كريستيانو رونالدو

هل أصبح "رونالدو" هو الأزمة؟.. كواليس "صادمة" تكشف كيف أدت امتيازات "الدون" إلى تفكك غرفة ملابس النصر

كتب بواسطة: محمد وزان |

منذ بداية الصيف الرياضي في الرياض تتردد أصداء حديث خافت عن توتر غامض خلف أبواب نادي النصر، إذ تشير تسريبات صحفية إلى أن أجواء غرفة الملابس لم تعد كما كانت خلال الأشهر القليلة الماضية، وأن الشرارة الأولى انطلقت من تصرفات النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو التي لم ترقَ لذائقة بعض زملائه الشباب.

عندما حط المهاجم الكولومبي جون دوران رحاله في العاصمة السعودية قبل ستة أشهر فقط، كان المشهد مختلفًا تمامًا، اللاعب البالغ من العمر واحدًا وعشرين عامًا قدم من أستون فيلا في صفقة ضخمة قاربت سبعة وسبعين مليون يورو، وجلس على مقاعد النصر باعتباره مشروع رأس حربة للمستقبل وثمرة لتوجه النادي نحو المواهب الصاعدة.
إقرأ ايضاً:وزارة الحج والعمرة توقف 4 شركات عمرة وتغرم أخرى بسبب مخالفات التسكينهل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون "وزيراً"؟.. الإمارات تجيب.. والقرار يدخل حيز التنفيذ في 2026

إلا أن العد التنازلي بدأ من اللحظة التي طُرح فيها ملف تمديد عقد رونالدو على طاولة مجلس الإدارة، فبينما كانت الجماهير تحتفل بربط “صاروخ ماديرا” لموسمين إضافيين، تكاثرت همسات عن امتيازات مبالغ فيها حصل عليها، وتردد أن تلك الامتيازات كسرت توازن غرفة الملابس، وأشعرت الوافدين الجدد بأنهم مجرد كماليات حول نجم واحد.

مصادر مقربة من اللاعب الكولومبي تؤكد أن وكيل أعماله أنجز بالفعل اتفاقًا نهائيًا مع فنربخشة، الرحيل سيكون على سبيل الإعارة لموسم واحد مع أحقية الشراء، وينتظر أن يصدر الإعلان الرسمي خلال أيام قليلة، وهي خطوة لم تكن مطروحة لولا تدهور علاقة دوران بالبيئة الداخلية في النصر.

صحيفة “تليغراف” البريطانية ذهبت أبعد من مجرد نقل أنباء الصفقة، إذ كشفت أن الفوضى في ملف تجديد رونالدو وتمسك الإدارة بكل طلباته المالية والخدمية دفعا دوران إلى رفع راية الاعتراض، وجاءت الرسالة واضحة، لاعب شاب يسعى للتطور لا يريد أن يعيش في ظل ممارسات تمييزية تخل بتكافؤ الفرص.

على الجانب الآخر ذكرت منصة “أل بات” المكسيكية أن اللاعب لم يشتكِ من دقائق اللعب ولا من أسلوب المدرب، بل ركّز على ما وصفه بسلوكيات لا تتسق مع روح الفريق، مشيرة إلى تجاوزات متكررة في مواعيد الحصص التدريبية، واستثناءات في النظام الانضباطي يستفيد منها رونالدو وحده، ما خلق بيئة وجدها دوران مضرة بصحته النفسية.

الأزمة امتدت إلى الممرات الإدارية، فقد أقيل المدير التنفيذي ماجد الجمعان في قرار مفاجئ الشهر الماضي، الرجل خرج بتصريحات لاذعة أكد فيها أن صنع القرار في النادي يجري بصورة غير احترافية، وتوعّد برفع دعاوى قضائية دفاعًا عن سمعته، وهو ما فتح باب التأويل بشأن علاقة إقالته بصفقة رونالدو بالذات.

تداعيات الإقالة انعكست على مدرجات العالمي، إذ شن المشجعون حملة رقمية غاضبة تطالب بتعديل المسار قبل انطلاق الموسم الجديد، مشيرين إلى ضرورة استعادة الانضباط لمنافسة الهلال والاتحاد والأهلي، وحذّر بعضهم من أن بقاء الوضع على حاله قد يحوّل النصر إلى مسرح يرحل عنه النجوم بدل أن يستقطبهم.

تفاصيل العقد الجديد لرونالدو كانت الشرارة الأكثر اشتعالًا، فالتقارير تتحدث عن ثلاثة مائة مليون يورو سنويًا، طائرة خاصة تحت الطلب، نسبة من ملكية النادي، ومكافآت تصل إلى مائة ألف يورو لكل هدف وخمسين ألفًا لكل تمريرة حاسمة، وهي أرقام لم يسبق لها مثيل في المسابقات الآسيوية، بل تكاد تفوق ما يحصل عليه بعض الأندية بأكملها.

مصادر داخلية تكشف أن الجمعان كان من أبرز المعترضين على الصيغة النهائية للعقد، معتبرًا أنها تهدد الاستدامة المالية للنادي وتخلق فجوة نفسية بين رونالدو وزملائه، ويرجح أن تمسكه بموقفه أدى إلى إبعاده، ما عمّق شعور بعض اللاعبين بأن القواعد يمكن أن تُكسر لأجل شخص واحد.

بالنسبة لدوران لم يكن الأمر مجرد أرقام فلكية، بل تداخلًا بين الامتيازات الفنية والإدارية، تسريبات تحدثت عن تدخل اللاعب البرتغالي في مواعيد السفر ونظام الوجبات وحتى طريقة توزيع حقوق الصورة، وهو ما دفع المهاجم الكولومبي إلى الاعتقاد بأن فرصه في النمو باتت محدودة وسط هذه القيود غير المعلنة.

تأثيرات العقد الخرافي لا تتوقف عند حدود جون دوران، فقد أوردت شبكة “سبورت بايبل” البريطانية أن الجناح السنغالي ساديو ماني بدأ يدرس خياراته هو الآخر، معتبرًا أن أي لاعب سيبدو رقمًا هامشيًا إذا استمرت الامتيازات مائلة بهذا الشكل، مما قد يفتح الباب أمام موجة رحيل لا يمكن للنصر تحملها فنيًا ولا جماهيريًا.

وسط هذه العاصفة يلتزم رونالدو الصمت تجاه التقارير، مكتفيًا بنشر صور تدريباته على حساباته في مواقع التواصل، غير أن هدوءه الظاهر لا يلغي حقيقة أن اسمه أصبح محور جدل ممتد، إذ يرى البعض أن أرقامه داخل الملعب تبرر كل التنازلات، بينما يشير آخرون إلى أن كرة القدم لعبة جماعية وأن التفرد لن يولّد سوى الانقسام.

الساعات المقبلة ستكون حاسمة في مستقبل النصر، فالصفقة التركية على وشك الاكتمال، والإدارة مطالبة بإعادة صياغة توازناتها الداخلية سريعًا، وإلا فإن انتقال دوران قد يكون البداية فقط، وعندها ستجد إدارة العالمي نفسها أمام اختبار قاسٍ: كيف تحافظ على بريق رونالدو دون أن تخسر روح الفريق.