وزارة الحج والعمرة تُحذّر المسافرين بشأن أمتعة السفر.

وزارة الحج والعمرة تُحذّر المسافرين: علامات مميزة وتفقد فوري لتجنُّب المتاعب

كتب بواسطة: ليلى حمادة |

دعت وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية، جميع المسافرين، لاسيما القادمين والمغادرين عبر مطارات المملكة، إلى ضرورة مراقبة أمتعتهم الشخصية بعناية واتباع عدد من الإرشادات الوقائية؛ لتفادي المشكلات التي قد تطرأ في صالات السفر، وعلى رأسها فقدان الحقائب أو تأخُّر استلامها أو اختلاطها بحقائب مسافرين آخرين.

وشددت الوزارة، في بيانها الرسمي، على أهمية وضع علامة مميزة على الحقائب قبل السفر، والانتباه لها فور الوصول إلى المطار، وعدم تركها دون مراقبة، لما لذلك من تأثير مباشر في تسهيل الإجراءات، وحماية ممتلكات المسافرين، وتوفير الوقت والجهد.

وتأتي هذه التوصيات في إطار حرص وزارة الحج والعمرة على تحسين تجربة ضيوف الرحمن، وتقديم تجربة سفر مريحة وآمنة، بدءًا من نقطة المغادرة وحتى الوصول إلى وجهتهم النهائية، بما يتماشى مع التوجّه العام للمملكة في رفع كفاءة الخدمات المقدمة للمسافرين، خصوصًا في المواسم التي تشهد كثافة كبيرة في حركة المسافرين، مثل موسمي العمرة والحج.

ويتزامن هذا التنبيه مع الارتفاع الكبير في عدد المعتمرين والزوار القادمين إلى المملكة، خاصة مع قرب موسم الحج، وهو ما يضاعف من أهمية الجاهزية والتنظيم داخل المطارات، وفي ظل تدفق آلاف المسافرين يوميًا عبر مطارات المملكة، تتزايد احتمالات حدوث مشكلات متعلقة بالأمتعة، سواء بفقدانها أو تأخرها أو تبديلها، وهو ما تحرص الوزارة على الوقاية منه بتوعية المسافرين ورفع مستوى وعيهم بالسلوكيات الوقائية.

وتُعد حقائب السفر من أكثر المقتنيات عرضة للخطأ أو الفقدان في أوقات الذروة، إذ تشهد المطارات حركة مكثّفة وخطوط سير متشعبة، ما يجعل تمييز الحقائب صعبًا دون اتخاذ إجراءات واضحة كاستخدام شرائط لونية، أو بطاقات تعريف واضحة، أو ألوان لافتة.

والوزارة أوضحت أن من أبرز الإجراءات التي يُنصح بها المسافرون: وضع علامة مميزة أو لاصق فريد على الحقيبة يسهل التعرف عليها وسط مئات الحقائب الأخرى، وتفقد الأمتعة فور الوصول وعدم تأجيل ذلك حتى لا يتم خلطها أو سحبها بالخطأ من قبل مسافر آخر، وعدم ترك الحقائب دون مراقبة، خصوصًا في مناطق الانتظار أو قرب السير المتحرك، والاحتفاظ بإيصال شحن الحقيبة الذي يزود به المسافر عند تسجيل الأمتعة، لاستخدامه عند الحاجة، وتصوير الحقيبة قبل تسليمها، لتقديم الصورة في حال الحاجة إلى وصفها لقسم المفقودات.

كما نوهت الوزارة إلى أن الالتزام بهذه التوصيات يُسهم في تقليل زمن الانتظار داخل المطارات، ويساعد الجهات المعنية على تقديم المساعدة بشكل أسرع وأكثر فاعلية في حال حدوث مشكلة، ويأتي هذا التنبيه في ظل التقارير المتكررة عن تكدّس الأمتعة في بعض المطارات العالمية، وارتفاع نسب الشكاوى المتعلقة بفقدان الحقائب خلال مواسم الذروة، كما تُشكّل الأمتعة المفقودة تحديًا لوجستيًا كبيرًا أمام الجهات المعنية بخدمة المسافرين، لما يتطلبه ذلك من جهود بحث وتواصل وتعويض.

وفي السعودية، تُولي وزارة الحج والعمرة، بالتعاون مع الهيئة العامة للطيران المدني، أهمية كبيرة لضمان انسيابية إجراءات السفر، وتعزيز رضا المسافرين عن الخدمات المقدمة في المطارات، باعتبارها واجهة حضارية تعكس صورة المملكة لدى ضيوفها.

وقد سبق للوزارة أن أطلقت حملات توعوية مشابهة في أعوام سابقة، خاصة في مواسم الحج، للتأكيد على ثقافة المسؤولية الفردية، وضمان الحفاظ على الممتلكات الخاصة، كما تكررت تحذيرات مشابهة من بعض المطارات الدولية التي شهدت اختلالات واضحة في إدارة الأمتعة.

وتشير شهادات عدد من المسافرين إلى أهمية هذه النصائح، إذ أفاد بعضهم بأنهم تعرضوا بالفعل لمواقف صعبة جراء تشابه الحقائب أو عدم متابعتها بشكل فوري، وتقول المعتمرة "أم خالد"، التي وصلت مؤخرًا إلى مطار جدة: "لم أكن أضع أي علامة على حقيبتي، وما إن وصلت حتى وجدت حقيبة تشبهها تمامًا قد سُحبت من قبل راكب آخر، واحتجت لأكثر من ساعتين لحل المشكلة، وتعلمت الدرس بعد ذلك".

وتعكس هذه الشهادة أهمية نشر ثقافة المسؤولية لدى المسافرين، وعدم الاعتماد فقط على الأنظمة والجهات المختصة، فالسفر الآمن والمريح يبدأ من إجراءات بسيطة يتخذها المسافر بنفسه، ومن الجدير بالذكر أن وزارة الحج والعمرة تبذل جهودًا مكثفة لتسهيل تجربة الحج والعمرة في كل مراحلها، بدءًا من الحجز الإلكتروني، وحتى المغادرة، وتشمل هذه الجهود إطلاق تطبيقات ذكية، وتوفير مراكز دعم داخل المطارات، وتوزيع فرق إرشادية لضمان سلاسة تجربة الضيف.

وتعمل الوزارة ضمن إطار "رؤية السعودية 2030" على تحسين جودة الخدمات، وتعزيز موقع المملكة كوجهة أولى للمسلمين في العالم، من خلال رفع مستوى الكفاءة التشغيلية، وتطوير البنية التحتية في الحرمين الشريفين والمطارات، وفي ظل تزايد الحركة الجوية خلال المواسم الدينية، تبقى المسؤولية مشتركة بين الجهات الحكومية والمواطنين والمقيمين والزوار، وتُعد العناية بالأمتعة الشخصية خطوة بسيطة لكنها فعالة في جعل تجربة السفر أكثر سلاسة، وهو ما تؤكد عليه وزارة الحج والعمرة عبر هذه الرسالة التوعوية المهمة.