مزيلات العرق

تحذير صادم: مزيلات التعرق تحت المجهر.. هل نخفي العرق ونفتح باب السرطان؟

كتب بواسطة: ليلى حمادة |

أثار الدكتور فهد الخضيري، الباحث المتخصص في علوم المسرطنات، جدلًا واسعًا مجددًا بعد تصريحاته التي أشار فيها إلى استمرار الجدل العلمي بشأن العلاقة المحتملة بين استخدام مزيلات العرق والإصابة ببعض أنواع السرطان.

وعلى الرغم من أن القضية ليست جديدة على الأوساط الطبية والبحثية، فإن حديث الخضيري أعاد تسليط الضوء على أنواع معينة من منتجات العناية الشخصية التي يستخدمها الملايين يوميًا، خاصة تلك المصنفة تحت فئة "مانعات التعرق"، والتي تُثير تحفظات متزايدة في بعض الأبحاث.
إقرأ ايضاً:"الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين"..خدمات استثنائية لكبار السن وذوي الإعاقة بالمسجد النبويتطورات جديدة في بطولة دوري روشن الموسم المُقبل.. اقتراح لزيادة عدد الأجانب.. فما هي التفاصيل؟!

وأوضح الدكتور الخضيري أن بعض الدراسات تشير إلى وجود ارتباط بين استخدام مزيلات العرق التي تعمل على منع التعرق تمامًا، من خلال سد المسام، وزيادة احتمالية ظهور أورام في مناطق الغدد الليمفاوية أو أنسجة الثدي، لا سيما عند الاستخدام المزمن والمفرط.

وأشار إلى أن هذا النوع بالتحديد، المعروف باسم "Antiperspirant"، هو الأكثر إثارة للقلق بين المختصين، حيث يتم ذكره في تقارير طبية بصفته عاملًا قد يسهم في زيادة عوامل الخطر، على الرغم من عدم وجود إثبات قاطع ونهائي يدينه علميًا حتى اللحظة.

ولفت الخضيري إلى أن الخطورة المحتملة تكمن في آلية عمل هذه المنتجات، إذ تقوم بمنع الجسم من التخلص من العرق، وهي العملية الطبيعية التي يستخدمها للتخلص من السموم.

كما أشار إلى أن تكدس هذه المواد في مناطق قريبة من العقد الليمفاوية الحساسة، مثل الإبط، قد يفاقم التأثير السلبي على المدى الطويل، وهو ما يبرر هذا القلق المتزايد في بعض الأوساط الطبية.

وكنصيحة صحية مباشرة، دعا الدكتور الخضيري إلى تجنب "مانعات التعرق" الكيميائية، والتركيز على استخدام المعطرات "Deodorants" كخيار بديل، موضحًا أن هذه المنتجات لا تقوم بسد المسام بل تقتصر على التحكم في الرائحة، وهو ما يجعلها أقل ضررًا من الناحية الصحية.

وأكد أن الطبيعة دائمًا ما تقدم حلولًا آمنة وفعالة، وهو ما يدفع الكثيرين إلى استخدام بدائل طبيعية لمعالجة مشكلة التعرق دون تعريض الجسم لمركبات كيميائية مجهولة التأثير.

وذكر الخضيري أن بعض الخلطات المنزلية قد تكون فعالة وآمنة، مثل مزيج من عصير الليمون والنعناع مع كمية قليلة جدًا من الشبة المطحونة، وهي خلطة معروفة في بعض الثقافات التقليدية بفعاليتها في تقليل الرائحة دون التأثير على الوظائف الطبيعية للغدد العرقية.

كما أشار إلى إمكانية استخدام كريمات ذات روائح طبيعية أو مستخلصات عشبية منعشة كبديل صحي.

وأضاف أن البدائل لا تقتصر فقط على ما يوضع على الجلد، بل تشمل أيضًا أساليب النظافة اليومية، مثل تنظيف منطقة الإبطين باستخدام مناديل مبللة بعصير الليمون أو استخدام صابون طبيعي بديل عن المنتجات الصناعية.

مشيرًا إلى أن بعض مزيلات العرق المتوفرة في الأسواق قد تحتوي على مركبات كيميائية ضارة، منها أكاسيد الألمنيوم ومشتقاتها، والتي تُحظر في بعض الدول ضمن مكونات مستحضرات التجميل.

كما شدد الخضيري على أهمية الوعي الاستهلاكي لدى الجمهور، وضرورة قراءة المكونات المدرجة على عبوات المنتجات قبل استخدامها، خاصة تلك التي تُستخدم في مناطق حساسة من الجسم وعلى فترات طويلة. وأكد أن الوقاية تبدأ من اختيار آمن ومستنير، وأن تجاهل التفاصيل الصغيرة في المكونات قد يؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة بمرور الوقت.

في الختام، دعا الدكتور فهد الخضيري إلى مزيد من البحوث والدراسات العلمية المحكمة لحسم هذا الجدل الممتد حول مزيلات العرق، مشيرًا إلى أن الحذر والاعتدال يبقيان ركيزتين أساسيتين في التعامل مع أي منتج كيميائي ملامس للجسم. وبينما لم تُحسم المسألة بعد علميًا، فإن الميل إلى الخيارات الطبيعية والابتعاد عن المنتجات الصناعية المُثيرة للجدل يبدو خيارًا حكيمًا وأكثر أمانًا للصحة العامة.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار