النفط يرتفع مع تأجيل الرسوم

النفط يصعد بينما الذهب يتراجع بعد القرار الأمريكي

كتب بواسطة: تميم بدر |

استهلت أسعار النفط تداولات الأسبوع في الأسواق الآسيوية بارتفاع ملحوظ، مدعومة بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمديد مهلة المفاوضات التجارية مع الاتحاد الأوروبي حتى 9 يوليو، مما خفف من مخاوف تباطؤ الطلب العالمي على الوقود، حيث صعدت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.6% أو 37 سنتًا إلى 65.15 دولارًا للبرميل، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنفس النسبة، أو 34 سنتًا، ليصل إلى 61.87 دولارًا للبرميل، وفقًا لبيانات بورصة سنغافورة، في ظل تفاؤل الأسواق بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري يجنب الاقتصاد العالمي صدمات جديدة، مما عزز الثقة في استقرار الطلب على النفط.

جاء هذا الارتفاع بعد إعلان ترامب، عقب محادثات مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، عن تأجيل فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الواردات الأوروبية، وهو القرار الذي خفف الضغوط على الأسواق العالمية، حيث أشار المحلل الاقتصادي ستيفن إينيس من "أكسي كورب" إلى أن هذا التأجيل يعزز التوقعات بزيادة الطلب على النفط في الأسواق الأوروبية، خاصة في قطاعات النقل والصناعة، كما أن تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.3% إلى 98.813 جعل النفط أكثر جاذبية للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى، مما دعم الاتجاه الصعودي في الأسعار خلال التعاملات المبكرة.

تأتي هذه التطورات في ظل تقلبات مستمرة في أسواق الطاقة، حيث تأثرت أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة بتهديدات الرسوم الجمركية التي أثارت مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي، وأوضحت شركة "جولدمان ساكس" في تقرير حديث أن استقرار الأسعار الحالي قد يكون مؤقتًا، مع توقعات بارتفاع الطلب في النصف الثاني من 2025 بسبب زيادة النشاط الصناعي في آسيا وأوروبا، كما دعمت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التفاؤل، حيث أظهرت تراجعًا في مخزونات النفط الأمريكية بنسبة 1.2% الأسبوع الماضي، مما يشير إلى طلب قوي على الخام في أكبر اقتصاد عالمي.

على الجانب الآخر، تأثرت أسواق السلع الأخرى بشكل متباين، حيث تراجعت أسعار الذهب بنسبة 0.5% إلى 3339.13 دولارًا للأونصة، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.8% إلى 1000.83 دولارًا، ويعكس هذا التباين استجابة الأسواق للتطورات التجارية، حيث يستفيد النفط من تحسن التوقعات الاقتصادية، بينما يفقد الذهب بعض جاذبيته كملاذ آمن، وأشار خبراء من "مورغان ستانلي" إلى أن استمرار المفاوضات التجارية دون تصعيد قد يدعم أسعار النفط على المدى القريب، خاصة مع توقعات بزيادة استهلاك الوقود في موسم الصيف الأوروبي والآسيوي.

يترقب المتداولون الآن بيانات إضافية حول إنتاج النفط من منظمة أوبك، بالإضافة إلى تقرير الوظائف الأمريكية القادم، لتقييم اتجاهات الطلب العالمي، ومع استمرار التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتأثير العقوبات على إمدادات النفط من إيران وفنزويلا، يظل السوق حساسًا لأي تطورات جديدة، ويرى المحللون أن قرارات ترامب المستقبلية، خاصة إذا فشلت المفاوضات مع أوروبا، قد تؤدي إلى تقلبات حادة في أسعار النفط، مما يجعل الأسابيع القادمة حاسمة لتحديد مسار السوق، وسط آمال باستقرار اقتصادي يدعم الطلب على الطاقة.