لاجامي

بعد خروجه من النصر... لاجامي يُجدد طموحه مع الهلال

كتب بواسطة: رولا نادر |

اختار المدافع السعودي علي لاجامي فتح صفحة جديدة في مسيرته الكروية، بعدما أنهى ارتباطه بنادي النصر وانتقل إلى الهلال في صفقة انتقال حر، كأولى صفقات “الزعيم” استعداداً للميركاتو الصيفي المقبل، وهذا التحول المفاجئ جاء بعد أسابيع من الغموض والتردد، حيث كشفت مصادر مطلعة أن لاجامي لم يلق استجابة فعلية من إدارة النصر بشأن تجديد عقده، رغم إبدائه رغبة واضحة في الاستمرار بقميص الفريق العاصمي.

العرض الذي قدمه النصر للاعب الدولي اصطدم باستياء الأخير، إذ فوجئ بتخفيض في القيمة المالية بنسبة 25% مقارنة بعقده السابق، ما اعتبره تراجعاً عن التقدير الذي يليق بمكانته كلاعب أساسي وذو تجربة طويلة في الدوري السعودي، وعبر لاجامي عن امتعاضه من طريقة التعامل معه، لا سيما أنه لم يكن ضمن أولويات النادي للموسم المقبل بحسب ما رشح من داخل الإدارة الفنية، لكنه رغم ذلك منح مسؤولي النصر فرصة لإعادة النظر في العرض ومحاولة الوصول إلى تسوية تحفظ للطرفين استمرارية العلاقة، وهو ما لم يحدث.

قرار اللاعب بالانتقال إلى الهلال لم يكن عاطفياً، بل مبنياً على قراءة موضوعية للمعطيات المتاحة، لا سيما أن “الزعيم” قدم عرضاً مالياً أكثر سخاءً، بالإضافة إلى مشروع رياضي متكامل يتضمن مشاركات قارية ودولية، أبرزها كأس العالم للأندية، وكشفت مصادر أن لاجامي سيحصل على 70 مليون ريال سعودي طوال مدة العقد الممتد لأربع سنوات، ما يعكس حجم الرهان الذي وضعته إدارة الهلال على إمكانات اللاعب.

إعلان التعاقد مع لاجامي جاء من خلال الحساب الرسمي لنادي الهلال على منصة "X"، في رسالة حملت أكثر من دلالة، أهمها أن إدارة النادي تسعى لحسم صفقاتها مبكراً، في إطار استعدادها للموسم المقبل وتحديداً للمنافسة في مونديال الأندية، الذي يعوّل عليه الهلال كثيراً ليكون منصة لإعادة التأكيد على مكانته القارية والعالمية.

المفاجأة أن اللاعب، الذي دخل الفترة الحرة منذ مطلع الشهر الجاري، تلقى كذلك عرضاً من النادي الأهلي الذي أبدى اهتماماً جاداً بضمه، لكنه فضل عرض الهلال، مستنداً إلى اعتبارات رياضية ومالية، وتؤكد مصادر أن العرض الهلالي كان الأكثر إقناعاً من حيث الاستقرار الفني والمنافسات القوية التي تنتظر الفريق، بالإضافة إلى الطموح الكبير الذي يتبناه النادي تحت إدارة فهد بن نافل.

ويُعد علي لاجامي (29 عاماً) من أبرز المدافعين في دوري روشن للمحترفين، حيث تميز بثبات مستواه وصلابته الدفاعية منذ بداياته مع الخليج، قبل أن ينتقل إلى الفتح، ومنه إلى النصر في صيف 2020، حيث أثبت جدارته بسرعة وفرض نفسه كعنصر أساسي في تشكيلة الفريق، وخلال سنواته مع النصر، شارك في عدد من البطولات المحلية والقارية، مقدماً أداءً نال إشادة المحللين والمتابعين.

التحاق لاجامي بصفوف الهلال يأتي في وقت يشهد فيه النادي إعادة بناء دفاعه استعداداً للاستحقاقات القادمة، لا سيما أن المدرب الفني للفريق يرى في اللاعب إضافة نوعية تسهم في تعزيز المنظومة الدفاعية، كما يُرتقب أن يكون له دور كبير في التشكيلة الأساسية، ليس فقط بسبب خبرته، بل أيضاً لتأقلمه السريع مع الضغط الجماهيري واللعب في البطولات الكبرى.

وتعكس هذه الصفقة طبيعة المنافسة الشرسة بين الأندية السعودية الكبرى، التي تسعى كل منها إلى دعم صفوفها بأفضل العناصر الوطنية، في ظل سوق انتقالات مشتعلة تسبق انطلاق الموسم الجديد، وفيما يستعد لاجامي لخوض تجربة جديدة بقميص الهلال، يبقى السؤال مطروحاً حول مدى تأثير هذه الصفقة على النصر، لا سيما في ظل رحيل أحد أعمدته الدفاعية دون تعويض معلن حتى الآن.