رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي.

تجربة العمرة تتغير .. الذكاء الاصطناعي في خدمة الزائرين

كتب بواسطة: رانية كريم |

في إطار جهودها المتواصلة لتعزيز جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، أعلنت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي عن إطلاق خطة موسم العمرة لعام 1447هـ، خلال حفل رسمي أقيم في مقر الرئاسة بمكة المكرمة، وسط اهتمام واسع من المختصين وممثلي الجهات الشريكة، وذلك بهدف تهيئة أجواء روحانية وتعبدية مثالية للمعتمرين والزائرين من داخل المملكة وخارجها.

وأوضح معالي رئيس الشؤون الدينية الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أن الخطة الجديدة جاءت لتكون نقلة نوعية في خدمة المعتمرين، عبر تعزيز مكامن القوة في منظومة العمرة، وإعلاء قيمة المعتمر والعناية باحتياجاته، سواء من حيث التنظيم أو الخدمات أو التجربة الروحية، في ظل الاهتمام المتزايد بتعظيم شعار “خدمة المعتمر شرف وعبادة”.
إقرأ ايضاً:قرارات ملكية تعيد تشكيل خارطة التنمية في حائل وتزج برجال الأعمال في قلب القرارحساب المواطن يُفاجئ المستفيدين بإعلان نتائج دورة يوليو.. تحقق فوراً من أهليتك واستعد للدعم الجديد!

وأشار معاليه إلى أن الخطة التشغيلية لموسم العمرة ستمتد على مدى ثمانية أشهر متواصلة، تنقسم إلى ثلاث مراحل متتابعة، تبدأ مع تدفق المعتمرين وتستمر حتى نهاية شهر شعبان 1447هـ، على أن يليها مباشرة تنفيذ خطة شهر رمضان المبارك، بما يعكس الاستعداد المبكر والتخطيط المسبق لمواسم الحرمين الشريفين.

وتعتمد الخطة الجديدة على محور رئيس يتمثل في “إثراء تجربة القاصدين”، من خلال توفير منظومة متكاملة من البرامج الإيمانية والثقافية والإرشادية، إلى جانب الاستثمار في المسارات الذكية التي تعزز الأثر الروحي للزوار والمعتمرين، في المسجد الحرام والمسجد النبوي، على حد سواء، بما ينسجم مع تطلعات القيادة الرشيدة في تطوير منظومة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.

وأكد الشيخ السديس أن العمل داخل الرئاسة لا يتوقف على مدار العام، بل يشهد تطورًا مستمرًا يواكب احتياجات الحرمين، ويستهدف توفير بيئة آمنة وملهمة تؤدي إلى تعظيم أثر الرحلة الإيمانية لدى القاصدين، وإيصال رسالة الحرمين الوسطية إلى العالم، وترسيخ قيم التسامح والاعتدال في نفوس الزوار من مختلف الجنسيات والثقافات.

ومن أبرز ملامح الخطة الجديدة إدراج حزم إثرائية متنوعة تشمل دروسًا ومحاضرات علمية وتوجيهية، يقدمها أصحاب المعالي والفضيلة من هيئة كبار العلماء، إلى جانب نخبة من مدرسي المسجد الحرام والمسجد النبوي، لتلبية الحاجات العلمية والروحية للمعتمرين وتعزيز وعيهم الشرعي والفقهي.

كما تتضمن الخطة تدشين برامج ميدانية ومبادرات نوعية تهدف إلى تسهيل أداء النسك عبر تطبيق أعلى معايير الجودة والإتقان، وإدخال مفاهيم جديدة مثل رقمنة البرامج الدينية، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم المعلومات والإرشاد داخل ساحات الحرمين بلغات متعددة، ما يسهل تواصل المعتمرين مع محتوى موجه وميسر بلغة يفهمونها.

وأعلنت الرئاسة أن من بين المبادرات الكبرى المدرجة في الخطة تدشين “أضخم برنامج للإهداءات الدينية”، وهو مشروع يستهدف توزيع ملايين المواد المطبوعة والرقمية التي تتضمن رسائل إيمانية ومعلومات توجيهية، تُقدم بأساليب مبتكرة، تجمع بين المضمون الديني الراقي والتقنيات الحديثة التي تسهّل الاستفادة منها.

وتأتي هذه الجهود في وقت تشهد فيه المملكة تزايدًا في أعداد المعتمرين القادمين من مختلف دول العالم، وهو ما يتطلب تعزيز البنية التنظيمية واللوجستية، وتكثيف الجهود التوعوية والإرشادية، بهدف تمكين ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم بطمأنينة ويسر، وسط بيئة روحانية عالية الجودة.

وترتكز الخطة الجديدة على مبدأ التكامل والتنسيق مع منظومة الجهات الحكومية العاملة في قطاع العمرة، وشركاء النجاح من مختلف القطاعات، بهدف توحيد الجهود وتفادي الازدواجية، بما يضمن تقديم تجربة موحدة ومتناسقة للقاصدين، انطلاقًا من المطار وحتى أداء المناسك وعودتهم.

وأكد معالي رئيس الشؤون الدينية أن الخطة تتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي وضعت في صميم أولوياتها الارتقاء بخدمات الحرمين الشريفين، وتيسير تجربة العمرة لتكون نموذجًا عالميًا في التنظيم والانسيابية، وإبراز الصورة الحضارية للمملكة في خدمة ضيوف الرحمن.

وفي الوقت الذي يتم فيه العمل على رقمنة معظم الخدمات الإثرائية، تواصل الرئاسة تطوير تطبيقاتها الإلكترونية، وتوسيع قنوات التواصل المباشر مع المعتمرين والزوار، من خلال فرق متخصصة تعمل على مدار الساعة لتلقي الملاحظات والاستفسارات والاستجابة الفورية لها.

كما تتضمن الخطة مواكبة الأحداث والظروف الآنية، بما في ذلك الجوانب الصحية والأمنية والتنظيمية، عبر برامج مرنة قابلة للتحديث والتطوير وفق الحاجة، مما يعزز من جاهزية الرئاسة للتعامل مع كافة السيناريوهات خلال موسم العمرة، ويضمن استمرار انسيابية الأداء بأعلى كفاءة.

وأشادت شخصيات دينية ومجتمعية بالخطة الجديدة، معتبرين أنها خطوة شجاعة تعكس تحولًا استراتيجيًا في مفهوم خدمة المعتمرين، من خلال التركيز على التجربة الكلية وليس فقط الجوانب التنظيمية، وهو ما يعكس نضج العمل المؤسسي داخل رئاسة الشؤون الدينية.

ومن المتوقع أن يكون لهذا البرنامج تأثير مباشر في تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة لدى ضيوفها من المسلمين حول العالم، الذين يشيدون باستمرار بالتطور الكبير في مستوى الخدمات والتنظيم والتقنيات المستخدمة داخل الحرمين الشريفين.

وتؤكد هذه المبادرة أن خدمة ضيوف الرحمن لا تزال تحظى بالأولوية المطلقة لدى الدولة، وأن جميع الجهات تعمل بتناغم لخدمة هذه الرسالة العظيمة، التي شكّلت دومًا أحد أركان الهوية الوطنية والسياسات الحكومية في المملكة.

ويترقب المتابعون انطلاق التطبيق الفعلي لبنود الخطة خلال الأسابيع القادمة، وسط تفاؤل واسع بتحقيق نقلة نوعية في تجربة العمرة لهذا العام، تواكب حجم الطموحات والتطلعات التي رسمتها القيادة لخدمة الحرمين الشريفين وزوارهما.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار