استقبل الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، وفدًا رفيع المستوى من مجموعة "برجيل الطبية" برئاسة الدكتور شمشير فاياليل، رئيس مجلس الإدارة، في إطار خطة وزارة الصحة لتعزيز الشراكات الدولية وتطوير المنظومة الصحية الوطنية بما يواكب التطورات العالمية ويرتقي بجودة الخدمات الطبية المقدمة للمواطن المصري.
ويأتي هذا اللقاء تأكيدًا على التزام الحكومة المصرية بتشجيع الاستثمارات الصحية، ودعم المبادرات الهادفة إلى تحسين أداء القطاعات الحيوية في الدولة، وعلى رأسها القطاع الصحي الذي يحظى بأولوية قصوى في برامج الإصلاح والتحديث.
وفي مستهل اللقاء، رحب الدكتور عبدالغفار بوفد مجموعة برجيل، مشيدًا بتجربة المجموعة في مجالات الطب والرعاية الصحية بدولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط، ولفت إلى التطور الملحوظ الذي تشهده منظومة الصحة المصرية، والدور المحوري الذي تؤديه الشراكات الاستراتيجية مع الكيانات الدولية في تسريع وتيرة التحديث والارتقاء بالخدمات.
وأشار الوزير إلى أن اللقاء يأتي ضمن سلسلة من المشاورات التي تجريها الوزارة مع مؤسسات دولية متخصصة، بهدف فتح آفاق جديدة للاستثمار الطبي وتبادل الخبرات في مجالات حيوية تشمل زراعة الأعضاء، تدريب الكوادر، تطوير البنية التحتية للمستشفيات، والاستفادة من أحدث التقنيات العلاجية والرقمية.
من جانبه، أوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، أن اللقاء تناول أبرز ملفات التعاون بين الجانبين، وفي مقدمتها تقديم برنامج متكامل لزراعة خلايا نخاع العظام (BMT) في مصر، وذلك وفقًا لأعلى المعايير والبروتوكولات الدولية، بالتعاون مع معهد برجيل للسرطان.
ويشمل هذا التعاون تقديم الدعم الفني والتدريبي لكوادر وحدة زراعة النخاع، بما في ذلك الأطباء والتمريض وفنيي المعامل والخدمات الداعمة، لكلا من حالات البالغين والأطفال، كما يشمل التدريب المتخصص للعاملين في مجال الأورام الإشعاعية، باستخدام أحدث تقنيات العلاج مثل الجراحة الإشعاعية التجسيمية (SRS) ونظام BrainLab.
أضاف عبدالغفار أن الوزارة تعمل مع مجموعة برجيل على وضع استراتيجية متكاملة لخفض قوائم انتظار مرضى زراعة نخاع العظام، وذلك من خلال دعم القدرات البشرية، وتوفير المعدات والتقنيات المطلوبة، وتحسين إجراءات التشخيص والتسجيل، مما يضمن تسريع وتيرة العلاج وتقديم الرعاية المناسبة في الوقت المناسب.
كما سيتم التعاون في إنشاء سجل وطني للمتبرعين بالخلايا الجذعية، لتسهيل الوصول إلى المتطابقين وإجراء الزراعة في الحالات الحرجة، بما يسهم في إنقاذ الأرواح وتحسين فرص الشفاء.
وأوضح المتحدث الرسمي أن البرنامج المشترك يتضمن أيضًا إنشاء برنامج تدريبي متخصص في تمريض الأورام لمدة عام كامل، بالتعاون بين وزارة الصحة وأمانة المراكز الطبية المتخصصة من جهة، ومدينة برجيل الطبية من جهة أخرى، ولفت إلى أنه سيتم تأهيل ممرضين وممرضات على أعلى مستوى، مع التركيز على احتياجات مرضى الأورام وتطبيق أحدث البروتوكولات التمريضية.
كما يشمل التعاون تدريب الكوادر المصرية في مدينة برجيل الطبية، من خلال دورات تعليم حضوري وعن بعد، تغطي موضوعات مثل المعمل الجزيئي، علم الأمراض الجزيئي، علم الأمراض الرقمي، والتقنيات الإشعاعية الدقيقة، مع منح شهادات معتمدة بعد إتمام البرامج التدريبية.
وتهدف هذه البرامج إلى تعزيز الاعتماد المحلي والدولي في التخصصات الدقيقة، وخاصة في معهد برجيل للسرطان، بما يدعم تكامل الخدمات ويزيد من جاهزية الكوادر الطبية المصرية لمواكبة النظم الصحية العالمية.
تناول اللقاء أيضًا تعزيز التعاون في مجال السياحة العلاجية، من خلال إنشاء شراكة بين أمانة المراكز الطبية المتخصصة في مصر، ومعهد برجيل للسرطان، بهدف تحسين إمكانية الوصول لعلاج الأورام في قارة أفريقيا. كما ناقش الجانبان آلية تأسيس شراكة بحثية متخصصة تركز على العلاجات المبتكرة، خاصة علاج الخلايا التائية CAR-T، والتي تمثل ثورة في مواجهة العديد من الأورام الدموية والمعقدة.
ويستهدف البرنامج البحثي المشترك إجراء التجارب السريرية وتطوير البروتوكولات العلاجية الحديثة، إلى جانب تدريب الأطباء المصريين على تطبيق هذه التقنيات، مع توسيع نطاق التعاون البحثي في مجالات أمراض الدم والأورام.
حضر اللقاء عدد من قيادات وزارة الصحة، من بينهم الدكتور محمد فوزي مستشار الوزير للأشعة، والدكتور عمرو رشيد رئيس هيئة الإسعاف المصرية، والدكتورة مها إبراهيم رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة، إلى جانب عدد من المعنيين بالعلاقات الدولية والتعاون البحثي، في دلالة واضحة على أهمية هذه الشراكة وتعدد محاورها الفنية والطبية والبحثية.