ترامب

نار تحت الرماد.. الصين تحذر: تغريدة ترامب قد تشعل حربًا لا تبقي ولا تذر في الشرق الأوسط

كتب بواسطة: محمد وزان |

أثارت تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، التي دعا فيها إلى "الإخلاء الفوري للعاصمة الإيرانية طهران"، ردود فعل دولية غاضبة، كان أبرزها من جانب الصين التي عبّرت عن قلقها الشديد إزاء هذه اللغة التصعيدية، معتبرة أنها تُذكي نيران التوتر في منطقة الشرق الأوسط، وتُهدد بتوسيع رقعة الصراع بشكل خطير.

الرد الصيني جاء عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية، لين جيان، خلال مؤتمر صحفي رسمي، حيث وصف تصريحات ترامب بأنها "تصب الزيت على النار" وتزيد من احتمالات الانفجار الإقليمي.
إقرأ ايضاً:بدون ميتروفيتش.. هل يلجأ إنزاغي لخطة "انتحارية" لإحراج ريال مدريد في أولى مبارياته؟الهلال لا يتوقف.. صفقة من العيار الثقيل في الطريق لضمان الهيمنة الآسيوية واستقطاب نجوم العالم

البيان الصيني شدد على أن المواجهات والتصعيد الكلامي بين إيران وإسرائيل باتت تشكل تهديدًا متناميًا للاستقرار في المنطقة، محذرًا من أن سياسات الضغط والتهديد لا يمكن أن تُثمر سوى مزيد من العنف وتعميق الانقسامات، لا سيما في ظل غياب أي مسار تفاوضي فعّال، وأشار المتحدث إلى أن ما يحدث حاليًا يجب أن يكون دافعًا للمجتمع الدولي للتحرك العاجل من أجل احتواء الأزمة.

وجاء تعليق بكين في أعقاب المنشور الذي بثّه ترامب عبر منصته "تروث سوشيال"، والذي دعا فيه بشكل مباشر إلى إخلاء طهران، في إشارة بدت للبعض تمهيدًا لضربة عسكرية مرتقبة.

وقد زاد من خطورة التصريح قيام البيت الأبيض بإعادة نشره على منصة "إكس" مع إبراز التحذير باللون الأصفر، ما أثار حالة من الجدل حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تتهيأ لعمل عسكري أو تمارس ضغوطًا قصوى بطريقة رمزية.

في هذا السياق، لم تُخفِ الصين قلقها من مثل هذه الإشارات التي قد تُفهم على نحو عدائي، وقال لين جيان إن ما يحتاجه العالم اليوم هو "التعقل وضبط النفس"، مشيرًا إلى أن الأطراف الدولية الفاعلة، لا سيما تلك التي تملك نفوذًا مباشرًا على إسرائيل، يجب أن تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والسياسية تجاه المنطقة، وألّا تكون سببًا في تفاقم الأزمات القائمة.

ورأت بكين أن المواقف المتشنجة لا تساعد على تهدئة الموقف، بل تمنح المتشددين في جميع الأطراف الذريعة لمواصلة التصعيد، محذرة من أن الانزلاق نحو حرب إقليمية شاملة بات أقرب من أي وقت مضى، وأكدت أن الأوضاع لم تعد تحتمل مزيدًا من التصريحات المتفجرة، خاصة مع تزايد وتيرة الاشتباكات والمواجهات في محيط الجبهات الحساسة.

كما أعادت الخارجية الصينية التذكير بموقفها الثابت الذي يدعو دائمًا إلى حل النزاعات عبر الطرق السلمية، مجددة تمسكها بالحوار والدبلوماسية كمسار لا غنى عنه لتفادي الكارثة، وقال المتحدث الرسمي إن بكين مستعدة للعمل مع كافة الأطراف التي تسعى بصدق إلى خفض التوتر وإعادة التوازن للمنطقة، بما في ذلك استخدام أدوات الأمم المتحدة ومبادرات الوساطة الجماعية.

وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، عبّر عدد من الدبلوماسيين والمراقبين الدوليين عن مخاوفهم من أن تكون تصريحات ترامب مؤشرًا على تغيّر في نبرة السياسة الأميركية تجاه إيران، أو محاولة لتأجيج الرأي العام تمهيدًا لتحركات غير محسوبة، وقد دعا بعضهم إلى ضرورة أن تتحلى واشنطن بالمسؤولية وأن تتجنب إشارات استفزازية يمكن أن تؤدي إلى انفجار لا يمكن السيطرة عليه.

الصين، من جهتها، وجّهت رسائل غير مباشرة إلى كل من واشنطن وتل أبيب مفادها أن الحلول العسكرية لن تكون مجدية، وأن ما يحدث من تراشق سياسي وإعلامي قد يتحول إلى كابوس أمني يطال الجميع، واعتبرت أن ما هو مطلوب الآن هو تحرك دولي جماعي يجمع بين ضغط سياسي حكيم، ومسارات دبلوماسية واقعية تضمن مصالح شعوب المنطقة وتجنّبها مزيدًا من الدمار.

وفي ختام المؤتمر الصحفي، أعاد المتحدث باسم الخارجية الصينية التأكيد على ضرورة عدم استغلال الأزمات لتحقيق مكاسب سياسية أو انتخابية، في إشارة واضحة إلى توقيت منشور ترامب الذي يتزامن مع تصاعد الجدل الانتخابي في الولايات المتحدة، معتبرًا أن القادة الحقيقيين هم من يُطفئون الحرائق لا من يشعلونها.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار