خطف الحارس المغربي ياسين بونو، نجم نادي الهلال السعودي، الأضواء مجددًا على الساحة العالمية، بعد تألقه اللافت في بطولة كأس العالم للأندية 2025 المقامة حاليًا في الولايات المتحدة.
حارس "الزعيم" قدّم أداءً بطوليًا في مباريات فريقه، ما أثار اهتمام عدد من كبار أندية القارة العجوز التي بدأت تراقب مستقبله عن كثب، في ظل الحديث المتصاعد عن احتمال عودته إلى أوروبا خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.
إقرأ ايضاً:تطورات جديدة في بطولة دوري روشن الموسم المُقبل.. اقتراح لزيادة عدد الأجانب.. فما هي التفاصيل؟!" كانسيلو وبرشلونة"..هل ينوي الرحيل عن الأهلي بعد نهاية المونديال؟! كشف الحقيقة!
بونو، الذي كان بطل المشهد في لقاء الهلال أمام ريال مدريد والذي انتهى بالتعادل الإيجابي (1-1)، تصدى ببراعة لركلة جزاء نفذها فيديريكو فالفيردي، مؤكداً حضوره الذهني وقدراته الكبيرة تحت الضغط.
ولم يكتفِ بذلك، بل واصل تألقه في المباراة الثانية أمام ريد بول سالزبورغ النمساوي، حيث كان سدًا منيعًا وحافظ على نظافة شباكه، ليحصد جائزة أفضل لاعب في اللقاء الذي انتهى بالتعادل السلبي، مما عزز من قيمته الفنية والتسويقية في أعين كشافي الأندية الأوروبية.
التقارير الصادرة عن موقع "Afrik-foot" الناطق بالفرنسية، أفادت بأن خمسة أندية أوروبية كبرى تواصلت مع وكلاء الحارس المغربي لإبداء رغبتها في التوقيع معه، وتصدر مانشستر يونايتد قائمة المهتمين، في ظل عدم القناعة بالمردود المتذبذب للحارس الكاميروني أندريه أونانا.
ويبحث النادي الإنجليزي عن حارس يمتلك خبرة دولية وشخصية قوية لقيادة خط الدفاع، وهي الصفات التي تجتمع في بونو دون أدنى شك، ما جعله خيارًا أولًا على طاولة "الشياطين الحمر".
من جهة أخرى، أبدى مانشستر سيتي اهتمامه بضم بونو كبديل إستراتيجي للحارس البرازيلي إيدرسون، في ظل تزايد احتمالات رحيل ستيفان أورتيغا خلال الصيف.
المدرب بيب غوارديولا يُفضّل دومًا حراسًا يمتلكون عقلية تنافسية رفيعة، وتجربة قوية في البطولات القارية، وهو ما أثبته بونو في مرات عديدة سواء مع الهلال أو قبلها مع إشبيلية، كما يرى "السيتي" في بونو اسمًا جاهزًا لحماية العرين في حال تطلب الأمر.
تشيلسي الإنجليزي بدوره لم يقف مكتوف الأيدي، حيث دخل السباق بقوة، في ظل فشل كيبا أريزابالاغا في استعادة مستواه المعروف، إلى جانب غياب الثقة الكاملة في الحارس الإسباني الآخر روبرت سانشيز.
النادي اللندني يسعى لإعادة هيكلة مركز حراسة المرمى بشكل عاجل، ويرى أن بونو يمثل حلاً مستقراً وفعالًا لما يقدمه من أداء ثابت وشخصية قيادية مؤثرة داخل الملعب.
أما في الدوري الإيطالي، فقد برز اسم بونو على رادار إنتر ميلان، الذي يدرس التعاقد معه كبديل محتمل للحارس السويسري يان سومر، المتوقع رحيله عن الفريق هذا الصيف.
إدارة "النيراتزوري" تثمن ردود فعل بونو وسرعة تمركزه، وهي خصائص تندرج ضمن المتطلبات الأساسية للحراس في دوري تتسم مبارياته بالندية والانضباط الدفاعي العالي، ما يجعله مرشحًا قويًا ليكون الرقم واحد في عرين الإنتر.
الاهتمام لم يقتصر على أندية إنجلترا وإيطاليا، بل وصل إلى الدوري الفرنسي، حيث وضع نادي موناكو اسم بونو ضمن أهدافه بعد فشل مفاوضاته مع دافيد دي خيا.
النادي الفرنسي يثمّن تجربة بونو السابقة في "الليغ 1" مع نادي تولوز، ويعتبر أن عودته إلى الدوري ستكون سهلة ومباشرة، خصوصًا في ظل ما اكتسبه من نضج وتجربة قارية بارزة، تجعله مرشحًا للعب دور القائد الدفاعي في فريق شاب وطموح.
هذا التنافس المحتدم بين كبار أوروبا على خدمات بونو يعكس بوضوح حجم التقدير الذي يحظى به الحارس المغربي، بعد موسم أكثر من رائع قضاه مع الهلال.
وقد يكون ذلك مؤشراً على اقتراب نهاية مغامرته في السعودية، إذ تُدرك إدارة الهلال صعوبة الاحتفاظ بخدمات نجم يحظى بهذا النوع من الاهتمام العالمي، لا سيما إن تحولت العروض إلى مفاوضات رسمية جادة خلال الصيف.
اللافت أن بونو لا يخوض هذه الفترة من التألق من فراغ، فهو يملك تاريخاً مشرفًا في الملاعب الأوروبية، لا سيما في الليغا الإسبانية حيث صنع مجدًا مع إشبيلية وقاده للفوز بالدوري الأوروبي.
كما كان أحد نجوم مونديال قطر 2022، إذ لعب دورًا أساسيًا في إنجاز المغرب التاريخي بالوصول إلى نصف النهائي، ورغم أن عقده مع الهلال يمتد حتى صيف 2026، إلا أن عودته إلى أوروبا باتت أقرب من أي وقت مضى، وربما تكون مشاركته في كأس العالم للأندية هي الظهور الأخير له بقميص الزعيم.