الهيئة العامة لشؤون الحرمين

الهيئة العامة لشؤون الحرمين: خدمات هندسية تضمن راحة الحجاج في كل زاوية

كتب بواسطة: محمد وزان |

تواصل الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جهودها المكثفة في خدمة ضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام 1446هـ، من خلال منظومة متكاملة من التسهيلات والخدمات التشغيلية التي تسعى إلى رفع جودة تجربة الحجاج، وضمان تنقلهم بانسيابية داخل أروقة الحرم المكي وساحاته، ويأتي هذا ضمن خطة شاملة تنفذها الهيئة لتيسير أداء الشعائر بكل سلاسة، مستندة إلى بنية تحتية متقدمة، تم تصميمها وتطويرها بعناية لتتناسب مع الأعداد الضخمة من القاصدين إلى بيت الله الحرام.

من أبرز المكونات التي تعتمد عليها الهيئة لضمان تدفق الحشود بسلاسة، منظومة السلالم والمصاعد الكهربائية التي تمثل عنصرًا حيويًا في إدارة حركة الزوار، حيث أُعدّت هذه المنظومة بعناية فائقة لتخدم أكثر من 200 ألف شخص في الساعة الواحدة، ما يعد رقمًا هائلًا يعكس حجم التحدي، ويبرز في الوقت ذاته حجم الاستعدادات التي تم وضعها موضع التنفيذ لتيسير رحلة الحاج في أطهر بقاع الأرض.

وقد تم توزيع ما يزيد عن 220 سلمًا كهربائيًا في مواقع استراتيجية داخل المسجد الحرام، بما يضمن تغطية شاملة للمناطق التي تشهد عادةً كثافة مرتفعة في أعداد الزوار وتشمل هذه التوزيعات التوسعة السعودية الثانية التي تضم 56 سلمًا، والمسعى الذي يتصدر القائمة بـ122 سلمًا كهربائيًا، إضافة إلى 14 سلمًا في دورات المياه، و20 سلمًا عند مداخل الحرم عبر نفق السوق الصغير وتعمل جميع هذه السلالم بكفاءة عالية على مدار الساعة، بفضل برامج تشغيلية متكاملة تُراعي مختلف الظروف، خاصة خلال ذروة موسم الحج.

إلى جانب السلالم، تم توفير 29 مصعدًا كهربائيًا موزعة بين مختلف مرافق الحرم، حيث يحظى المسعى بنصيب الأسد بـ9 مصاعد، بينما تحتوي التوسعة السعودية الثانية على 4 مصاعد، وتنتشر 5 مصاعد إضافية في دورات المياه، و4 أخرى في بدروم الساحات ونفق السوق الصغير، كما تشمل هذه المنظومة 7 مصاعد أخرى في المباني التشغيلية للمسجد الحرام، ما يعزز من سهولة الوصول إلى مختلف الطوابق والمرافق الحيوية، خاصة لكبار السن وذوي الإعاقة.

هذا الاهتمام بالمنظومة التشغيلية لا يقتصر على توفير الأجهزة، بل يشمل أيضًا صيانتها وضمان جاهزيتها القصوى، حيث تولي الهيئة أهمية قصوى للصيانة الدورية لتلك المرافق وتتم عمليات الصيانة وفق جداول زمنية مدروسة تضمن عدم تعطل أي من المصاعد أو السلالم خلال أوقات الذروة، كما يتم تزويدها بأحدث أنظمة الأمان والسلامة التي تمنع الحوادث، وتراعي الظروف الصحية والبيئية، مما يعكس حرص الهيئة على توفير أقصى درجات الأمان لضيوف الرحمن.

وتحرص الفرق الهندسية والفنية على متابعة الأداء اللحظي لهذه الأنظمة، باستخدام تقنيات الرصد والمتابعة الذكية، التي تتيح سرعة الاستجابة لأي خلل محتمل، كما تقوم الفرق الميدانية بجولات تفتيشية على مدار الساعة، للتأكد من عمل هذه الأنظمة بسلاسة ووفق أعلى المعايير الدولية في مجال النقل داخل المنشآت العملاقة، ما يعزز من ثقة الحجاج وزوار بيت الله الحرام في جاهزية الحرم المكي لاستقبالهم.

وتأتي هذه الجهود ضمن حزمة أوسع من الخدمات الذكية والميدانية التي تقدمها الهيئة، في إطار خطة متكاملة لموسم الحج، تستند إلى سنوات من الخبرة والإدارة المرورية للحشود، والتي تهدف إلى تحقيق راحة الحاج والزائر، وضمان أداء مناسكهم في بيئة آمنة وميسرة، وتمثل المصاعد والسلالم الكهربائية جزءًا محوريًا من هذا المشهد، لما لها من دور في اختصار الزمن والمسافة، والحد من التكدس في المواقع الحيوية مثل المسعى والمطاف.

إن الإنجازات التشغيلية التي تحققها الهيئة عامًا بعد عام تؤكد نجاح المنهج السعودي في إدارة الحشود وتنظيم المشاعر المقدسة، حيث يجتمع التنظيم الهندسي الدقيق مع الرؤية الإنسانية في تقديم الخدمات، لتُرسي المملكة نموذجًا عالميًا في رعاية ضيوف الرحمن ويظل هذا التطوير المستمر شاهدًا على التزام المملكة برسالتها الكبرى تجاه خدمة الحرمين الشريفين، وتيسير سبل العبادة لملايين المسلمين من كل بقاع الأرض.