عقد مركز البحوث والتواصل المعرفي حلقة نقاش موسعة مع المركز الصيني العربي التابع لجامعة بكين للدراسات الدولية، وذلك في إطار سعي الطرفين إلى تعزيز التعاون المشترك في مجالات التبادل العلمي والثقافي، وتوسيع آفاق الشراكة في ميدان الدراسات الأكاديمية ذات الاهتمام المتبادل بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية.
وجاء اللقاء ليؤكد عمق العلاقات الثقافية بين الجانبين، وحرص المؤسسات الفكرية والعلمية في البلدين على فتح قنوات جديدة للحوار المعرفي وتبادل الخبرات الأكاديمية بما يحقق المصالح المشتركة.
إقرأ ايضاً:بـ"خدعة بسيطة" تبدأ من "البلوتوث".. الكشف عن ثغرة تسمح بالتحكم في "مكابح وتوجيه" سيارتكوزارة الحج والعمرة توقف 4 شركات عمرة وتغرم أخرى بسبب مخالفات التسكين
وتركزت حلقة النقاش على عدد من الموضوعات الحيوية التي تمثل أولوية لدى الطرفين، أبرزها إطلاق مشاريع بحثية مشتركة تُعنى بالقطاعين الثقافي والسياحي في المملكة والصين، إلى جانب تنظيم ندوات ومحاضرات علمية تسهم في تعميق التفاهم المتبادل، وتدعم تطوير البنية التحتية الفكرية للتعاون في تلك المجالات.
كما ناقش الجانبان أهمية تعزيز دور الملتقيات العلمية بوصفها أدوات فعّالة في بناء جسور التواصل الثقافي وتبادل المعرفة بين الأكاديميين والمفكرين من البلدين، وشهد اللقاء توقيع وثيقة تعاون ثنائي بين مركز البحوث والتواصل المعرفي والمركز الصيني العربي، تضمنت حزمة من البنود التي تهدف إلى تعزيز التبادل الأكاديمي والعلمي.
وتشمل الوثيقة مجالات متعددة، من بينها ترجمة الدوريات العلمية ونشرها على المستوى العالمي، بما يتيح للباحثين في المملكة الاطلاع على مسار الدراسات العربية في الجامعات الصينية، ومتابعة تطورها ومناهجها وأساليبها الأكاديمية، كما اتفق الطرفان على إعداد خطة عمل سنوية مشتركة تتضمن محتويات تفصيلية وأهدافًا قابلة للقياس، تعكس التوجه الاستراتيجي للشراكة وتعزز استدامتها.
وتعد هذه الخطوة جزءًا من رؤية أوسع يسعى فيها الطرفان إلى تمكين الكفاءات العلمية في البلدين من العمل سويًا ضمن بيئة أكاديمية متعددة اللغات والثقافات، تُسهم في الارتقاء بالمستوى العلمي للمخرجات البحثية، وتدفع نحو تأسيس قاعدة متينة للتفاهم الحضاري بين الصين والعالم العربي، انطلاقًا من عمق العلاقات التاريخية التي تربط الجانبين، والمصالح الاستراتيجية التي تجمعهما في الوقت الحاضر.
ويُذكر أن المركز الصيني العربي لدراسات التعاون الثقافي والسياحي، التابع لجامعة بكين للدراسات الدولية، تأسس في أغسطس من عام 2023، برعاية مشتركة من وزارة الثقافة والسياحة الصينية، وحكومة بلدية بكين، ويهدف إلى تطوير العلاقات الثقافية والسياحية بين الصين والدول العربية، ودعم التفاهم المشترك من خلال مشروعات أكاديمية وتفاعلات ثقافية متنوعة.
وقد نجح المركز خلال فترة قصيرة في بناء شراكات قوية مع عدد من المؤسسات البحثية العربية، ما جعله منصة رائدة للحوار والتعاون في هذا المجال، ويمثل التعاون بين مركز البحوث والتواصل المعرفي والمركز الصيني العربي خطوة متقدمة نحو ترسيخ دور المؤسسات الأكاديمية في دعم السياسات الثقافية للدول، وتوسيع دوائر التفاعل بين النخب الفكرية، بما يعزز قيم التفاهم والتعايش والسلام بين الشعوب.