في خطوة من شأنها أن تُطمئن جماهير النادي الأهلي السعودي وتعزز الاستقرار الفني للفريق الأول لكرة القدم، حسم المدرب الألماني ماتياس يايسله موقفه بشأن مستقبله مع "الراقي"، مؤكداً استمراره في قيادة الفريق للموسم الرياضي المقبل، رغم العروض الأوروبية التي طُرحت على طاولته مؤخرًا.
وكانت تقارير صحفية متعددة قد كشفت خلال الأسابيع الماضية عن تلقي يايسله عروضًا من أندية أوروبية أبدت رغبتها في التعاقد معه، بعد النجاح اللافت الذي حققه مع الأهلي في موسمه الأول، ما أثار جدلاً واسعًا حول إمكانية رحيله مع نهاية الموسم الحالي.
ومع تصاعد التكهنات حول مصير المدرب الألماني، خرج الإعلامي الرياضي خالد عبد العزيز بتصريح حاسم عبر تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أكد من خلالها أن يايسله سيواصل مهمته على رأس الجهاز الفني للنادي الأهلي خلال الموسم المقبل، نافياً ما تردد حول نيته الرحيل أو دخوله في مفاوضات جادة مع أندية أخرى.
وأوضح عبد العزيز في تغريدته أن عقد المدرب الألماني مع الأهلي لا يزال ساريًا، ولم يتبقَ منه سوى عام واحد فقط، مؤكدًا في الوقت ذاته أن إدارة النادي بدأت بالفعل خطوات فعلية نحو تجديد عقد يايسله لعام إضافي، في ظل القناعة الكبيرة التي يحظى بها من قبل المسؤولين، والدعم الجماهيري المتزايد الذي يلقاه.
وتأتي هذه التطورات بعد موسم استثنائي قدمه المدرب الألماني مع الأهلي، حيث قاد الفريق لتحقيق نتائج إيجابية أعادت البريق إلى "قلعة الكؤوس"، وكان من أبرزها التتويج بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة، وهو إنجاز يُسجل لأول مرة في تاريخ النادي، ويُعد دليلاً على التطور الكبير الذي شهده الفريق تحت قيادة يايسله.
وهذا الإنجاز اللافت فتح باب التوقعات حول مستقبل الأهلي في البطولات المقبلة، خاصة وأن الفريق بات يتمتع بتوازن فني وانضباط تكتيكي واضح، إلى جانب تطور أداء العديد من اللاعبين المحليين والأجانب على حد سواء، ويُعزى كثير من المحللين ذلك إلى فلسفة يايسله التدريبية التي تعتمد على المرونة والواقعية، مع توظيف الإمكانات المتاحة بأقصى كفاءة ممكنة.
ويُنظر إلى قرار يايسله بالبقاء مع الأهلي على أنه خطوة استراتيجية تصب في مصلحة الفريق، خصوصًا وأن النادي بدأ منذ مطلع الموسم في تنفيذ خطة فنية طويلة المدى تستند إلى الاستقرار والاستثمار في مشروع رياضي متكامل، لا يقتصر على المنافسة المحلية فحسب، بل يمتد إلى الساحة الآسيوية والدولية.
وقد أبدى مسؤولو الأهلي في مناسبات سابقة تمسكهم بالمدرب الألماني، معتبرين أنه حجر الزاوية في مشروع إعادة بناء الفريق، كما أشار بعض أعضاء مجلس الإدارة إلى أن التخلي عن يايسله في هذا التوقيت من شأنه أن يُربك خطط الفريق للموسم المقبل، خاصة مع اقتراب فترة الإعداد الصيفي وبداية الانتقالات.
وبحسب مصادر قريبة من النادي، فإن يايسله نفسه متحمس لمواصلة التجربة مع الأهلي، ويؤمن بأن الفريق قادر على التتويج بلقب دوري روشن السعودي في الموسم القادم، بعد أن اقترب منه في أكثر من مناسبة هذا الموسم، كما يعمل على تعزيز بعض النقاط الفنية في الفريق، تحضيرًا لمنافسات الموسم الجديد.
ولا تُخفي الإدارة الأهلاوية طموحها في أن يصبح الفريق منافسًا دائمًا على الألقاب، سواء على المستوى المحلي أو القاري، وقد بدأت بالفعل التحضير لميركاتو صيفي قوي، من خلال تحديد المراكز التي تحتاج إلى تدعيم، بالتشاور مع المدرب الألماني، الذي يُشارك بفاعلية في اختيار اللاعبين المستهدفين.
ومنذ تعيينه على رأس الجهاز الفني للأهلي، أثبت يايسله أنه أكثر من مجرد مدرب طموح، فقد استطاع، خلال فترة وجيزة، فرض شخصية فنية متماسكة على الفريق، وتحقيق انسجام واضح بين اللاعبين، كما نال إشادة النقاد الرياضيين المحليين والدوليين، نظرًا للمنهجية التي يعتمدها في إدارة المباريات وتطوير الأداء الجماعي.
ويبدو أن هذه القدرات لم تمر مرور الكرام على الأندية الأوروبية، التي رأت في يايسله مشروع مدرب كبير، ومع ذلك، اختار الألماني البقاء، في خطوة تعكس التزامه تجاه الأهلي، ورغبته في إكمال ما بدأه، لا سيما بعد أن أصبح يحظى بثقة الإدارة والدعم المطلق من الجماهير.
وفي ظل هذه المعطيات، من المتوقع أن يشهد ملف تجديد عقد يايسله تطورات متسارعة خلال الأيام القليلة المقبلة، لا سيما مع اقتراب نهاية الموسم الرياضي، وتشير التقديرات إلى أن الإدارة تسعى لحسم الأمر قبل انطلاق الإجازة الصيفية، تفاديًا لأي مفاجآت قد تؤثر على تحضيرات الفريق للموسم المقبل.