دعت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" كافة الجهات الحكومية في المملكة إلى التسجيل في منصة حوكمة البيانات الوطنية، وذلك للحصول على الوسوم التحفيزية المتعلقة بمنتجات وأنظمة الذكاء الاصطناعي، في خطوة تهدف إلى تعزيز التزام الجهات بالمعايير الأخلاقية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، وتحفيزها على تبني أفضل الممارسات التقنية بما يتماشى مع التوجهات الوطنية للتحول الرقمي.
وتهدف "سدايا" من خلال هذه الدعوة إلى ترسيخ ثقافة الحوكمة المسؤولة لأنظمة الذكاء الاصطناعي داخل الجهات الحكومية، عبر إجراءات تقييم دقيقة وآلية شفافة تتيح منح الوسوم التحفيزية للجهات التي تلتزم بتطبيق المبادئ والمعايير المحددة.
وتعد هذه الوسوم بمثابة شهادة تعكس نضج الممارسات الفنية والتقنية للجهة في مجال الذكاء الاصطناعي، ومدى قدرتها على تطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن إطار أخلاقي وقانوني واضح.
وأوضحت الهيئة أن آلية التسجيل تبدأ بتعيين مسؤول للذكاء الاصطناعي داخل كل جهة حكومية، ويكون التعيين من خلال ممثل الجهة المعتمد عبر منصة حوكمة البيانات الوطنية، حيث يقوم بالدخول إلى المنصة، ثم اختيار خدمة "إدارة المستخدمين"، ومن ثم تحديد خيار "إضافة مستخدم"، واستكمال بيانات مسؤول الذكاء الاصطناعي والتي تتضمن معلومات التواصل، والمجال التقني الذي يعمل فيه، تمهيدًا لاستيفاء متطلبات الوسوم التحفيزية بشكل دقيق ومنهجي.
وتعد هذه المبادرة من "سدايا" نموذجًا متقدمًا في مجال حوكمة الذكاء الاصطناعي، وتُظهر مدى حرص المملكة على تطبيق المعايير الأخلاقية والحوكمة الرشيدة في جميع مراحل تصميم وتطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي.
كما تؤكد هذه الخطوة الجهود المستمرة لتمكين الجهات الحكومية، وتعزيز جاهزيتها لتبني حلول الذكاء الاصطناعي بكفاءة وفاعلية، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في بناء اقتصاد رقمي مزدهر ومجتمع معرفي متقدم.
وتعكس هذه الجهود رؤية طموحة للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، التي تواصل تنفيذ مبادراتها المتنوعة لرفع كفاءة العمل الحكومي وتحسين جودة الخدمات الرقمية، من خلال أدوات وتقنيات متقدمة تسهم في تسريع وتيرة التحول الرقمي في المملكة.
وتأتي هذه الخطوة استكمالًا لمسيرة "سدايا" في تمكين الجهات من تبني تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي ضمن أطر تنظيمية واضحة ومحددة، ويُشار إلى أن المملكة حققت مؤخرًا تقدمًا كبيرًا على صعيد المؤشرات العالمية ذات الصلة، حيث احتلت المرتبة الأولى عالميًّا في المؤشر الفرعي للبيانات الحكومية المفتوحة، وفقًا لتقرير الرؤية لعام 2024.
كما سجّلت إنجازات نوعية في مؤشرات الأمن السيبراني والبنية التحتية الرقمية، بفضل الدعم الكبير الذي تحظى به الجهات المختصة من القيادة الرشيدة – أيدها الله – لبناء منظومة رقمية متطورة وشاملة تعزز مكانة المملكة عالميًا في هذا المجال.
ويعكس هذا الإنجاز التزام "سدايا" بدورها المحوري في قيادة التحول الرقمي، وحرصها على وضع الأطر الفنية والتنظيمية التي تسهم في تحقيق الاستخدام الآمن والمسؤول للتقنيات الناشئة، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، بما يدعم بناء مستقبل رقمي آمن ومزدهر للمملكة.