نادي ريال مدريد

نجم الدوري الإسباني يقترب من ارتداء قميص ريال مدريد في الموسم المقبل

كتب بواسطة: احمد قحطان |

ريال مدريد النادي العريق صاحب الطموحات المتجددة، بدأ التحرك بجدية نحو صفقة قد تكون من أبرز تحركاته في سوق الانتقالات الصيفية المقبلة، حيث وجه أنظاره إلى المدافع الإسباني الشاب جون أرامبورو لاعب ريال سوسيداد الشاب البالغ من العمر 22 عامًا خطف الأنظار هذا الموسم بأدائه اللافت، واستطاع أن يفرض نفسه في التشكيلة الأساسية للنادي الباسكي.

ما يميّز أرامبورو ليس فقط مهارته الدفاعية في مركز الظهير الأيمن، بل قدرته المذهلة على التأقلم في أكثر من مركز دفاعي، وهو ما جذب اهتمام كارلو أنشيلوتي الباحث عن مرونة تكتيكية ودعم مستدام لخط دفاعه.

اهتمام ريال مدريد بهذا اللاعب الشاب لا يأتي من فراغ بل من تحليل دقيق لمستواه الفني والبدني خلال الموسم الحالي، إذ حافظ على استقرار أدائه في معظم المباريات وظهر بشخصية قوية وهدوء غير معتاد في هذا العمر، وهي صفات نادرة في مدافع صاعد أرامبورو برز أيضًا في مواجهاته ضد كبار الليغا، حيث أظهر قدرة على مجاراة المهاجمين المهاريين وفرض شخصيته على الجبهة اليمنى، هذه المعطيات جعلته من أولويات ريال مدريد خاصة مع الحاجة لتجديد الدماء في الدفاع في ظل تقدم بعض اللاعبين في العمر والبحث عن عناصر شابة تواكب النسق العالي للمنافسات المحلية والقارية.

على الرغم من هذا الاهتمام الجدي إلا أن التعاقد مع أرامبورو لن يكون سهلًا، فقد جدد مؤخرًا عقده مع ريال سوسيداد حتى عام 2030، ما يعني أن النادي الباسكي يمتلك أفضلية قوية في التفاوض، العقد الجديد يتضمن شرطًا جزائيًا يُقدر بين 58 و60 مليون يورو وهي قيمة تعكس مدى ثقة سوسيداد في موهبة اللاعب وحرصه على الحفاظ عليه أطول فترة ممكنة، ومع ذلك فإن ريال مدريد لديه الإمكانيات والقدرة المالية لإتمام الصفقة في حال اقتنع الجهاز الفني بأن اللاعب يستحق هذا الاستثمار، وهو ما يبدو مرجحًا في ظل تقارير تؤكد رغبة أنشيلوتي الشخصية في ضم أرامبورو.

عوامل أخرى تعزز من فرص إتمام الصفقة منها رغبة اللاعب نفسه في ارتداء قميص ريال مدريد، وهو الحلم الذي يراود أي لاعب في الليغا أرامبورو يدرك تمامًا أن الانتقال إلى نادٍ بحجم ريال مدريد يعني القفز إلى مستوى آخر من النجومية، والمنافسة على الألقاب الكبرى محليًا وأوروبيًا.

ومن جانبه أبدى وكلاء أعمال اللاعب استعدادًا للاستماع إلى العرض في حال قدم النادي الملكي عرضًا رسميًا، ما يفتح الباب أمام مفاوضات قد تبدأ بعد نهاية الموسم مباشرة، وقبل انشغال الأندية في البطولات الدولية مثل كأس أمم أوروبا.

الصفقة تحمل بُعدًا استراتيجيًا كبيرًا لريال مدريد، إذ تسير ضمن خطة النادي بعيدة المدى لبناء فريق قادر على المنافسة لسنوات قادمة، ومع تزايد اعتماد الأندية الكبرى على اللاعبين الشباب الذين يجمعون بين الجودة والقدرة على التطور، فإن أرامبورو يظهر كحل مثالي، خصوصًا في ظل قدرته على شغل أكثر من مركز وتقديم حلول متنوعة للمدرب، سواء في خط دفاع مكون من أربعة لاعبين أو نظام ثلاثي يعتمد على الأظهرة المتقدمة.

ومن جهة أخرى فإن الصفقة تمثل اختبارًا لقدرة ريال مدريد على مواصلة الهيمنة على سوق اللاعبين المحليين، حيث اعتاد النادي عبر تاريخه على اقتناص أفضل المواهب من الليغا، وتحويلهم إلى نجوم عالميين تحت سقف "البرنابيو"، الجماهير تتابع هذا التطور بحماس، وتنتظر أن ترى إن كان أرامبورو سيكون الخليفة الجديد لنجوم مثل كارفاخال أو مارسيلو الذين صنعوا المجد في مركز الظهير.