في أمسية كروية مثيرة، استطاع نادي النصر السعودي أن يحقق فوزًا مهمًا على ضيفه الخليج بهدفين دون مقابل، في اللقاء الذي جرى مساء الأربعاء 21 مايو/ أيار، ضمن منافسات الجولة الثالثة والثلاثين من دوري روشن لموسم 2024-25، والمباراة التي استضافها ملعب "الأول بارك" جاءت في توقيت حرج للنصر، الذي يسعى جاهدًا لتحسين موقعه في جدول الترتيب قبل نهاية الموسم والفريق الأصفر أظهر رغبة واضحة في السيطرة منذ الدقائق الأولى، واستطاع ترجمة هذه السيطرة إلى فرص تهديفية حقيقية، أبرزها ركلتا جزاء شكلتا علامة فارقة في نتيجة اللقاء.
الركلة الأولى جاءت لصالح النصر بعد تدخل واضح في منطقة الجزاء، ليتقدم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لتنفيذها بثقة، لكنه فشل في تحويلها إلى هدف بعد أن ارتطمت تسديدته بالقائم، مهدرة بذلك فرصة افتتاح التسجيل مبكرًا، إلا أن الفريق لم يتأثر نفسيًا بهذا الإخفاق، واستمر في ضغطه الهجومي، حتى جاء الفرج عن طريق الكولومبي جون دوران الذي استغل تمريرة متقنة وأسكن الكرة في الشباك، واضعًا فريقه في المقدمة.
في الشوط الثاني، واصل النصر فرض أسلوبه، وتمكن من الحصول على ركلة جزاء ثانية بعد تدخل آخر من دفاع الخليج، وتقدم رونالدو مجددًا، وهذه المرة لم يخطئ الطريق، إذ سدد الكرة بقوة ودقة داخل الشباك، مضاعفًا النتيجة ومؤكدًا فوز فريقه، ومعوضًا إهداره السابق والهدف رفع رصيد النجم البرتغالي إلى 24 هدفًا في الدوري هذا الموسم، ليواصل تصدره لقائمة الهدافين بفارق ثلاث أهداف عن أقرب منافسيه.
هذا الفوز لم يكن فقط انتصارًا في النتيجة، بل كان تأكيدًا على القيمة التكتيكية لركلات الجزاء في موسم شهد عددًا لافتًا منها لصالح النصر، فقد حصل الفريق على 13 ركلة جزاء في دوري روشن، ترجم 12 منها إلى أهداف، وهو أعلى رقم بين الفرق المنافسة وهذه الأرقام تؤكد الدور الكبير الذي لعبته ركلات الجزاء في الحصيلة التهديفية للفريق، والتي وصلت إلى 76 هدفًا حتى الآن، مما يعكس القوة الهجومية التي يتمتع بها "العالمي".
أما فيما يخص باقي الفرق، فيأتي الأهلي ثانيًا من حيث عدد ركلات الجزاء المُحتسبة (10)، وقد تمكن من تحويلها جميعًا إلى أهداف، واللاعب الأبرز في هذا الجانب كان الإنجليزي إيفان توني الذي سجل 8 أهداف من هذه الركلات، ليحل في المركز الثاني في ترتيب الهدافين، إلى جانب المغربي عبد الرزاق حمد الله والفرنسي كريم بنزيما، وكلاهما يملك نفس الرصيد (21 هدفًا) ويظهر من هذا الترتيب تأثير الكرات الثابتة على حسم سباق الهدافين.
فريق الشباب شارك الأهلي في عدد ركلات الجزاء المحتسبة، لكنه سجل 8 منها فقط، فيما أهدر اثنتين، والنجم المغربي عبد الرزاق حمد الله كان المسؤول عن تنفيذ جميع ركلات الشباب بنجاح، مضيفًا المزيد إلى سجله التهديفي، في حين جاء الفتح في المرتبة الرابعة بحصوله على 9 ركلات جزاء، تلاه نادي الخلود (8 ركلات)، بينما تساوت فرق الهلال والاتحاد وضمك في رصيد الركلات (7 لكل منها).
وعلى صعيد الفرق التي استقبلت أكبر عدد من ركلات الجزاء، يتصدر كل من العروبة والفيحاء القائمة بواقع 10 ركلات على كل فريق، يليه الأخدود بـ9، ثم الخلود بـ8، ففريق الخليج بـ7، فيما تعرضت فرق مثل الوحدة والاتفاق والشباب لست ركلات جزاء ضدها خلال الموسم.
أما النصر، فقد احتُسبت ضده أربع ركلات فقط، وهو نفس العدد الذي سُجل على الأهلي والقادسية وفي المقابل، يُعد الاتحاد الفريق الأقل تعرضًا لركلات الجزاء هذا الموسم، حيث احتُسبت عليه ثلاث فقط، ما يعكس صلابته الدفاعية والاتحاد أيضًا كان قد حسم اللقب رسميًا قبل جولتين من نهاية البطولة، مبتعدًا بفارق تسع نقاط عن الهلال الوصيف، بينما جاء القادسية ثالثًا والنصر رابعًا بفارق نقطة.
رغم خسارته للقب، يبدو النصر مصممًا على إنهاء الموسم بقوة، خاصة مع التألق اللافت لقائده كريستيانو رونالدو الذي يتصدر المشهد تهديفيًا، ويُسهم في إبقاء الفريق ضمن دائرة المنافسة في مختلف المسابقات ومع بقاء جولة واحدة فقط، تظل الأنظار موجهة نحو صراع الهدافين والتصنيفات النهائية.