تشهد أروقة كرة القدم السعودية نقاشًا متصاعدًا بشأن تطوير بطولة دوري روشن للمحترفين، وذلك مع اقتراب انطلاق الموسم الجديد، ووسط حالة من الترقب بعد تتويج نادي الاتحاد بلقب النسخة الماضية، برز مقترح فني وإداري قد يُحدث تحولًا كبيرًا في شكل المنافسة ومستوى الأداء داخل الدوري، يتمثل في رفع عدد اللاعبين الأجانب المسموح بمشاركتهم في المباريات.
بحسب ما كشفه الإعلامي الرياضي خالد الشنيف، فإن المقترح الجديد يتضمن السماح بمشاركة عشرة لاعبين أجانب مع كل فريق خلال مباريات دوري روشن في الموسم المقبل، ويتوزع هذا العدد ما بين ثمانية لاعبين أساسيين في التشكيلة، ولاعبين اثنين على دكة البدلاء، يمكن الاستعانة بهما خلال مجريات اللقاء.
إقرأ ايضاً:"سدايا" تضع السعودية على الخريطة.. العالمية: المملكة ضمن العشر الأوائل غير الأعضاء في تبني معايير الذكاء الاصطناعيهل تنجح هدنة ترامب في كبح تقلبات سوق النفط والذهب؟
ويأتي هذا التوجه في إطار الاستراتيجية الشاملة لتطوير مستوى الدوري، ورفع التنافسية، وجذب الأسماء اللامعة من مختلف الدوريات العالمية، المقترح قوبل بردود فعل متباينة، حيث يرى مؤيدوه أنه سيسهم في تعزيز جودة اللعب، وتحقيق استفادة فنية أكبر من التنوع المهاري الذي يجلبه اللاعب الأجنبي، كما يُسهم في تسويق الدوري بصورة أقوى على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وتُعد هذه الخطوة امتدادًا لما بدأته رابطة الدوري السعودي للمحترفين في المواسم الأخيرة، حيث تم رفع سقف عدد الأجانب تدريجيًا، الأمر الذي ساهم في جذب عدد من نجوم الكرة العالمية، وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو، وكريم بنزيما، ونغولو كانتي وغيرهم.
من جهة أخرى، يرى بعض المختصين في الشأن الرياضي المحلي أن هذا المقترح، رغم مزاياه، قد يهدد فرص تطور اللاعب السعودي، ويقلل من حضوره في التشكيلة الأساسية، وهو ما قد ينعكس سلبًا على جاهزية المنتخب الوطني في الاستحقاقات القارية والدولية.
وتطالب بعض الأصوات بضرورة إيجاد توازن بين استقطاب النجوم الأجانب وتطوير الكفاءات المحلية، من خلال فرض آليات تُضمن استمرار مشاركة اللاعب السعودي في مراكز أساسية.
وتأتي هذه المقترحات في وقت يعيش فيه دوري روشن واحدة من أكثر فتراته تطورًا من حيث التنافسية والإقبال الجماهيري والاستثمار، حيث بات من بين أكثر الدوريات متابعة على مستوى القارة الآسيوية، ويراهن القائمون عليه على التحول إلى دوري النخبة في العالم خلال السنوات القادمة.
ويُذكر أن نادي الاتحاد، الذي تُوج بلقب الدوري في الموسم المنصرم، قد استفاد من التعاقدات الأجنبية بشكل لافت، مما ساعده على استعادة هيبته والعودة إلى منصات التتويج بعد سنوات من الغياب، ويبدو أن التوجه نحو تعزيز مشاركة الأجانب يُعد من مخرجات النجاحات الأخيرة التي أثبتت مدى التأثير الإيجابي لتلك التعاقدات في تحقيق الإنجازات.
وفي حال اعتماد هذا المقترح رسميًا، فإن الموسم المقبل سيشهد طفرة فنية غير مسبوقة، وسيكون اختبارًا فعليًا لقدرة الأندية على بناء فرق متكاملة تضم أسماء عالمية، مع المحافظة على هوية اللاعب المحلي ودوره ضمن المنظومة.