في اتصال هاتفي جمع بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، عبّر الطرفان عن ترحيبهما باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه اليوم، في خطوة لافتة تؤشر إلى بداية صفحة جديدة في العلاقات الإقليمية المتوترة مؤخرًا. وجاء الاتصال في أعقاب التوترات العسكرية التي كادت أن تجر المنطقة إلى مواجهات أوسع، لتأتي هذه المبادرة كترجمة عملية للنهج الدبلوماسي الذي تدعو إليه الرياض.
وأكد ولي العهد السعودي خلال الاتصال التزام المملكة الثابت بدعم مسارات الحوار وتغليب الحلول الدبلوماسية لتسوية الخلافات، مشددًا على أهمية استثمار الاتفاق الحالي كفرصة حقيقية لإعادة الأمن والاستقرار إلى منطقة الخليج والشرق الأوسط، ولتفادي أي تصعيد جديد يمكن أن يعيد المنطقة إلى دائرة التوتر والعنف. ولفت الأمير محمد بن سلمان إلى أن المملكة تضع إمكاناتها كافة لخدمة أمن المنطقة وسلامة شعوبها.
إقرأ ايضاً:تحذيرات من التقلبات الجوية.. "الأرصاد الجوية “رياح نشطة وأتربة تحد من الرؤية في عدة مناطق بالمملكة3 أندية عربية تودع كأس العالم للأندية مبكرًا في النسخة الموسعة بأميركا
من جانبه، ثمّن الرئيس الإيراني موقف السعودية الداعم للتهدئة، وأشاد بجهود ولي العهد السعودي في دعم الاستقرار وتعزيز مساعي التفاهم الإقليمي، معتبرًا أن هذه المواقف تعكس دورًا محوريًا للرياض في صياغة معادلة توازن جديدة تحفظ مصالح الجميع. وأشار بزشكيان إلى أن بلاده تنظر بعين إيجابية إلى هذا النوع من المبادرات التي يمكن أن تؤسس لحقبة جديدة من التفاهم والتعاون.
والاتصال بين القيادتين يأتي بعد شهور من توتر العلاقات الإقليمية وتبادل التصريحات والتهديدات، ما يجعل من هذا التواصل السياسي تطورًا نوعيًا قد يسهم في تهدئة الجبهات الساخنة، ويعيد الاعتبار للعمل الدبلوماسي في حل الأزمات العالقة. كما أن إشادة إيران بدور ولي العهد السعودي تعزز صورة المملكة كوسيط إقليمي قادر على التأثير الفعّال في مسار الأحداث.
وتشير الأوساط المراقبة إلى أن هذا الاتصال قد يشكل أرضية أولية لمزيد من التنسيق بين الرياض وطهران، لا سيما في ظل تحولات دولية متسارعة تتطلب تعاونًا إقليميًا واسعًا، بعيدًا عن المواجهات العسكرية أو الحسابات الضيقة. وإذا ما تكللت هذه الجهود بالنجاح، فقد يكون هذا الاتصال بداية لمرحلة سياسية جديدة تنعكس إيجابيًا على مستقبل المنطقة ككل.
