كأس السوبر السعودي 2025.

انسحاب يشعل الجدل .. النصر يلوّح بالخروج من كأس السوبر السعودي بعد اعتذار الهلال

كتب بواسطة: تميم بدر |

يواجه الوسط الرياضي السعودي تطورًا مثيرًا قد يُعيد رسم ملامح بطولة كأس السوبر المقبلة، إذ يدرس نادي النصر بشكل جدي خيار الانسحاب من البطولة، وذلك على خلفية قرار نادي الهلال المفاجئ بتقديم اعتذاره عن المشاركة في المنافسات المقررة خلال أغسطس المقبل، مما فتح بابًا واسعًا للتكهنات حول مستقبل البطولة وتركيبتها الجديدة.

والقرار المنتظر من إدارة النصر لم يُتخذ بعد بشكل رسمي، إلا أن مصادر مطلعة تؤكد أن الإدارة تضع خيار الانسحاب على طاولة النقاش، حيث ترى أن غياب الهلال، أحد أعمدة البطولة وأهم أقطابها، يفقد المسابقة كثيرًا من قيمتها التنافسية والرياضية، كما يشير البعض داخل النادي إلى أن الجدوى الفنية من المشاركة باتت موضع تساؤل.

إقرأ ايضاً:

وزير الطاقة: مليارا إنسان يطبخون بوقود غير آمن حول العالم"القوات الخاصة للأمن البيئي": هذا هو مصير من يعبث بـ"الغطاء النباتي" في المملكة

ويأتي هذا التوجه بعد إعلان الهلال، بطل النسخة الماضية، انسحابه لأسباب لم يُكشف عنها بشكل علني حتى الآن، رغم وجود تكهنات واسعة تشير إلى ارتباط الانسحاب بعوامل متعلقة بالتحضيرات الفنية وضغط جدول المباريات خلال الموسم المقبل، مما جعل إدارة الهلال تُفضّل التركيز على ملفات أكثر أولوية، بحسب مصادر رياضية.

وفي أعقاب هذا القرار، تحرّكت لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم لتدارك الوضع، حيث شرعت في تطبيق اللوائح التنظيمية المعتمدة للبطولة، والتي تنص على دعوة الفريق صاحب المركز التالي في ترتيب بطولة الدوري السعودي، وهو في هذه الحالة النادي الأهلي، للمشاركة بديلًا عن الهلال في حال وافق على ذلك.

والأهلي، العائد بقوة إلى مصاف الأندية المنافسة، سيكون أمام فرصة ذهبية لاستعادة بريقه عبر هذه البطولة، إلا أن مشاركته لم تُحسم بعد، ما يجعل الأنظار متجهة نحو القرار الذي ستتخذه إدارة النادي خلال الأيام القليلة المقبلة، خاصة وأن الوقت يداهم الجميع مع اقتراب موعد انطلاق البطولة.

ووفقًا للائحة، إذا قرر الأهلي هو الآخر الاعتذار عن المشاركة، سيتم توجيه الدعوة إلى نادي الشباب، صاحب المركز التالي في الترتيب، ليحل مكان الهلال في المنافسة، وهو ما يضيف مزيدًا من التعقيد والغموض حول الشكل النهائي للبطولة المرتقبة.

وبطولة كأس السوبر السعودي المقرر إقامتها في الفترة من 19 إلى 23 أغسطس 2025، من المفترض أن تضم أربعة أندية، وهي الاتحاد بصفته بطل الدوري، والقادسية وصيف كأس الملك، والنصر ثالث ترتيب الدوري، إضافة إلى الفريق الذي سيحل مكان الهلال، وهو ما يجعل البطولة ذات طابع خاص ومثير لعشاق الكرة السعودية.

