صحة الحجاج

تقنية تسبق الزمن: ساعة ذكية ترصد جلطة قلبية وتُنقذ حياة حاجة

كتب بواسطة: سوسن شرف |

في تجربة طبية استثنائية تُجسّد تكامل التقنية مع الرعاية الصحية، تمكنت مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة مكة المكرمة من إنقاذ حاجة مغربية من مضاعفات جلطة قلبية حادة خلال أدائها مناسك الحج، بفضل نظام المتابعة الافتراضية وتقنية الساعة الذكية.

وبحسب بيان تجمع مكة الصحي، فإن الحاجة وصلت في وقت سابق إلى المدينة الطبية وهي تعاني من أمراض مزمنة تشمل ارتفاع ضغط الدم وداء السكري، بالإضافة إلى أعراض جلطة قلبية، حيث خضعت بشكل عاجل لقسطرة قلبية ناجحة جرى خلالها تركيب دعامة دوائية في الشريان الأمامي النازل.
إقرأ ايضاً:الأخضر يستعيد الشنقيطي.. وتحضيرات مغلقة استعدادًا لأستراليابعد رسالته الغامضة.. رونالدو ينهي الجدل حول مشاركته في المونديال

وفي إطار التمكين الرقمي الذي تنتهجه وزارة الصحة، تم تزويد المريضة بساعة ذكية مرتبطة بمنظومة مستشفى الصحة الافتراضي، لمراقبة حالتها الصحية عن بُعد خلال أدائها للمناسك.

وفي صباح اليوم، وبينما كانت الحاجة تؤدي شعائر الحج في مشعر منى، أطلقت الساعة الذكية تنبيهات فورية إثر رصد مؤشرات غير طبيعية في معدل ضربات القلب، تزامنًا مع شعورها بآلام في الصدر، مما استدعى تدخلاً عاجلًا.

وقد باشر فريق المتابعة الافتراضية الحالة على الفور، ووجّه الحاجة إلى مستشفى منى الجسر، حيث تم تقييم وضعها الصحي وتنويمها مؤقتًا لمراقبتها، إلى أن استقرت حالتها، وأُعيد تنسيق خروجها بخطة علاجية ومتابعة مستمرة.

وأكد تجمع مكة أن التجربة تُعد نموذجًا رائدًا في توظيف التحول الرقمي في منظومة الحج الصحية، موضحًا أن خدمة الساعة الذكية أسهمت بشكل مباشر في إنقاذ حياة المريضة، بفضل رصد مبكر وتفاعل فوري، دون الحاجة إلى انتظار أعراض متأخرة أو تدخل تقليدي.

كما نوّه البيان بالدور الحيوي الذي قام به فريق التمريض في مدينة الملك عبدالله الطبية، والذي ساهم بكفاءة عالية في المتابعة الدقيقة وتنفيذ خطة الرعاية الذكية.

ويعكس هذا النموذج المتقدّم، وفق التجمع، نجاح وزارة الصحة في تبني حلول الرعاية الذكية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، ويضع سلامة الحاج في مقدّمة الأولويات، عبر أحدث ما توصلت إليه التقنيات الطبية عالميًا.

وتُعتبر هذه التجربة إحدى أبرز قصص النجاح في دمج التكنولوجيا الحديثة مع الرعاية الطبية التقليدية، حيث أثبتت الأجهزة القابلة للارتداء مثل الساعة الذكية جدواها في الكشف المبكر عن الحالات الحرجة، مما يسرع من الاستجابة الطبية ويقلل من المضاعفات الصحية.

ويُعد نظام المتابعة الافتراضية جزءًا من مشروع وطني واسع لتعزيز الرعاية الصحية عن بُعد، يهدف إلى توسيع نطاق الخدمات الطبية وتوفيرها في الوقت المناسب، خاصة في الظروف التي تستوجب سرعة التعامل مثل موسم الحج الذي يشهد توافد ملايين الحجاج.

وأشار المتحدث الرسمي لتجمع مكة الصحي إلى أن استخدام التقنية الرقمية في مراقبة الحالات الطبية الحادة يعزز من قدرة الفرق الصحية على اتخاذ القرارات السريعة والفعالة، مع تقليل الحاجة إلى التنقل المكثف بين المرافق الصحية، ما يخدم راحة الحاج ويخفف الضغط على المنشآت.

كما يعكس هذا الإنجاز اهتمام وزارة الصحة بتطبيق رؤية المملكة 2030 التي تركز على تطوير البنية التحتية الصحية الرقمية، وتبني حلول مبتكرة ترتقي بمستوى جودة الخدمات الصحية، وتوفر بيئة آمنة للحجاج من مختلف الجنسيات.

وشدد التجمع على أهمية تدريب الكوادر الطبية والفنية على التعامل مع الأجهزة والتقنيات الحديثة، لضمان استمرارية تقديم الخدمات بجودة عالية، ولتمكين الفرق من إدارة الحالات الطارئة بكفاءة ضمن منظومة صحية متكاملة.

وتشهد مدينة الملك عبدالله الطبية تطورًا مستمرًا في خدماتها الرقمية، حيث يتم تحديث أنظمة المتابعة والرصد الطبي بشكل دوري، مع دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الصحية ودعم اتخاذ القرار السريري، ما يرفع من مستوى الرعاية المقدمة.

وقد أعربت المريضة وأسرتها عن امتنانهم العميق للفريق الطبي والتقني على رعايتهم المتواصلة، مؤكدين أن وجود التكنولوجيا الذكية إلى جانب الطاقم الطبي كان له الدور الأكبر في تجاوز الأزمة الصحية بأمان.

ويتابع تجمع مكة الصحي تنفيذ عدة مبادرات أخرى ضمن منظومة الحج الرقمية، تشمل تطبيقات الهاتف المحمول، والعيادات الافتراضية، وأنظمة الطوارئ الذكية، وذلك لضمان تقديم خدمات صحية متكاملة لكل حاج في المشاعر المقدسة.

وفي إطار دعم الجهود الطبية، تواصل الجهات الصحية استعداداتها لاستقبال الحجاج عبر تجهيز مراكز الطوارئ وأقسام العناية المركزة، مع تعزيز الخدمات الرقمية لتكون عنصرًا مساعدًا في تحسين جودة وسرعة الاستجابة الطبية خلال موسم الحج.