في إطار حرص الدولة المصرية المستمر على رعاية مواطنيها في الخارج، وسعيها الدؤوب لحمايتهم وتقديم الدعم الكامل لهم في مختلف الظروف، قامت وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، اليوم الجمعة الموافق 9 مايو، بمتابعة مكثفة لحالة البحارة المصريين المتواجدين على متن السفينة التجارية "1 Petro"، الراسية حاليًا في ميناء "خالد" بإمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
تأكيدًا على النهج المؤسسي للدولة المصرية في سرعة التعامل مع أي موقف يمس حياة أو سلامة مواطنيها، أوفدت القنصلية العامة لجمهورية مصر العربية في دبي، صباح اليوم، ممثلًا رسميًا عنها لزيارة البحارة المصريين على متن السفينة، والاطلاع عن قرب على أوضاعهم المعيشية والصحية، والتأكد من توافر احتياجاتهم الأساسية.
وقد جاءت هذه الزيارة بعد أن شهدت المنطقة تحسنًا في الأحوال الجوية، ما سمح بدخول السفينة إلى ميناء "خالد" بسلام، وذلك بعد جهود مقدّرة من السلطات الإماراتية التي قدمت المساعدة الفنية واللوجستية للسفينة، بالتنسيق مع إدارة الميناء، لتأمين وصولها بشكل آمن.
أعرب ممثل القنصلية العامة المصرية، خلال زيارته، عن خالص الشكر والتقدير لإدارة ميناء "خالد" والسلطات المعنية في إمارة الشارقة، مشيدًا بالموقف الإنساني والتعاون الكامل الذي أبدته الجهات الإماراتية المختلفة في التعامل مع هذه الحالة، وتقديم الدعم اللازم للبحارة المصريين.
وقد شمل الدعم الإماراتي تزويد السفينة بالمؤن الغذائية والاحتياجات الأساسية للطاقم، إلى جانب توفير الظروف الملائمة لضمان استقرار أوضاعهم لحين استكمال الإجراءات القانونية اللازمة.
في سياق متصل، تواصل وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج عبر سفارة مصر في أبوظبي، وقنصليتها العامة في دبي، إجراء التنسيق اللازم مع الجهات الإماراتية المعنية، لمتابعة الوضع القانوني للبحارة المصريين، والوقوف على تفاصيل القضية المتعلقة بالسفينة والظروف التي أدت إلى هذا الوضع، وذلك في إطار احترام القوانين المرعية في دولة الإمارات.
وأكدت مصادر دبلوماسية مصرية أن السلطات المصرية تتابع بدقة كافة التطورات الخاصة بالموقف، وتسعى لضمان حقوق البحارة المصريين، وتوفير الحماية القانونية لهم، بالتعاون مع نظرائها في الجانب الإماراتي الذين أبدوا تعاونًا كبيرًا في هذا الصدد.
تعكس هذه الواقعة بوضوح الدور المحوري الذي تلعبه وزارة الخارجية والهجرة في حماية ورعاية المصريين بالخارج، وهي مهمة ذات أولوية قصوى في أجندة الدولة المصرية، حيث يتم التعامل مع أي موقف إنساني أو قانوني يمس المصريين في الخارج بسرعة وحسم، عبر قنوات دبلوماسية نشطة وشبكة من السفارات والقنصليات المنتشرة حول العالم.
وتسعى الوزارة من خلال تحركاتها المتواصلة إلى توصيل رسالة واضحة مفادها أن كل مواطن مصري بالخارج يجد من دولته ظهيرًا قويًا يدافع عن مصالحه ويقف إلى جانبه في كافة الظروف، مهما كانت تعقيدات الموقف.
ولاقت الخطوة المصرية ترحيبًا واسعًا من جانب أهالي البحارة المصريين، الذين أعربوا عن امتنانهم وسعادتهم بالتحرك السريع للسلطات، مشيدين بالدور الفعال للقنصلية المصرية في دبي، واستجابتها الفورية، كما أكدوا ثقتهم في قدرة الحكومة المصرية على إنهاء الموقف بشكل يحفظ كرامة البحارة ويضمن سلامتهم.
وتؤكد هذه الواقعة مرة أخرى أن التحرك الحكومي المصري لا يقتصر فقط على متابعة الحالات الطارئة، بل يمتد إلى الإشراف القانوني والإنساني على الموقف برمته، بهدف طمأنة أسر البحارة وتوفير الدعم الكامل لهم.
اختتم ممثل القنصلية زيارته برسالة دعم معنوية إلى البحارة، مشددًا على أن الدولة المصرية تقف إلى جانبهم، وتتابع الموقف لحظة بلحظة، حتى يتم تسوية أوضاعهم بما يحفظ كرامتهم وحقوقهم، كما أكد أن السفارة والقنصلية في الإمارات تواصلان العمل المشترك مع الجهات الإماراتية من أجل إنهاء الموقف بما يتماشى مع القوانين ويحافظ على المصالح الإنسانية.
