نادي النصر السعودي.

إدارة النصر تتحرك بسرية لحسم ملف حساس .. هل ينجح في تأمين مقعده الآسيوي؟

كتب بواسطة: تميم بدر |

في خطوة أثارت اهتمام الأوساط الرياضية والجماهير النصراوية على حد سواء، كشفت مصادر مقربة من نادي النصر أن الإدارة تتجه رسميًا إلى رفع خطاب قانوني إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بهدف تأكيد أحقية الفريق بالمشاركة في دوري أبطال آسيا للنخبة، وذلك استنادًا إلى المركز الثالث الذي حققه الفريق في ترتيب دوري روشن السعودي خلال الموسم الماضي.

ويأتي هذا التحرك بعد جدل واسع في الشارع الرياضي حول آلية التأهل للنسخة الجديدة من البطولة القارية، والتي أقرت مؤخرًا معايير فنية وتنظيمية جديدة للفرق المشاركة، مما جعل بعض الأندية في حالة ترقب لتحديد فرصها في نيل مقعد ضمن نخبة الكرة الآسيوية، في ظل اشتراطات أكثر صرامة تتعلق بالتصنيف والترتيب المحلي، إضافة إلى الجوانب الإدارية والمالية.

إقرأ ايضاً:

برامج إثرائية متخصصة في جامعة طيبة تفتح آفاق الابتكار أمام الطلبة الموهوبينالمرور السعودي يوضح شروط استخدام الزائرين للرخص الدولية داخل السعودية

وبحسب الإعلامي الرياضي عبدالرحمن الفريح، فإن إدارة النصر ترى أن المركز الثالث في دوري روشن السعودي يؤهل الفريق مباشرة إلى البطولة، استنادًا إلى ما تم الإعلان عنه سابقًا من لوائح المشاركة، والتي تمنح أندية المراكز الثلاثة الأولى فرصة التمثيل في البطولة القارية بالنظام الجديد، وهو ما تحاول الإدارة النصراوية توثيقه رسميًا عبر المخاطبات القانونية مع الجهات المعنية.

وكان النصر قد أنهى موسمه المحلي في المركز الثالث خلف الهلال والاتحاد، بعد موسم شهد تنافسًا حادًا على الصدارة، وسط أداء قوي للفريق بقيادة عدد من نجومه المحليين والدوليين، وعلى رأسهم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي ساهم في بروز الفريق كأحد أقوى الأندية في المنطقة خلال العامين الأخيرين.

وتمثل مشاركة النصر في دوري أبطال آسيا للنخبة أهمية خاصة للنادي، سواء من حيث البعد التنافسي أو من حيث تعزيز الحضور القاري، خصوصًا أن النسخة القادمة من البطولة تستهدف رفع مستوى المنافسة في القارة، عبر حصر المشاركة على الأندية صاحبة الأداء المتميز والنظام المؤسسي المتكامل، وهو ما يجعل إثبات الأهلية القانونية ضرورة لضمان المقعد.

وتسعى إدارة النصر من خلال هذه الخطوة إلى تجنب أي تعقيدات محتملة قد تؤثر على حظوظ الفريق في المشاركة، خاصة في ظل ما يُثار من نقاشات حول اعتماد الاتحاد الآسيوي على معايير إضافية بخلاف الترتيب المحلي، مثل التراخيص القارية، والمعايير الإدارية والمالية، والالتزام باللوائح التنظيمية الجديدة للبطولة.

وقد أبدت الجماهير النصراوية تفاعلًا واسعًا مع هذا التوجه، حيث عبّرت عبر مختلف المنصات عن دعمها الكامل لإدارة النادي في سعيها لحماية حقوق الفريق، والمطالبة بما تراه استحقاقًا طبيعيًا نظير الجهد الكبير الذي بُذل طوال الموسم، وخصوصًا أن النصر يعتبر من أبرز الأندية السعودية المشاركة آسيويًا خلال السنوات الماضية.

ومن المتوقع أن يحظى هذا التحرك باهتمام من الاتحاد الآسيوي، لا سيما مع بدء الاستعدادات المبكرة للبطولة المقبلة، والتي يُنتظر أن تشهد تنظيمًا أكثر دقة ومشاركة أقل عددًا من النسخ السابقة، بما يتيح فرصًا أكبر للتنافس بين النخبة، ويعزز مكانة الأندية الآسيوية في البطولات العالمية.

ويُعرف عن النصر اهتمامه الدائم بالمشاركة القارية، إذ يحمل تاريخًا حافلًا في البطولات الآسيوية، وكان أول نادٍ سعودي يمثل القارة في كأس العالم للأندية عام 2000، مما يجعله يتمتع بسمعة قوية ووزن تاريخي يدعم موقفه أمام الاتحاد القاري في مثل هذه الحالات.

وتأتي هذه الخطوة أيضًا في سياق الاستعداد المبكر للموسم المقبل، حيث تعمل الإدارة على تدعيم صفوف الفريق بعناصر محلية وأجنبية جديدة، إلى جانب تعزيز الجوانب الفنية والإدارية، بما يتواءم مع متطلبات الموسم الآسيوي، حال تأكيد مشاركة الفريق في دوري النخبة.

ولم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من الاتحاد الآسيوي بشأن هذا الخطاب المنتظر من إدارة النصر، إلا أن مراقبين يتوقعون أن تثير هذه الخطوة ردود فعل متباينة من بعض الأندية المنافسة التي تسعى هي الأخرى لنيل بطاقة المشاركة، مما قد يفتح الباب أمام نقاشات قانونية وفنية أوسع في الأسابيع المقبلة.

ويرى محللون رياضيون أن توجه إدارة النصر لتقديم خطاب رسمي يعكس احترافية في التعامل مع ملفات البطولات القارية، حيث تسعى إلى تحصين موقف النادي مسبقًا، وعدم ترك الأمور للتقديرات أو التأويلات، خاصة في ظل الحراك المتسارع في خريطة البطولات الآسيوية.

وتُعد البطولة المقبلة لدوري أبطال آسيا للنخبة هي النسخة الأولى التي تُقام تحت النظام الجديد، والذي يعكس توجه الاتحاد القاري لرفع مستوى البطولة فنيًا وتنظيميًا، ويجعل منها منصة لتأهيل الأندية الآسيوية نحو المنافسات العالمية مثل كأس العالم للأندية بنظامها الموسع.

ومع اقتراب موعد إعلان قائمة الأندية المشاركة في البطولة، تتزايد الترقبات بين الجماهير السعودية والآسيوية على حد سواء، لمتابعة تفاصيل القبول النهائي للأندية المتأهلة، خاصة في ظل التغيرات الكبيرة التي طرأت على معايير المشاركة وآلية التصنيف.

وفي هذا السياق، تعوّل إدارة النصر على سجل النادي الحافل محليًا وقاريًا، إضافة إلى استقرار الجهاز الفني والإداري، كعوامل تدعم طلبها بالمشاركة في البطولة، بما يعكس صورة قوية عن تمسك النادي بموقعه ضمن نخبة الكرة الآسيوية.

ويترقب جمهور النصر الإعلان الرسمي من إدارة النادي بشأن الخطاب، كما ينتظر الجميع رد الاتحاد الآسيوي وتفسيره الرسمي لشروط المشاركة، في ظل اهتمام متزايد بمتابعة مستجدات البطولة المقبلة، التي قد تشهد مشاركة محدودة من أندية غرب آسيا مقارنة بالنسخ السابقة.