لا شك أن صيف 2025 سيشهد تحولات جذرية في أروقة نادي الهلال السعودي، فالفريق الذي اعتاد على حصد الألقاب، يجد نفسه هذا الموسم في موقف غير مألوف، بعدما تبخرت أحلامه في التتويج بلقبي دوري روشن وكأس الملك، وكذلك فشله في حصد دوري أبطال آسيا للنخبة.
هذا التراجع اللافت في الأداء، والذي لم يأتِ على غير المتوقع بالنسبة للمراقبين، يدفع الإدارة الهلالية لإعادة تقييم شاملة للصفوف، ممهدةً الطريق أمام رحيل بعض الأسماء البارزة واستقدام أخرى قد تحمل معها بصيص أمل لعودة "الزعيم" إلى سابق عهده.
وفي خضم هذه التكهنات، يبرز اسم المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش كأحد الركائز التي قد تغادر العاصمة السعودية، الحديث يدور حول إمكانية بيعه، خاصة إذا ما تمكن الهلال من إبرام صفقة النجم النيجيري فيكتور أوسيمين.
لاعب نابولي المعار حاليًا إلى غلطة سراي التركي، هذه الخطوة وإن بدت منطقية للبعض في سياق البحث عن دماء جديدة، إلا أنها أثارت تحذيرات شديدة من مصادر صحفية صربية، التي ترى في التخلي عن ميتروفيتش "خطأً فادحًا" قد يكلف الهلال الكثير.
موقع "in4s" الصربي، وفي تقرير مفصل، حذر بشدة من مغبة التفريط في خدمات المهاجم الهداف، أكد التقرير أن الهلال سيرتكب زلة كبرى إذا ما وافق على رحيل ميتروفيتش، مؤكدًا أن الأهداف تسري في عروق أي مهاجم، وأن ميتروفيتش يمثل تجسيدًا حيًا لهذه الحقيقة.
فمنذ قدومه إلى الهلال، أظهر اللاعب قدراته الفائقة، وأثبت قيمته الحقيقية وأهميته المحورية للفريق، أرقامه تتحدث عن نفسها؛ 18 هدفًا في 22 مباراة بالدوري السعودي هذا الموسم، وهو ما كان من الممكن أن يرتفع أكثر لولا سلسلة الإصابات التي أبعدته عن الملاعب لفترات طويلة.
التقرير الصربي شدد على أن المهاجم النيجيري أوسيمين، الذي تألق هذا الموسم مع غلطة سراي، قد يكون بالفعل "سلعة مطلوبة" في سوق الانتقالات، لكنه يظل في النهاية بديلاً للاعب أثبت بالفعل جدارته وقدم إسهامات لا تقدر بثمن للهلال، إن مجرد التفكير في التخلي عن ميتروفيتش يعد بمثابة مجازفة لا تحمد عقباها، وخطوة غير محسوبة قد تزيد من تعقيد الوضع الفني للفريق في الموسم القادم.
على صعيد آخر، لا تقتصر التغييرات المحتملة على خط الهجوم فقط، بل تمتد لتشمل خط الدفاع، حيث يواجه المدافع الدولي علي البليهي انتقادات حادة بسبب تراجع مستواه بشكل ملحوظ هذا الموسم، سواء مع الهلال أو المنتخب السعودي.
الأرقام لا تكذب؛ البليهي يُصنف كواحد من أسوأ المدافعين في الدوري السعودي، بعدما تصدر قائمة أكثر المدافعين ارتكابًا للأخطاء المباشرة التي تسببت في أهداف، بواقع 3 أخطاء في الدوري السعودي هذا الموسم، و12 خطأ إجمالاً تسببت في أهداف أو محاولات للخصم.
هذه الأخطاء لم تكن مقتصرة على مستوى الأندية فقط، بل امتدت لتطال مشاركات البليهي مع المنتخب السعودي، خاصة في بطولة كأس الخليج الماضية، ففي مباراة السعودية واليمن، يتحمل البليهي جزءًا كبيرًا من مسؤولية الهدف الأول لليمنيين، بسبب فشله في إبعاد كرة عرضية من ركلة ركنية، وظهر ذلك مجددًا في الهدف الثاني الذي أهداه للمنتخب اليمني بتمريرة رأسية خاطئة، كما تكررت أخطاؤه في مباراة عمان، وفي لقاء البحرين، ما أدى إلى استقبال المنتخب السعودي هدفين من أخطاء دفاعية مشتركة كان البليهي طرفًا فيها.
الوضع يزداد سوءًا خارج إطار الدوري والمنتخب؛ ففي لقاء الهلال المرير أمام الاتحاد في كأس خادم الحرمين الشريفين، تسببت أخطاء البليهي في اهتزاز شباك الحارس ياسين بونو عن طريق المهاجم الفرنسي كريم بنزيما، الذي تفوق عليه بوضوح.
يعاني البليهي بشدة من سوء التغطية الدفاعية، وفشله المتواصل في رقابة الخصم داخل منطقة الجزاء، فضلاً عن المساحات الكبيرة التي تظهر خلفه في أغلب مباريات الموسم الحالي، كل هذه العوامل جعلته عرضة لانتقادات لاذعة من النقاد والجماهير على حد سواء، مما يضع علامة استفهام كبيرة حول مستقبله مع "الزعيم".
في النهاية يجد الهلال نفسه أمام مفترق طرق حاسم، التغييرات باتت ضرورة ملحة، ولكنها تحتاج إلى دراسة دقيقة وتخطيط محكم، فبين الحفاظ على ركائز أثبتت جدارتها في السابق، والتخلي عن عناصر تراجعت مستوياتها، يكمن التحدي الأكبر، الإدارة الهلالية مطالبة باتخاذ قرارات حكيمة تضمن عودة الفريق إلى منصات التتويج، وتجنب أي أخطاء قد تزيد من تفاقم الأوضاع، خاصة وأن جماهير "الزعيم" لا تقبل إلا بالصدارة.