تهتم الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين اهتمامًا بالغًا بتقديم خدمات نوعية لضيوف الرحمن، وتولي فئة كبار السن وذوي الإعاقة عناية خاصة، لا سيما في المسجد النبوي الشريف، بما يمكّنهم من أداء عباداتهم بكل يسر وطمأنينة، ويأتي هذا التوجه امتدادًا لرسالة الحرمين الشريفين في تسهيل وصول وخدمة الجميع، وتطبيقًا لمبادئ الرعاية والتمكين الشامل دون تمييز.
وفي هذا الإطار، خصصت الهيئة مصليات خاصة لكبار السن وذوي الإعاقة عند مداخل الأبواب الرئيسة للمسجد النبوي، مراعية بذلك سهولة الدخول والخروج، وضمانًا لعدم ازدحامهم مع بقية الزوار.
إقرأ ايضاً:المطارات السعودية تحلق عالياً.. 5 مطارات تتصدر قائمة الأكثر التزاماً بالمواعيد في مايو 2025"قبول" تحدد 3 يوليو موعدًا حاسمًا: الفرصة الأخيرة لتخصصات "الشروط الخاصة" تنتظر طلاب الثانوية
كما خصصت موقعًا مخصصًا للصم لأداء الصلاة، مع توفير ترجمة فورية للخطبة بلغة الإشارة لتمكين فئة الصم من التواصل الروحي الكامل مع شعائر الجمعة والخطب الأخرى، وتم تخصيص الباب رقم 6 في السطح الغربي للدخول الميسر لهذه الفئة تحديدًا.
ولم تغفل الهيئة فئة المكفوفين، حيث تم توفير مصاحف بلغة برايل موزعة في أنحاء المسجد، بهدف تمكينهم من قراءة القرآن الكريم بأنفسهم دون الحاجة إلى مرافق دائم، وهو ما يترجم عمق الشمولية في الخدمات المقدمة.
كما أمنت الهيئة حوامل خاصة لحافظات مياه الشرب على ارتفاع مناسب لمستخدمي الكراسي والعربات المتحركة، لتسهيل وصولهم إلى ماء زمزم، أحد أهم رموز الضيافة الروحية في الحرمين الشريفين.
ومن أبرز ما تقدمه الهيئة كذلك من تسهيلات عملية، توفير عربات كهربائية (جولف) وكراسٍ متحركة تساعد على تنقل كبار السن وذوي الإعاقة بسهولة في أروقة المسجد النبوي وساحاته، بما يحقق لهم شعورًا بالاستقلالية والراحة أثناء أداء العبادات، وتُعَار العربات المتحركة مجانًا عبر المخرجين رقم 309 و343، في خطوة تعكس الجانب الإنساني في الخدمات المقدمة.
وفي ما يتصل بالبنية التحتية، حرصت الهيئة على تهيئة المرافق الحيوية داخل المسجد لتتناسب مع حركة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث جُهّزت المنحدرات الخاصة عند الأبواب والمرافق الأخرى، كما جرى توزيع المصاعد والسلالم الكهربائية بطريقة مدروسة لتغطية كافة الاتجاهات.
ويضم المسجد النبوي حاليًا 180 مصعدًا، و156 سلمًا كهربائيًا موزعة على الساحات والمرافق الحيوية، من ضمنها 24 مصعدًا داخل المسجد نفسه، بما يتيح وصولًا سلسًا لجميع الطوابق والمناطق.
ولم تغفل الهيئة توفير دورات المياه المناسبة، حيث وفرت 62 دورة مياه مخصصة لكبار السن وذوي الإعاقة، موزعة على المرافق الرجالية والنسائية، مع مراعاة كافة معايير الوصول الآمن والمريح.
وتواصل الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين تطوير خدماتها وتوسيع نطاقها، انطلاقًا من التزامها بالرعاية المتكاملة لكل فئات المجتمع، وحرصها على أن تكون تجربة زيارة الحرم تجربة روحانية متكاملة يسهل فيها أداء الشعائر بأعلى درجات الراحة والكرامة.
