عقدت الدول الثماني الأعضاء في مجموعة "أوبك بلس"، والتي تضم المملكة العربية السعودية وروسيا والعراق والإمارات والكويت وكازاخستان والجزائر وعُمان، اجتماعًا عبر الاتصال المرئي بتاريخ 31 مايو 2025، لمناقشة مستجدات السوق البترولية العالمية واستعراض الآفاق المستقبلية لها.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار التنسيق المستمر بين الدول المنتجة للنفط، ضمن جهودها المشتركة للحفاظ على استقرار السوق وتحقيق التوازن بين العرض والطلب في ظل التغيرات المستمرة التي تشهدها الساحة الاقتصادية الدولية.
ناقش الاجتماع تطورات الاقتصاد العالمي، حيث أبدى المشاركون تفاؤلًا حذرًا تجاه الآفاق المستقبلية، لا سيما في ظل المؤشرات الإيجابية الحالية مثل انخفاض مستويات المخزونات البترولية العالمية، الأمر الذي يعكس تحسنًا في أداء السوق ويعزز من فرص الحفاظ على استقراره خلال الأشهر المقبلة.
واستنادًا إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه في اجتماع ديسمبر 2024 بشأن الاستعادة التدريجية والمرنة للتعديلات التطوعية السابقة في الإنتاج، والتي بلغت 2.2 مليون برميل يوميًا، قررت الدول الثماني تنفيذ تعديل جديد في مستويات الإنتاج.
وينص التعديل الجديد على زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من يوليو 2025، مقارنة بمستويات الإنتاج المتفق عليها لشهر يونيو من نفس العام، ما يعادل ثلاث زيادات شهرية متتالية.
ويهدف هذا الإجراء إلى التفاعل الإيجابي مع متغيرات السوق بطريقة محسوبة، تضمن التوازن دون التسبب في تقلبات حادة في الأسعار أو الإضرار بمصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء، وأشارت الدول المشاركة إلى أن هذه الزيادات تبقى مرهونة بظروف السوق، حيث يمكن تعديلها أو إيقافها مؤقتًا عند الحاجة، مما يعكس مرونة التحالف في الاستجابة للمتغيرات.
كما جدّدت الدول الأعضاء في "أوبك بلس" التزامها الكامل باتفاق إعلان التعاون، بما في ذلك التعديلات التطوعية الإضافية التي أُعلن عنها خلال الاجتماع الثالث والخمسين للجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج المنعقد في 3 أبريل 2024.
وشددت على أهمية مواصلة جهود التعويض عن الكميات الزائدة في الإنتاج التي تم تسجيلها منذ يناير 2024، وأكدت أنها ستعمل على استكمال التعويض في المدة الزمنية المحددة، التزامًا منها بما تم الاتفاق عليه.
وفي إطار المتابعة الدقيقة لتطورات السوق، ستواصل الدول الأعضاء عقد اجتماعات شهرية لتقييم الأداء ومدى الالتزام بالتعديلات الإنتاجية وخطط التعويض، لضمان السير وفق استراتيجية مدروسة تحافظ على استقرار السوق وتدعم المصالح المشتركة للدول المنتجة.
وقد تقرر عقد الاجتماع المقبل في السادس من يوليو 2025، لمراجعة بيانات السوق واتخاذ قرار بشأن مستويات الإنتاج لشهر أغسطس المقبل، بناءً على الظروف الاقتصادية وسلوك السوق في الفترة القادمة.
ويؤكد هذا التحرك الجماعي من "أوبك بلس" مدى التزام الدول الأعضاء بالحفاظ على استقرار سوق النفط العالمي، وحرصها على التحرك المنسق لضمان استدامة التوازن بين العرض والطلب، في ظل التحديات الاقتصادية والجيوسياسية التي تلقي بظلالها على مشهد الطاقة الدولي.
