أكد استشاري الأمراض الصدرية الدكتور صالح الدماس على أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية في فترات التقلبات الجوية والعواصف الرملية، مشددًا على أن الحماية من تأثيرات الغبار لا تقتصر على فئة عمرية معينة، بل تشمل الجميع من الكبار والصغار، لكون التعرض للعوالق الترابية قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، خاصة لمن يعانون من أمراض الجهاز التنفسي.
كما أوضح الدكتور الدماس في تصريح له عبر قناة "الإخبارية"، أن أبرز سبل الوقاية تكمن في البقاء داخل المنازل قدر الإمكان خلال موجات الغبار، مع ضرورة إغلاق النوافذ والأبواب بإحكام لمنع تسرب الغبار إلى الداخل، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة البسيطة تُعد خط الدفاع الأول لتقليل استنشاق الجزيئات الضارة التي تحملها الرياح المحملة بالأتربة.
وأشار إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الربو أو الحساسية الصدرية أو أمراض الرئة المزمنة هم الأكثر عرضة للتأثر سلبًا بهذه الظروف المناخية، لافتًا إلى أن استنشاق الغبار قد يؤدي إلى تهيج القصبات الهوائية، وتفاقم الأعراض التنفسية، مثل السعال وضيق التنفس وصفير الصدر.
وقد دعا الدكتور الدماس المرضى إلى الاحتفاظ بأدويتهم الضرورية مثل موسعات الشعب الهوائية وأجهزة الاستنشاق في متناول اليد، وعدم إهمال الجرعات الوقائية التي يصفها الطبيب خلال فترات الطقس المتقلب، وأضاف أن من المهم مراجعة الطبيب فورًا في حال ملاحظة تدهور في الحالة التنفسية، أو ظهور أعراض غير معتادة.
وبيّن أن ارتداء الكمامات الطبية أو القماشية المناسبة عند الخروج الاضطراري من المنزل يمكن أن يخفف من حدة التعرض للجزيئات العالقة في الهواء، لكنها لا تعني حماية كاملة، لذا فإن البقاء في أماكن مغلقة ومحمية يبقى الخيار الأفضل.
كما وجه نصيحة خاصة للآباء والأمهات، بضرورة منع الأطفال من اللعب في الخارج خلال العواصف الغبارية، ومراقبة أي علامات تنفسية قد تظهر عليهم، مشيرًا إلى أن الأطفال يُعدّون من الفئات الحساسة للتغيرات البيئية نظرًا لضعف جهازهم المناعي مقارنة بالبالغين.
وأشار إلى أن الغبار لا يؤثر فقط على الجهاز التنفسي، بل يمكن أن يتسبب أيضًا في تهيج العيون والتهاب الأنف ومشكلات جلدية لدى بعض الأشخاص، خاصة من يعانون من أمراض مزمنة أو لديهم استعدادات تحسسية، وأكد على أهمية الاستحمام وتغيير الملابس فور العودة إلى المنزل بعد التعرض للغبار، للتقليل من الآثار الصحية المحتملة.
وفي سياق متصل، دعا الدكتور الدماس الجهات المختصة إلى الاستمرار في إصدار التنبيهات الجوية المسبقة وتوعية السكان بخطورة التعرض للغبار، مشيدًا بدور هيئة الأرصاد ووسائل الإعلام في نقل المعلومات بدقة، وتمكين الأفراد من اتخاذ احتياطاتهم في الوقت المناسب.
وأضاف أن المدارس والمؤسسات ينبغي أن تأخذ الأحوال الجوية بعين الاعتبار عند اتخاذ قرارات بشأن استمرار الأنشطة أو تعليقها، لضمان سلامة الجميع، لافتًا إلى أن الوقاية دائمًا أسهل وأقل كلفة من العلاج.
واختتم الدكتور الدماس حديثه بالتأكيد على أن الوعي الصحي المجتمعي هو السلاح الأول لمواجهة آثار التغيرات المناخية، مشيرًا إلى أن التعاون بين الأفراد والمؤسسات الصحية والتعليمية والإعلامية سيُسهم في تقليل حالات الطوارئ الصحية خلال هذه الفترات.