المسجد الحرام

تقنيات متطورة في الحرم المكي: حساسات وكاميرات ذكية لتحسين انسيابية الزوار

كتب بواسطة: حسن بكري |

في خطوة سباقة تعكس التزامها الثابت بتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن، بدأت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تطبيق تقنية متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإدارة الحشود داخل المسجد الحرام، هذه التقنية المبتكرة، التي تستخدم حساسات قارئة عند الأبواب الرئيسية، ترصد أعداد الزوار على أرضية المداخل بدقة متناهية، بهدف رفع الكفاءة التشغيلية وتحسين انسيابية حركة المصلين والمعتمرين، وتأمين راحتهم وسلامتهم في أطهر بقاع الأرض.

تعمل هذه الحساسات، جنبًا إلى جنب مع كاميرات ذكية، على استشعار حركة الدخول والخروج بشكل فوري ودقيق، وهذا النظام المزدوج يتيح مراقبة مستمرة لتدفقات ضيوف الرحمن وتحديد نقاط الازدحام بدقة أكبر، مما يمنح الجهات المعنية رؤية شاملة وحاسمة تمكنها من اتخاذ القرارات المناسبة في عمليات إدارة الحشود بفاعلية، إن هذا الدمج بين التقنيات الحديثة والهدف السامي لخدمة قاصدي بيت الله الحرام يعكس رؤية المملكة في توظيف الابتكار لخدمة الإنسان.
إقرأ ايضاً:ما بعد التدشين: هل تشهد خطوط جدة-دمشق توسعًا في 2026؟رحلة خاصة لكبار السن لم تتحدث عنها وسائل الإعلام

يسهم هذا النظام التقني المتكامل بشكل كبير في تحسين توزيع الحشود داخل المسجد الحرام، خاصة في أدوار المطاف والمسعى التي تشهد كثافة عالية من الزوار، فمن خلال البيانات الدقيقة التي يوفرها النظام، يمكن للمسؤولين تنظيم الحركة بشكل أفضل، وتوجيه الزوار إلى الأماكن الأقل ازدحامًا، مما يعزز من سلامتهم ويضمن راحتهم، لا سيما خلال أوقات الذروة، إن الهدف الأساسي هو تحقيق أعلى مستويات الانسيابية في الدخول والخروج وأثناء أداء المناسك.

وأوضحت الهيئة أن استخدام هذه التقنية المتقدمة يأتي في إطار سعيها الدائم لرصد حركة الدخول والخروج بدقة متناهية، وتعزيز كفاءة أنظمة إدارة الحشود بشكل عام، كما تهدف هذه الخطوة إلى تطوير وسائل مراقبة التدفقات البشرية داخل المسجد الحرام، وتحليل أنماط الازدحام لتحديد أسبابها وتوقعاتها المستقبلية، هذه المعلومات الحيوية تدعم الجهات المعنية العاملة في المسجد الحرام لتحسين عمليات التفويج وتوزيع الأدوار وتحويل الكثافات بشكل استباقي، بما يحقق أعلى مستويات الانسيابية والتنظيم التي تليق بمكانة المسجد الحرام.

تُعد هذه الخطوة جزءًا لا يتجزأ من الجهود المستمرة التي تبذلها الهيئة لاستثمار التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في تحسين الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، فباستخدام هذه الأنظمة المتطورة، يمكن للهيئة اتخاذ قرارات قائمة على بيانات دقيقة وتحليل شامل للحركة داخل المسجد الحرام، مما يقلل من الاعتماد على التقديرات البشرية ويزيد من دقة التخطيط والاستجابة لأي طارئ، هذا التوجه يعكس رؤية المملكة في بناء مستقبل يعتمد على الابتكار في جميع قطاعاته.

إن الاعتماد على البيانات الدقيقة والتاريخية في اتخاذ القرارات المناسبة يعكس أهمية تبني مثل هذه الأنظمة لدعم التخطيط الفعّال وإدارة الحشود وفق معايير عالية الدقة والجودة، فكل حركة وكل زائر يتم رصده وتحليله لضمان تجربة سلسة وآمنة، مما يعزز من قدرة الهيئة على توقع التحديات المحتملة والاستعداد لها مسبقًا، وبالتالي تقديم خدمة استثنائية تليق بضيوف بيت الله.

لا تقتصر أهمية هذه التقنيات على تنظيم الحركة فحسب، بل تمتد لتشمل تعزيز تجربة الزائر بشكل عام، فمع انسيابية أكبر وتقليل للازدحام، يمكن لضيوف الرحمن أداء مناسكهم بخشوع وطمأنينة أكبر، دون الشعور بالضغط أو التوتر الناتج عن الكثافة البشرية، وهذا الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة يعكس حرص المملكة على توفير بيئة روحانية هادئة ومريحة لكل من يزور الحرمين الشريفين.

وبشكل عام، تمثل هذه المبادرة خطوة متقدمة في مسيرة المملكة نحو التحول الرقمي وتوظيف أحدث التقنيات لخدمة الحجاج والمعتمرين، إنها تضع المسجد الحرام في مقدمة المؤسسات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة عملياتها، وتؤكد على الالتزام الراسخ بتقديم تجربة استثنائية لضيوف الرحمن، مما يعكس الصورة المشرقة للمملكة كدولة رائدة في خدمة الإسلام والمسلمين.