دخلت إدارة نادي الهلال السعودي في مواجهة غير مباشرة مع لاعبها الشاب مصعب الجوير، بعد أن أبدى الأخير رغبته في العودة إلى الفريق الأول بشرط واضح وصريح، وهو ضمان مشاركته أساسيًا في الموسم المقبل، الأمر الذي قوبل برفض قاطع من الإدارة الزرقاء، وسط حالة من الترقب لمصير اللاعب في سوق الانتقالات الصيفية الجارية.
وكشفت مصادر مطلعة أن الجوير اشترط بشكل صريح أن تتضمن عودته إلى الفريق الهلالي منحه فرصة حقيقية في التشكيل الأساسي، معتبرًا أن استمراره في دكة البدلاء أو غيابه عن حسابات الجهاز الفني لن يخدم مستقبله الكروي، خصوصًا بعد موسم كامل قضاه في صفوف نادي الشباب على سبيل الإعارة.
إقرأ ايضاً:
مفاجأة سارة .. تحديثات نوعية على تطبيق حساب المواطن تغيّر تجربة المستفيدين بالكاملعاجل| بيان رسمي يحسم الجدل حول لون البنزين في السعودية ويكشف الحقيقة الكاملةلكن إدارة الهلال أكدت، وفقًا لتلك المصادر، أن حسم مثل هذه الأمور هو من صلاحيات المدير الفني الجديد سيموني إنزاغي، مشددة على أن مشاركة اللاعبين لا تُمنح بالضمانات، بل تُنتزع من خلال الجاهزية والمنافسة داخل أرض الملعب، وهو ما رفضت على أساسه إدراج أي بند يضمن المشاركة في التشكيلة الأساسية ضمن عقد الجوير.
هذا الرد الصارم من إدارة الهلال وضع الجوير أمام خيارات صعبة، خاصة أن رغبته في إثبات ذاته باتت أولوية لديه بعد تجربة الإعارة، التي حملت في طياتها العديد من التحديات الفنية، وأتاحت له فرصة أكبر للمشاركة واستعادة جزء من مستواه، إلا أن مستقبله مع "الزعيم" لا يزال غامضًا في ظل هذه التعقيدات.
وفي المقابل، أبدى نادي الشباب رغبة واضحة في شراء عقد الجوير بشكل نهائي، بعد أن قدّم مستويات لافتة بقميص الليث الأبيض خلال فترة الإعارة، حيث ساهم في عدة مباريات وكان ضمن التشكيلة الأساسية في عدد من اللقاءات، الأمر الذي شجع الإدارة الشبابية على دراسة خيار التعاقد الكامل مع اللاعب خلال الصيف الجاري.
ولا تزال إدارة الهلال متريثة في اتخاذ قرار نهائي بشأن مستقبل اللاعب، إذ تسعى لموازنة الأمور بين مصلحة النادي وتطلعات اللاعب، خاصة مع وجود عدد كبير من اللاعبين في مركز الوسط، مما يجعل المنافسة على الأماكن الأساسية أكثر صعوبة، وبالتالي يصعب تقديم ضمانات لأي لاعب، حتى وإن كان من أبناء النادي.
ويعد مصعب الجوير أحد أبرز خريجي أكاديمية الهلال في السنوات الأخيرة، وقد نال اهتمامًا إعلاميًا وجماهيريًا واسعًا في بداياته، نظرًا لما يملكه من إمكانيات فنية واعدة، لكن مسيرته تعرضت لتذبذبات بسبب قلة مشاركاته مع الفريق الأول، وهو ما دفع الإدارة لإعارته بحثًا عن فرص أكثر للعب.
ويمر نادي الهلال حاليًا بمرحلة إعادة هيكلة تحت قيادة المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي، الذي تعاقد معه النادي في إطار خطة شاملة لإعادة ترتيب الصفوف الفنية قبل بداية الموسم الجديد، مما يعني أن كل لاعب سيكون تحت التقييم الفني دون النظر إلى الأسماء أو الخلفيات السابقة.
ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة مزيدًا من التفاوض بين الجوير وإدارة الهلال، في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة، سواء عبر التجديد المشروط، أو التوجه نحو خيار الإعارة لموسم آخر، وربما البيع النهائي في حال وُجد العرض المناسب من الناحية المالية والفنية.
وقد انقسمت الجماهير الهلالية بدورها بشأن هذا الملف، فبينما يرى البعض أن الجوير يحق له المطالبة بضمانات في ظل تطلعه لتثبيت نفسه كلاعب أساسي، يرى آخرون أن فرض مثل هذه الشروط يقوض من مبدأ التنافسية داخل الفريق، ويُضعف هيبة الجهاز الفني، الذي يجب أن يملك القرار النهائي بعيدًا عن أي ضغوط خارجية.
وتأتي هذه الأزمة في وقت حساس، إذ يستعد الهلال لخوض منافسات الموسم المقبل بكل قوة، بعد موسم شهد تتويجه بلقب الدوري، وتسجيله حضورًا قويًا في البطولات المحلية والقارية، الأمر الذي يفرض على الإدارة الحفاظ على استقرار الفريق وتجنب أي صراعات داخلية قد تؤثر على التركيز العام.
يُذكر أن سوق الانتقالات الصيفية الجاري يشهد نشاطًا متزايدًا من قبل الأندية السعودية، التي تسعى لتعزيز صفوفها استعدادًا لموسم حافل بالاستحقاقات، وسط دعم قوي من الجهات الرياضية في إطار رؤية المملكة 2030، ما يزيد من سخونة المنافسة على اللاعبين المحليين، خصوصًا الموهوبين منهم.
ويرى بعض المراقبين أن ملف الجوير يمثل اختبارًا مبكرًا لإدارة إنزاغي في التعامل مع اللاعبين الشباب، خصوصًا أن الهلال بات بحاجة ماسة لإعادة دمج المواهب الشابة ضمن صفوف الفريق الأول، بما يحقق التوازن بين النجوم الدوليين واللاعبين المحليين الصاعدين.
فمصير الجوير إذًا لا يزال مفتوحًا على كل الاحتمالات، وقد تُحسم الأمور في أي لحظة بناءً على مواقف الأطراف الثلاثة، وهي اللاعب، وإدارة الهلال، ونادي الشباب، حيث تتقاطع المصالح وتتباين التوجهات، وسط اهتمام إعلامي متزايد بمآلات هذه القصة المثيرة.
ومع دخول الفترة الحرة من الصيف، تتسابق الأندية في حسم صفقاتها، بينما يترقب عشاق الهلال حسم ملف الجوير سريعًا، سواء بالاستمرار أو الرحيل، على أن يتم الأمر بما يخدم مصلحة النادي ولا يُضعف روح التماسك داخل غرفة الملابس.
وفي حال انتقال الجوير نهائيًا إلى الشباب أو غيره من الأندية، فإن الهلال سيكون أمام تحدي الحفاظ على مواهبه الشابة، والعمل على إدماجهم تدريجيًا في منظومة الفريق الأول، منعًا لتكرار سيناريو فقدان المواهب نتيجة لقلة الفرص.