مع اقتراب انطلاق منافسات كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة الأمريكية، أطلق المدرب الإسباني الشاب تشابي ألونسو، المدير الفني الجديد لنادي ريال مدريد، تحذيرًا ناريًا للاعبيه، واضعًا شروطًا واضحة لا تقبل المساومة بشأن الأداء داخل المستطيل الأخضر.
جاء ذلك في ظل تحضيرات النادي الملكي لخوض غمار البطولة التي ستجمعه في دور المجموعات مع أندية الهلال السعودي، وباتشوكا المكسيكي، وريد بول سالزبورغ النمساوي، ضمن المجموعة الثامنة، ريال مدريد سيبدأ مشواره أمام الهلال يوم الأربعاء المقبل، قبل أن يواجه باتشوكا يوم الأحد، ثم يختتم مبارياته في هذه المرحلة بمواجهة سالزبورغ في السابع والعشرين من يونيو الجاري.
إقرأ ايضاً:بسعر لا يقاوم.. احصل على أصغر قرص تخزين آمن في العالم بـ 78 دولاراً لفترة محدودة!أقوى من حاسوبك المحمول! هواوي تستعد لإطلاق أول هاتف في تاريخها بذاكرة 20 غيغابايت.. وداعاً للبطء!
تصريحات ألونسو، بحسب ما نقلته إذاعة "كادينا سير" الإسبانية، لم تخلُ من الجدية والحسم، حيث شدد على أن الجهد والركض طوال المباراة سيكونان معيار المشاركة في التشكيلة الأساسية، بصرف النظر عن الأسماء أو التاريخ، وقال للنجوم بلهجة واضحة لا تقبل التأويل: "من لا يركض، لن يلعب، مهما كان اسمه"، هذه الرسالة كانت موجهة لكل لاعبي الفريق دون استثناء، لتؤكد بداية مرحلة جديدة في النادي ترتكز على الانضباط والالتزام البدني والفني.
ويُعد مونديال الأندية 2025 أول اختبار حقيقي لألونسو مع ريال مدريد بعد أن تسلم قيادة الفريق هذا الصيف خلفًا للمدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي. ويبدو أن ألونسو، الذي يعرف جيدًا طبيعة الضغط في البيت المدريدي، اختار أن يفرض قواعده من البداية، واضعًا معيارًا بدنيًا صارمًا قد يغيّر من طريقة تعاطي اللاعبين مع أدوارهم داخل الملعب.
وبالنظر إلى الظروف التي عاشها النادي هذا الموسم، فإن مدربه الجديد يسعى إلى قلب الصفحة سريعًا وبناء هوية جديدة للفريق ترتكز على الحماس واللياقة.
ريال مدريد يدخل هذه البطولة بمرارة موسم خالٍ من الألقاب الكبرى. الفريق اكتفى بالمركز الثاني في الدوري الإسباني، وخرج من دوري أبطال أوروبا في ربع النهائي أمام أرسنال، قبل أن يخسر نهائي كأس ملك إسبانيا أمام غريمه التقليدي برشلونة، وهذا الإخفاق المتعدد ربما شكل دافعًا قويًا لألونسو لإعادة بناء شخصية الفريق والضغط على اللاعبين من أجل تقديم مستوى مغاير في البطولة العالمية.
إحدى المحطات التي أثارت الجدل حول أداء الفريق هذا الموسم كانت خسارته أمام أرسنال في دوري الأبطال، حيث كشفت الإحصاءات أن لاعبي الريال ركضوا أقل بـ21 كيلومترًا من لاعبي الخصم خلال المواجهة، وهذه الأرقام دفعت كثيرين للتساؤل عن مدى التزام نجوم الفريق، وربما كانت هي المحفز الحقيقي لتحذير ألونسو، الذي يرى أن كرة القدم الحديثة لا تترك مجالًا للتراخي، حتى لأمهر اللاعبين.
نظام البطولة الجديد يجعل من الصعب على الفرق التراخي، حيث يتأهل من كل مجموعة فريقان فقط إلى الأدوار الإقصائية، ما يعني أن هامش الخطأ محدود جدًا، وأن أي تراجع بدني أو ذهني قد يُكلف الفريق خسارة فرصة المنافسة على اللقب، وهذه المعطيات تضع ريال مدريد أمام مسؤولية كبيرة، ليس فقط لاستعادة كبريائه، بل أيضًا لفرض شخصيته كأحد أعرق أندية العالم في نسخة استثنائية من المونديال.
تشابي ألونسو، الذي عرف بلعبه المتزن حين كان لاعبًا في وسط الميدان، يبدو مصممًا على غرس فلسفته الجديدة في الفريق، وهي فلسفة تقوم على الانضباط والالتزام الشامل، وتعيد تعريف معنى "النجم" في ريال مدريد، لم يعد الاسم الكبير ولا الراتب الضخم ضمانًا للمشاركة، وإنما الجهد والعمل هو مفتاح الظهور داخل التشكيلة.
الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ملامح المشروع الفني الجديد الذي يسعى ألونسو لبنائه، فإما أن يستجيب اللاعبون لهذه الرسائل القوية ويتحول الأداء إلى طاقة جماعية لا تهدأ، أو تستمر معاناة الملكي في موسم قد يتحول من بداية مشروع إلى اختبار حقيقي لصبر الجماهير.