس فقط من إيران، بل أيضاً من دول الخليج الأخرى التي تُعد من أكبر منتجي النفط عالمياً، وهو ما يُنذر بأزمة طاقة جديدة إذا استمر التصعيد دون تدخل دولي يحد من الانفجار المرتقب.
ورغم الدعوات الدولية المتزايدة لضبط النفس، فإن المؤشرات تشير إلى أن "عملية الأسد الصاعد" قد لا تكون إلا بداية لسلسلة من الضربات المتبادلة، وهو ما يضع أسواق الطاقة أمام احتمالات أكثر غموضاً، في ظل هشاشة الوضع الاقتصادي العالمي الذي لا يزال يعاني من تبعات الأزمات السابقة، بدءاً من جائحة كورونا وحتى الحرب في أوكرانيا، وصولاً إلى التوترات الحالية التي تعيد رسم خريطة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.