صحة الأمعاء تبدأ من المائدة

ما لا تعرفه عن أمعائك: كيف يؤثر طعامك على صحتك النفسية والجسدية؟

كتب بواسطة: احمد قحطان |

هل شعرت يومًا بالإرهاق أو تقلبات في المزاج أو حتى بانتفاخ مفاجئ دون تفسير طبي واضح؟ قد تكون الإجابة كامنة في جهازك الهضمي، وتحديدًا في أمعائك التي تُعد أكثر من مجرد أداة لهضم الطعام، بل مركزًا محوريًا لصحتك الجسدية والنفسية على حد سواء.

وبحسب الخبراء، تعتبر صحة الأمعاء عاملًا حاسمًا يؤثر بشكل مباشر على المناعة، ومستويات الطاقة، والاستقرار النفسي، إذ يعيش داخل الأمعاء ما يعرف بـ"الميكروبيوم المعوي"، وهو نظام متكامل من التريليونات من البكتيريا والميكروبات التي تؤدي وظائف بالغة الأهمية. ويُعد الحفاظ على توازن هذا النظام من خلال التغذية الصحيحة أمرًا ضروريًا للوقاية من مشكلات صحية مزمنة واضطرابات في المزاج والسلوك.
إقرأ ايضاً:كيف تحمي سيارتك من أشعة الشمس؟ إليك نصائح الدكتور المسندقرعة صعبة تنتظر ريال مدريد وتشابي يبحث عن المجد العالمي

توضح الدكتورة جولي ماكدونالد، المحاضرة البارزة في مركز أبحاث مقاومة البكتيريا بكلية إمبريال في لندن، أن الخلل في توازن بكتيريا الأمعاء لا يقتصر فقط على أعراض مثل الغازات أو الإسهال، بل قد يتجلى في اضطرابات في النوم، وتغيّر في المزاج، وضعف التركيز، وحتى حالات القلق والتوتر. وهذا ما يجعل من التغذية أداة علاجية لا تقل أهمية عن الأدوية.

ولتغذية أمعائك بشكل سليم، يوصي الخبراء بالإكثار من الأطعمة الغنية بالألياف الطبيعية مثل البروكلي والموز والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى مصادر البروبيوتيك الطبيعية كالكيمتشي واللبن الزبادي، والتي تساهم في دعم نمو البكتيريا النافعة. بالمقابل، يُنصح بالتقليل من استهلاك السكريات المصنعة، والمقليات، والمضادات الحيوية غير الضرورية، إذ تؤثر سلبًا على هذا التوازن الحيوي.

ويلفت المختصون إلى أن صحة الأمعاء لا تنعكس فقط على الجسد بل تشمل أيضًا المشاعر، فارتباط الأمعاء بالدماغ من خلال "المحور المعوي الدماغي" يجعل تأثير التغذية يمتد إلى الصحة النفسية والاستقرار العاطفي، ما يجعل من تغيير النظام الغذائي خطوة بالغة الأثر في تحسين جودة الحياة ككل.

في زمن تتزايد فيه معدلات القلق وأمراض المناعة والاضطرابات الهضمية، باتت العناية بصحة الأمعاء أولوية لا يمكن تجاهلها، ووعي الفرد بما يدخل إلى جسده يوميًا قد يصنع الفرق بين التدهور الصحي والتوازن الجسدي والنفسي المنشود.