فتح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الباب أمام مفاجآت كروية كبيرة، بإعلانه رسميًا الأربعاء عن السماح بصفقات انتقال استثنائية قبل انطلاق بطولة كأس العالم للأندية المقبلة، المقررة في الولايات المتحدة في يونيو المقبل، والقرار الذي يشمل الفرق الـ32 المشاركة في البطولة أثار موجة من التكهنات حول تحركات محتملة لنجوم كبار في عالم الكرة، وعلى رأسهم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي قد يجد نفسه على أرض أميركية بعقد قصير الأجل مع أحد الأندية المشاركة.
فيفا أكد أن جميع الاتحادات الوطنية العشرين التي تنتمي إليها الأندية المشاركة وافقت على فتح نوافذ تسجيل استثنائية، تسمح بإبرام صفقات جديدة قبل انطلاق البطولة، وتهدف هذه الخطوة، وفقًا لبيان الفيفا، إلى منح الأندية مرونة في ضم لاعبين انتهت عقودهم أو هم بصدد الانتهاء، بما يضمن مشاركة الأسماء الكبيرة ويعزز من الحضور التنافسي في هذه البطولة العالمية المرتقبة.
الهيئة الدولية أوضحت أن نافذتين للتسجيل ستكونان متاحتين أمام الأندية، الأولى من 1 إلى 10 يونيو، والثانية بين 27 يونيو و3 يوليو، وهي مواعيد تتزامن مع نهاية عقود عدد من أبرز نجوم الكرة العالمية، وبهذا، فتحت البطولة الباب أمام تغييرات غير مسبوقة في تشكيلات الفرق المشاركة، مع إمكانية دخول أسماء جديدة من العيار الثقيل على غرار رونالدو، الذي تنتهي مشاركته مع نادي النصر السعودي هذا الموسم دون أن يحجز بطاقة للبطولة.
عدم تأهل نادي النصر السعودي للبطولة بسبب فشله في تحقيق لقب دوري أبطال آسيا في الفترة بين 2021 و2024، دفع العديد من وسائل الإعلام إلى طرح تساؤلات حول مستقبل رونالدو، وإمكانية انتقاله مؤقتًا لأحد الأندية المتأهلة، خاصة في ظل التسهيلات المقدمة من فيفا، والسيناريو الأكثر جاذبية هو إمكانية مشاهدته في مواجهة مرتقبة مع غريمه التقليدي ليونيل ميسي، الذي يقود نادي إنتر ميامي الأميركي، المشارك في البطولة كممثل للبلد المضيف.
وتجدد اللقاء بين ميسي ورونالدو سيكون الأول من نوعه منذ كأس العالم قطر 2022، وهو ما يضفي بُعدًا استثنائيًا على البطولة، ويرفع سقف التوقعات الجماهيرية حول مستوى المنافسة والحضور الجماهيري، وفي المقابل، لا تزال الأحاديث الصحفية تربط رونالدو بعدد من الأندية المتأهلة، مثل الهلال السعودي، وبالميراس البرازيلي، وحتى الوداد المغربي، على الرغم من العقوبة المفروضة على الأخير من قبل فيفا والتي تمنعه من التعاقدات مؤقتًا.
من جهة أخرى، يبقى ترينت ألكسندر أرنولد أحد أبرز الأسماء المطروحة بقوة في فترة التسجيل الجديدة، حيث ينتهي عقده مع ليفربول في 30 يونيو المقبل، وتشير التقارير إلى اقترابه من الانتقال إلى ريال مدريد الإسباني، الذي يبحث عن دعم صفوفه قبل انطلاق البطولة، مستغلًا عدم تأهل ليفربول للمشاركة هذا العام، ما يعزز فرص عقد الصفقة قبل الموعد الرسمي.
وكان فيفا قد وجّه دعوة خاصة لنادي إنتر ميامي الأميركي للمشاركة في البطولة، كونه ممثل الدولة المستضيفة، ورغم خروجه من تصفيات كأس الدوري الأميركي، فإن الفريق يتمتع بحق تمثيل الولايات المتحدة، ويعد من أبرز الأندية الجاذبة جماهيريًا بفضل وجود ميسي ضمن صفوفه، مما يمنح البطولة بعدًا ترفيهيًا ورياضيًا مضاعفًا.
مع كل هذه التطورات، يبدو أن كأس العالم للأندية بنسختها المقبلة ستكون منصة لأحداث غير مسبوقة، سواء على صعيد انتقالات النجوم أو التحديات الرياضية، وإذا ما انتقل رونالدو بالفعل بعقد قصير الأجل، فإن البطولة ستحظى بمتابعة غير عادية، خاصة في حال جمعته القرعة بإنتر ميامي في مواجهة تحمل طابع "كلاسيكو العصر" بين اثنين من أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم.
وبينما يترقب عشاق الساحرة المستديرة هذا الحدث الكبير، تواصل الصحف العالمية رصد أي تطورات تتعلق بصفقات اللحظات الأخيرة، لا سيما ما قد يكون منها مفاجئًا أو استثنائيًا، ومع اقتراب موعد انطلاق البطولة في 14 يونيو، يبدو أن الأسابيع القليلة القادمة ستكون حبلى بالأخبار الساخنة، والتحولات الدراماتيكية في مسار عدد من كبار النجوم.