والانسحاب المحتمل من جانب النصر أثار حالة من الجدل بين جماهير النادي ومتابعي الكرة السعودية، حيث يرى البعض أن الانسحاب قد يُفسَّر على أنه خطوة احتجاجية على تغيير تركيبة البطولة، بينما يراه آخرون خيارًا تكتيكيًا لتركز الإدارة على مشاركات أكثر أهمية مثل دوري أبطال آسيا أو التحضيرات للموسم الجديد.

والموقف الذي يتخذه النصر في هذا التوقيت الحساس قد يؤثر بشكل مباشر على استعدادات الأندية الأخرى، حيث يعتمد جدول البطولة على وجود أربعة فرق متوازنة، كما أن الانسحاب سيجبر لجنة المسابقات على إجراء تغييرات إضافية، وربما توجيه دعوات لأندية لم تكن ضمن دائرة الترشيحات الأساسية.

ومن الناحية التنظيمية، فإن بطولة السوبر تعد من أبرز البطولات التي تُنظَّم قبل انطلاق الموسم المحلي، وتشكّل اختبارًا مهمًا للأندية من حيث الجاهزية والاستعداد البدني والفني، كما تُعتبر فرصة لتقديم الوافدين الجدد واختبار الخطط التكتيكية قبل استهلال الموسم الرسمي.

ويُذكر أن النصر قدّم مستويات لافتة خلال الموسم الماضي، وتمكّن من إنهاء الدوري في المركز الثالث، ما خوّله المشاركة في السوبر، كما يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة تتوق لرؤية الفريق يُحقق إنجازًا جديدًا، مما يضع ضغوطًا متزايدة على الإدارة لاتخاذ القرار المناسب بشأن المشاركة أو الاعتذار.

ومع استمرار الترقب، يبقى السؤال مفتوحًا حول الدوافع الحقيقية وراء انسحاب الهلال، حيث فضّلت الإدارة عدم الخوض في التفاصيل الإعلامية، ما زاد من حدة التكهنات وأشعل نقاشًا موسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات ببيان واضح يفسر الأسباب التي دفعت الفريق لتفضيل الغياب.

والاتحاد السعودي لكرة القدم من جهته، لم يُصدر حتى الآن بيانًا رسميًا يوضّح السيناريوهات البديلة في حال تكررت الاعتذارات، إلا أن المصادر تؤكد أن اللجنة تسابق الزمن لوضع ترتيبات بديلة تضمن انطلاق البطولة في موعدها المحدد دون إرباك للجدول.

والتحديات التنظيمية التي تواجه البطولة هذا العام، قد تكون فرصة للاتحاد السعودي لمراجعة آليات الدعوة والمشاركة، وتوسيع دائرة التنسيق مع الأندية لتفادي هذا النوع من الإرباك في النسخ القادمة، خصوصًا أن البطولة تُعد واجهة مهمة ضمن روزنامة كرة القدم السعودية.

والجدير بالذكر أن النسخ الأخيرة من كأس السوبر شهدت تطورات كبيرة على مستوى التنظيم، إذ تم اعتماد نظام البطولة الرباعية بدلًا من المباراة الواحدة، مما أضاف بعدًا تنافسيًا أكبر، وساهم في تعزيز حضورها الجماهيري والإعلامي، ما يجعل الانسحاب المحتمل من أي فريق مؤثرًا على هذه التجربة.

والشارع الرياضي السعودي ينظر بعين القلق إلى مصير هذه البطولة، التي كان يُعوّل عليها الكثيرون كمنصة لبداية موسم قوي، ومع تأرجح المواقف، وتعدد السيناريوهات المطروحة، فإن الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد الصورة النهائية لكأس السوبر لهذا العام.

وفي ظل الضبابية التي تكتنف بعض قرارات الأندية، يُتوقع أن تشهد الأيام المقبلة اجتماعات مكثفة بين ممثلي الاتحاد السعودي للأندية المعنية، في محاولة لتطويق الأزمة، والخروج بحل يرضي جميع الأطراف ويُحافظ على هيبة البطولة التي تحظى باهتمام متزايد في السنوات الأخيرة.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار