الطيران المدني

المطارات السعودية تحلق عالياً.. 5 مطارات تتصدر قائمة الأكثر التزاماً بالمواعيد في مايو 2025

كتب بواسطة: محمد صالح |

في مشهد يعكس تطورًا لافتًا في أداء قطاع الطيران بالمملكة، كشفت الهيئة العامة للطيران المدني عن تقريرها الشهري حول مستويات الالتزام بأوقات الرحلات لشهر مايو 2025، مؤكدة أن عددًا من المطارات الوطنية أظهرت أداءً استثنائيًا من حيث دقة مواعيد الرحلات، سواء في المغادرة أو الوصول.

التقرير، الذي يُعد مؤشرًا مهمًا على جودة الخدمات المقدمة للمسافرين، استند إلى معيار الالتزام بالإقلاع أو الوصول خلال فترة لا تتجاوز 15 دقيقة من الوقت المجدول، ما يُمكّن الركاب من تقييم مدى انتظام عمليات الطيران، ويعكس كفاءة المطارات وشركات النقل الجوي.
إقرأ ايضاً:ولي العهد السعودي يرحب باتفاق وقف إطلاق النار ويشدد على الحوار الدبلوماسي3 أندية عربية تودع كأس العالم للأندية مبكرًا في النسخة الموسعة بأميركا

أبرز ما جاء في التقرير هو تصدر خمسة مطارات سعودية المشهد، محققة نسب التزام عالية، أكسبتها مكانة متقدمة على مستوى الفئات المختلفة التي قسمت إليها الهيئة المطارات، وفقًا لحجم حركة المسافرين السنوية فيها، ما يدل على تنوع التميز بين المطارات الكبرى والصغرى.

مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة جاء في صدارة المطارات التي تتجاوز حركة ركابها 15 مليون مسافر سنويًا، بنسبة التزام بلغت 89%، وهو إنجاز يُحسب للمطار الذي يشهد كثافة تشغيلية عالية تتطلب إدارة دقيقة للعمليات الجوية.

أما مطار الملك فهد الدولي بالدمام، فقد حصل على المركز الأول ضمن الفئة الثانية، التي تضم المطارات التي تنقل من 5 إلى 15 مليون مسافر سنويًا، محققًا نسبة التزام وصلت إلى 88%، في دليل واضح على تطور مستوى الخدمات في المنطقة الشرقية.

وفي الفئة الثالثة، للمطارات التي تستقبل بين 2 إلى 5 ملايين مسافر سنويًا، برز مطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز الدولي بتبوك بنسبة التزام وصلت إلى 91%، متجاوزًا التحديات الجغرافية والبُعد، في دلالة على جودة التنظيم المحلي.

مطار العلا الدولي، رغم كونه من بين أصغر المطارات من حيث حركة الركاب، إلا أنه حقق إنجازًا لافتًا في الفئة الرابعة للمطارات التي يقل عدد مسافريها عن مليوني راكب سنويًا، مسجلًا نسبة التزام بلغت 96%، ما يبرهن على الكفاءة العالية حتى في المواقع الأقل ازدحامًا.

وجاء مطار طريف في صدارة الفئة الخامسة، الخاصة بالمطارات الداخلية، بنسبة التزام بلغت 97%، ليكون الأعلى من حيث دقة المواعيد بين جميع الفئات، في إنجاز يسلط الضوء على اهتمام متزايد بتجويد الخدمات في المناطق الطرفية والنائية.

ولم يقتصر التقرير على المطارات، بل شمل أيضًا أداء شركات الطيران المحلية، حيث حافظت الخطوط الجوية السعودية على نسبة التزام بلغت 90% في كل من القدوم والمغادرة، ما يؤكد استمرارها في تقديم خدمات جوية مستقرة.

أما شركة طيران ناس، فقد سجلت 89% في التزامها بمواعيد القدوم، و91% في المغادرة، فيما حقق طيران أديل 90% في القدوم، و92% في المغادرة، لتُظهر شركات الطيران الثلاث مستويات متقاربة من الانضباط، بما ينعكس إيجابًا على تجربة الركاب.

وسلط التقرير الضوء على أبرز المسارات الجوية، مشيرًا إلى أن الرحلة بين جازان وجدة، وكذلك بين جدة وأبها، سجلتا نسبة التزام بلغت 95%، لتكونا من بين أفضل المسارات المحلية من حيث انتظام الحركة الجوية.

وفيما يتعلق بالرحلات الدولية، تصدرت الرحلة بين جدة وأبو ظبي بنسبة التزام وصلت إلى 97%، لتكون المسار الأكثر انتظامًا على مستوى الرحلات الخارجية، ما يُعد مؤشرًا على نجاح التنسيق بين المطارات والشركات المشغلة في مختلف الدول.

هذا المستوى من الأداء يضع المملكة في موقع متقدم إقليميًا في مجال كفاءة النقل الجوي، كما يدعم مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، التي تسعى إلى تعزيز التكامل بين مختلف وسائل النقل وتقديم تجربة سفر عالمية المستوى.

وتعكس هذه النتائج حجم الاستثمارات والإصلاحات التنظيمية التي تقودها الهيئة العامة للطيران المدني لتحسين بيئة السفر، بدءًا من البنية التحتية ووصولًا إلى أنظمة المتابعة والتشغيل، بما يضمن تحقيق أعلى معدلات الرضا لدى المسافرين.

التقرير الشهري بات أداة شفافة لتقييم الأداء، ليس فقط أمام الجهات المختصة، بل أيضًا للمواطنين والمقيمين، الذين بات بمقدورهم مقارنة أداء المطارات وشركات الطيران، ما يعزز المنافسة الإيجابية ويدفع جميع الأطراف نحو تقديم الأفضل دائمًا.

وفي ظل هذه الأرقام، يبدو أن قطاع الطيران في المملكة يسير بخطى ثابتة نحو العالمية، ليس فقط من حيث التوسع، بل أيضًا من حيث الاحترافية في إدارة الوقت والانضباط التشغيلي، ما يضع أسسًا قوية لتجربة سفر أكثر دقة وموثوقية.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار