التحول الرقمي

بكلمة السر "الرقمنة" مشروع متكامل يعيد صياغة العلاقة بين المواطن والخدمة

كتب بواسطة: سالي حسنين |

في مداخلة إذاعية عبر أثير "إذاعة الإخبارية" أكد حسام الجاسم الخبير في مجال التحول الرقمي، أن التحول الرقمي في القطاع الحكومي يمثل مشروعًا متكاملًا لإعادة بناء منظومة تقديم الخدمات العامة، مشيرًا إلى أن هذا التحول لم يعد مجرد خيار أو توجه نظري ضمن خطط مستقبلية، بل أصبح واقعًا ملموسًا ينعكس يومًا بعد يوم على حياة المواطنين والمستفيدين من مختلف الخدمات.

وأوضح الجاسم أن التحول الرقمي، كما تنتهجه الجهات الحكومية في المملكة، تجاوز مرحلة "التجميل الإجرائي" أو الاقتصار على تحسينات سطحية، ليصل إلى جذور منظومة العمل، بحيث يعاد تصميم العمليات من الصفر، وفق رؤية جديدة قوامها التكنولوجيا، وهدفها تحقيق الكفاءة والسرعة وتسهيل تجربة المستفيد.

ولفت إلى أن كثيرًا من المعاملات التي كانت تتطلب حضورًا شخصيًا وإجراءات طويلة بات من الممكن اليوم إنجازها من خلال منصة رقمية واحدة، في دقائق معدودة ودون عناء، وأشار إلى أن رؤية السعودية 2030، كانت المحرك الأساسي لهذا التحول النوعي، حيث وضعت في بدايتها خارطة طريق شاملة لتطوير الأداء الحكومي، وكان من بين أبرز أعمدتها تبني التكنولوجيا والاعتماد على التحول الرقمي كأداة لرفع مستوى الإنتاجية وتقديم خدمات متكاملة.

وبين الجاسم أن ما كان يُنظر إليه في السنوات الماضية على أنه "استراتيجيات طموحة"، تحوّل اليوم إلى نماذج تنفيذية حقيقية تعكس نضج المنظومة الرقمية وقدرتها على التفاعل السريع مع المتغيرات.

ونبّه الخبير في التحول الرقمي إلى أن هذا التطور لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة تراكمات في العمل والتخطيط والتحسين، سواء على مستوى البنية التحتية الرقمية، أو على صعيد تدريب الكوادر البشرية وتطوير المهارات الرقمية، أو من خلال بناء منصات موحدة قادرة على التكامل بين الجهات الحكومية المختلفة.

وشدّد على أن التحول الرقمي ليس مجرد عملية تقنية، بل هو تحول ثقافي وفكري في طريقة تقديم الخدمة العامة، يستند إلى فهم أعمق لاحتياجات المستخدم وحقه في الحصول على خدمة فعالة وشفافة وعادلة.

كما دعا الجاسم إلى مواصلة الاستثمار في التحول الرقمي وتوسيع نطاقه ليشمل مختلف القطاعات، بما يضمن تعميم الفائدة على كافة شرائح المجتمع، مؤكدًا أن النجاح في هذا المجال لا يتحقق فقط بإطلاق المنصات، بل بقياس أثرها العملي على حياة الناس، وبتعزيز الثقة بين المواطن والحكومة من خلال التجربة الرقمية،

واعتبر أن الطريق ما زال طويلًا، لكن ما تحقق حتى الآن يشير إلى أن المملكة تسير في الاتجاه الصحيح نحو حكومة رقمية رائدة عالمياً، وأضاف الجاسم أن ما يميز التجربة السعودية في التحول الرقمي هو التناغم الكبير بين مختلف الجهات الحكومية، مما أسهم في تأسيس بيئة مترابطة قادرة على تقديم الخدمات عبر نوافذ موحدة، وتقليل ازدواجية البيانات والمعاملات.

وأشار إلى أن التكامل بين المنصات الإلكترونية مثل "أبشر" و"توكلنا" و"ناجز" وغيرها، يعد نموذجًا يُحتذى به في كيفية إدارة البنية التحتية الرقمية وتوجيهها نحو خدمة المواطن بفعالية وكفاءة.

كما أكد أن المملكة أصبحت اليوم مرجعية إقليمية في هذا المجال، بشهادة منظمات دولية تُثني على التطور السريع الذي حققته في مؤشرات الحكومة الرقمية، واعتبر أن استثمار الدولة في الأمن السيبراني وتطوير الأنظمة الذكية يعزز من استدامة التحول الرقمي، ويمهّد الطريق أمام مستقبل تعتمد فيه الخدمات كلياً على الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات، لتحقيق أعلى مستويات الجودة وسرعة الاستجابة.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار