تشهد الأيام المقبلة تطورًا مهمًا بشأن مستقبل المدافع الإسباني إيميريك لابورت مع نادي النصر السعودي، وذلك بعد ورود تقارير تؤكد اقتراب اللاعب من عقد اجتماع مصيري مع المدير الفني الجديد للفريق، البرتغالي جورجي جيسوس، لتحديد ما إذا كان سيواصل مشواره مع الفريق أو سيفتح الباب أمام عودته إلى أوروبا.
وأكدت مصادر مطلعة على الوضع داخل نادي النصر أن الاجتماع المرتقب بين لابورت وجيسوس يأتي في وقت حساس، إذ يسعى الجهاز الفني الجديد إلى تقييم جميع العناصر الأجنبية الموجودة حاليًا، من أجل رسم ملامح التشكيلة التي سيعتمد عليها في الموسم المقبل، والتي ينتظر أن تكون مدعومة بأسماء تملك الخبرة والجاهزية المطلوبة.
إقرأ ايضاً:
مفاجأة سارة .. تحديثات نوعية على تطبيق حساب المواطن تغيّر تجربة المستفيدين بالكاملعاجل| بيان رسمي يحسم الجدل حول لون البنزين في السعودية ويكشف الحقيقة الكاملةولم تحسم إدارة نادي النصر بعد بشكل رسمي موقفها من لابورت، إلا أن الحديث المتصاعد في الصحافة الإسبانية والسعودية عن إمكانية رحيله بات يشكل محور نقاش واسع في الأوساط الرياضية، خصوصًا بعد أن ألمحت بعض التقارير إلى رغبة اللاعب في العودة إلى صفوف ناديه السابق أتلتيك بلباو.
ويُعد لابورت من أبرز الأسماء التي انضمت إلى الدوري السعودي الموسم الماضي، حيث وقّع مع النصر قادمًا من مانشستر سيتي الإنجليزي في صفقة لقيت اهتمامًا كبيرًا، وارتبطت بموجة التعاقدات الضخمة التي قامت بها الأندية السعودية ضمن خطة تطوير الدوري ورفع مستواه التنافسي.
وشارك لابورت في عدد من المباريات المهمة مع النصر خلال موسمه الأول، حيث أظهر مستوى جيدًا في خط الدفاع، وإن كانت بعض الإصابات قد أثرت على استمراريته في بعض الفترات، كما عانى الفريق بشكل عام من تقلبات فنية أثّرت على نتائج الموسم الماضي.
وبينما لم يصدر أي تصريح رسمي من لابورت حول مستقبله حتى الآن، إلا أن بعض المصادر أشارت إلى أنه يشعر بعدم الارتياح الكامل منذ وصوله إلى السعودية، ويرغب في استعادة أجواء اللعب في الدوريات الأوروبية التي اعتاد عليها، خاصة مع تلقيه إشارات ترحيب من ناديه السابق بلباو.
ويأتي هذا التحرك من لابورت في وقت تسعى فيه إدارة النصر إلى تدعيم صفوف الفريق بلاعبين جدد استعدادًا لموسم مزدحم بالبطولات المحلية والقارية، ما يدفعها إلى مراجعة ملفات بعض المحترفين الحاليين، وعلى رأسهم لابورت الذي يعتبر أحد أعلى اللاعبين أجرًا في الفريق.
وبدأ المدرب جورجي جيسوس بدوره مرحلة تقييم شاملة للفريق منذ وصوله، وطلب عقد اجتماعات فردية مع بعض اللاعبين الأجانب للوقوف على جاهزيتهم البدنية والفنية، وهو ما يفسر تحديد موعد للاجتماع مع لابورت لمناقشة مستقبله بشكل مباشر وشفاف.
وتشير المعطيات الحالية إلى أن إدارة النصر لا تمانع دراسة عروض الرحيل إذا كانت تتناسب مع التوقعات المالية، خاصة أن النادي يسعى لإحداث توازن بين الإنفاق الكبير والتخطيط طويل المدى، وهو ما يجعل مصير لابورت معلقًا بنتائج الاجتماع المقبل مع الجهاز الفني.
ومن جانبه، لا يخفي نادي أتلتيك بلباو الإسباني اهتمامه بإعادة لابورت إلى صفوفه، حيث سبق وأن لعب هناك لسنوات طويلة قبل أن ينتقل إلى مانشستر سيتي، ويمتلك علاقات قوية داخل النادي الإسباني الذي قد يرى فيه خيارًا مثاليًا لتعزيز دفاعاته في الموسم الجديد.
ومع اقتراب انطلاق الموسم الكروي الجديد، تسابق إدارة النصر الزمن لحسم جميع الملفات المتعلقة باللاعبين الأجانب، خاصة في ظل تحديد عدد المسموح بقيدهم، وهو ما يفرض ضرورة اتخاذ قرارات مبكرة تتعلق ببقاء أو مغادرة بعض الأسماء، بما فيهم لابورت.
ورغم كل هذه الأحاديث، لا يزال اللاعب ملتزمًا بتدريبات الفريق، وشارك في التحضيرات الأولية استعدادًا للمعسكر الخارجي، مما يدل على أن الأمور لا تزال مفتوحة، وأن القرار النهائي سيتوقف على نتائج الاجتماع مع جيسوس ورؤية الجهاز الفني لمدى حاجة الفريق إليه.
ويأمل جمهور النصر في استقرار التشكيلة مبكرًا، لتفادي التخبطات التي حدثت في بعض الفترات الموسم الماضي، حيث لعبت التغييرات الكثيرة في التشكيل دورًا في عدم تحقيق الانسجام المطلوب بين الخطوط الثلاثة، وخاصة في منظومة الدفاع التي يُعد لابورت عنصرًا رئيسيًا فيها.
وسيكون الملف المالي كذلك عنصرًا حاسمًا في تحديد مستقبل اللاعب، إذ أن العروض الأوروبية غالبًا ما تكون أقل قيمة من العقود المقدمة في السعودية، مما يجعل موافقة لابورت على العودة مرهونة بتقديم تنازلات مالية، وهو ما قد يؤثر على قراره النهائي.
وتتجه الأنظار خلال الأيام المقبلة إلى مقر معسكر النصر لمتابعة نتائج الاجتماع الحاسم، والذي سيتقرر على ضوئه ما إذا كان لابورت سيواصل تمثيل الفريق في الموسم الجديد أو سيغادر لخوض تحدٍ جديد خارج أسوار الدوري السعودي.
وفي حال قرر النصر التخلي عن لابورت، سيكون على الإدارة التحرك بسرعة لتعويضه بلاعب يتمتع بخبرة دولية مشابهة، وقادر على الانسجام سريعًا مع بقية عناصر الفريق، لا سيما أن الخط الخلفي يتطلب مستوى عالٍ من التفاهم بين عناصره لضمان استقرار الأداء.
ومع بقاء أسابيع قليلة فقط على إغلاق نافذة الانتقالات، تزداد وتيرة التكهنات حول مصير العديد من اللاعبين، إلا أن لابورت يبقى من أبرز الأسماء التي تترقب الجماهير موقفها النهائي، لما له من وزن فني داخل الفريق، وللضجة الإعلامية التي رافقت قدومه إلى النصر.